أخبار الآن | حلب – سوريا (رويترز)

في الخان العتيق الذي يمثل فناء حجرياً قبالة سوق حلب القديم , لا تزال معظم متاجر الملبوسات وعددها 41 متجراً مهجورة.

فقد انتقل كثيرون من أصحابها إلى أماكن أخرى أو إلى الخارج , هرباً من الاشتباكات في المدينة التاريخية , التي كانت مركزاً اقتصادياً رئيسياً في سورياً , قبل الحرب.. لكنهم يتوقون للعودة إلى مدينتهم ومزاولة أعمالهم من جديد.

وقال محمد أبو زيد أحد تاجري الملابس اللذين لا يزالان يزاولان نشاطهما “التجار هون الأغلبية، البعض منهم يعني.. شي ١٥٪ أو ٢٠٪مسافرين برا البلد (خارج البلد) بس (لكن) كلهم رايدين يجوا (يريدون العودة) يعني في خطة إنه بدنا نجي بس إنه يفتح الخان يفتح الشغل يصير الأمان أكثر المشاكل تخف أكثر إنه كلنا منرجع بس في بعض منهم هون تركوا المصلحة (المهنة)”.

وانقلب حال الاقتصاد السوري بفعل سنوات الحرب الثماني التي أدت إلى تقسيم البلاد بين قوى متناحرة وشردت الملايين. وتم تجنيد مئات الآلاف من العمال في الجيش أو أنهم انضموا إلى جماعات المعارضة بينما فرضت القوى الغربية عقوبات كاسحة على البلاد.

ويتوقف تعافي سوريا إلى حد كبير على ما إذا كان النازحون سيعودون إلى بيوتهم بما في ذلك عودة أصحاب الأعمال المحليين. وتقف متاجر خان (خير بك) الخالية شاهدا على أن الغالبية لم تعد وأنه ربما تمر فترة من الوقت قبل استئناف نشاط الأعمال.

ورغم أن بعض المناطق في غرب حلب، الذي ظل خاضعاً لسيطرة النظام طوال الحرب، ما زالت حركة الشراء بها نشطة فقد تعرضت مصانع المدينة ومتاجر الجملة للدمار من جراء الحرب ورحيل التجار.

كانت المنسوجات أحد الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها نشاط الأعمال في حلب حتى بداية الحرب عام 2011. وكان الخان الواقع في قطاع سوق الزرب من مدينة حلب القديمة المدمرة مركزاً لنشاط المنسوجات.

قال أبو زيد إن 13 من أصحاب المتاجر انتقلوا للخارج إما إلى مصر أو تركيا. ومن بين من بقوا في سوريا انتقل ستة إلى دمشق أو مدن أخرى وبدأوا نشاطاً جديداً. وتوقف سبعة غيرهم ظلوا في حلب عن التعامل في الملبوسات.

ويعمل عشرة غيرهم في تجارة الملابس من أكشاك في السوق أو من متاجر مستأجرة في مناطق أخرى من حلب. ولم يعد لفتح المتاجر في الخان في وقت سابق من العام الجاري سوى أبو زيد وزكريا عزيزة. ولا يعرف الاثنان طريقاً لعدد من جيرانهم.

وكان المركزان الرئيسيان لنشاط الأعمال في حلب هما السوق القديم والمناطق الصناعية على مشارف المدينة وكان المركزان على الخطوط الأمامية وأصابهما الكثير من جراء القصف العنيف وأعمال النهب.

جُردت المتاجر والمخازن مما فيها من مخزون والمصانع والورش من معداتها وآلاتها. وتغطي ثقوب الرصاص أو فتحات القذائف الكثير منها كما يملأها الركام.

المزيد:

”مجانين حلب“: فيلم يوثق لحظاث الحصار المؤلمة بمستشفى تحت الأرض في حلب