أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جمانة بشان)

يتساءل بعض المراقبين حول ما إذا كانت هزيمة ُ تنظيم داعش في العراق وسوريا ستَكوُن منطلقا لحقبة جديدة من انتشار هذا التنظيم في إفريقيا ..

حيث ثمة َ من يرصد أوضاع أفريقيا بالنسبة لتنامي الجماعات المتطرفة ، ويدرس إمكانيات إيجاد أرضية خِصبة تساعد داعش على الانتشار والتمدد هناك..

غيرت عودة المقاتلين الدواعش القادمين من سوريا والعراق خريطة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي ، سيما بعد أن بقي ما يسمى تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى الذي أسسه المدعو أبو الوليد الصحراوي معزولا لعدة سنوات ليعود للواجهة من جديد من خلال نوعيه هجماته الإرهابية وذلك نتيجة لتحسن علاقته مع داعش ..

وهو ما يؤكده أحد الصحفيين المتابعين للقضايا الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي الذي أكد أن عمليات أبو الوليد الصحراوي كانت محدودة القوة والتأثير، كما لم يكن يعلن مسؤوليته عنها لانعدام وسيلة تواصل مباشرة مع داعش، أما اليوم فقد أصبح يتبنى الهجمات وهو ما يفسر وصول مقاتلين قادمين من الموصل، منحوا الرجل القوة والثقة.

البعض يتحدث عن تخطيط داعش لدخول منطقة الساحل الأفريقي من أجل فتح منافذ جديدة، خصوصاً أن هذه المنطقة تعد اليوم في قلب اهتمام شبكات تهريب البشر والسلاح والمخدرات، وتقدر الأموال العائدة من مثل هذه الأنشطة بمليارات الدولار سنوياً. 

ووفق خبراء، فإن دخول داعش منطقة نفوذ تقليدي لتنظيم القاعدة يفتح الباب على مصراعيه أمام جميع الاحتمالات، خصوصاً أن المقاتلين العائدين من مناطق نفوذ التنظيم لم ينضموا جميعهم إلى جماعة أبو الوليد الصحراوي ، وإنما ذهب عدد كبير منهم إلى جماعة المرابطون التي يقودها الجزائري مختار بلمختار ، والذي يعد اليوم الوجه الإرهابي الأكثر نفوذاً في الساحل الأفريقي..

محاولة داعش لإيجاد موطئ قدم له في الساحل الإفريقي يوضحه حضوره في ليبيا فبالرغم من فقدان مراكزه هناك إلا أنه لا يزال ينشط بمدينة أجدابيا مستغلا عامل الفوضى الذي مازال يعصف بالبلاد في ظل الانقسامات الحاصلة ..
نهاية شهر مارس سارع التنظيم الإرهابي بإعلان مسؤوليته عن تفجير عنيف هز البوابة الشرقية لاجدابيا أوقع قتلى وجرحى ..

الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش،في مدينة أجدابيا، أكدت من جديد تخوفات كثير من السياسيين والمحللين، بشأن عدم انتهاء الحرب عملياً ضد التنظيم، وأن عناصره الهاربة من درنة وبنغازي وسرت تلملم نفسها وتتمركز في مناطق عديدة جنوب البلاد، ومن ثم الانطلاق لتنفيذ هجمات خاطفة ومباغتة .

فسقوط كبرى معاقل التنظيم في العراق وسوريا ، عززت فرضية هروب أفراده من مناطق الحرب هناك وتسربهم إلى ليبيا، ومنها إلى دول الجوار الإفريقية ..

 

من باريس الباحث الجامعي  الجيوسياسي السيد لاغا شقروش

 

اقرا ايضا

أغرب 10 أحكام في وثائق داعش التي وجدناها في الطبقة