أخبار الآن | بغداد – العراق (وكالات) 

أُطلِقت صواريخٌ من طراز كاتيوشا على المنطقةِ الخضراء، التي تضمُ معظمَ المقارِ الحكوميةِ الرئيسية والبعثاتِ الدبلوماسية في بغداد، في اعقابِ أكبرِ احتجاجاتٍ دامية شهدها العراق منذُ سنوات وقُتِلَ فيها عددٌ من الأشخاص في اشتباكاتٍ بين الشرطة والمتظاهرين.

وقال بيانٌ صادرٌ عن خليةِ الإعلامِ الحربي إن الصواريخ أُطلقت من حي البلديات وشارعِ فلسطين شرقي العاصمة من دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن اطلاقها، وأكد شهود عيان أن السفارة الأمريكية داخل المنطقة أطلقت صافرات الإنذار.

ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسيين في المنطقة الخضراء قولهم انهم سمعوا أصوات أربعة انفجارات، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا فيها، وقامت القوات الأمنية بإغلاق عدد من الطرق وفرض إجراءات أمنية مشددة في العاصمة العراقية في وقت متأخر السبت.

إقرأ: العراق.. داعش يحرق 15 مدنياً بينهم أطفال

وتمتد المنطقة الخضراء على مساحة كبيرة وسط العاصمة العراقية، وتضم مكاتب رئاسة الوزراء والرئاسة والبرلمان وعددا من السفارات المهمة ومن بينها السفارة الأمريكية التي تحتل مساحة مجمع واسع، فضلا عن بيوت عدد كبير من المسؤولين العراقيين، وتطوق هذه المنطقة بأسوار اسمنتية وحماية أمنية مكثفة.

وقد شهدت بغداد يوم السبت اشتباكات دامية خلال مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من أنصار مقتدى الصدر، احتجاجا على ما يصفونه بـ"فساد حكومي"، وللمطالبة بإجراء تعديلات على المفوضية التي تشرف على الانتخابات.

وتضاربت الأنباء بشأن حصيلة القتلى والجرحى في هذه الاشتباكات، إذ أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن مقتل شرطي واصابة سبعة آخرين ولم تذكر حصيلة القتلى في جانب المتظاهرين، ونقلت تقارير عن مصادر في التيار الصدري إفادتها بمقتل بين خمسة إلى سبعة أشخاص وجرح نحو 320 آخرين.

وكانت الاشتباكات بين الأمن والمحتجين قد اندلعت بعدما حاول متظاهرون عبور جسر يصل إلى المنطقة الخضراء، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، كما أفادت تقارير بسماع دوي إطلاق نار خلال الاشتباكات.

الحق في حرية التجمع السلمي يمثل حجر الزاوية في الديمقراطية ويتعين احترامه من قبل المواطنين والحكومة والقوات الأمنية في كل الأوقات، وأظهر شريط تلفزيوني شبانا يحمل العديد منهم العلم العراقي يغطون وجوههم مبتعدين عن دخان الغاز الذي غطى ساحة التحرير.

وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه إن "بعض الجهات المجهولة استعملت القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل"، وحمل الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية ما حصل، محذرا من أن "رد الثوار سيكون أقوى في المرة القادمة".

ودعا الصدر المتظاهرين إلى "الانسحاب التكتيكي إلى إشعار آخر، حفاظا على دماء الأبرياء وإنقاذها من الإرهاب الحكومي" حسب تعبير البيان، ويهدد التيار الصدري باللجوء إلى خيارات تصعيدية ضد الحكومة والبرلمان، إن لم يتم تغيير مفوضية الانتخابات وقانونها.

وفي بيان على صفحتها الرسمية على موقع تويتر، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها إزاء إصابة عدد من المتظاهرين ورجال الأمن في المظاهرات التي شهدتها بغداد السبت.

وشددت البعثة في بيانها على أن" الحق في حرية التجمع السلمي يمثل حجر الزاوية في الديمقراطية ويتعين احترامه من قبل المواطنين والحكومة والقوات الأمنية في كل الأوقات وتحت كل الظروف".

ودعت "الحكومة والقوات الأمنية إلى "احترام وحماية حقوق المواطنين في الاحتجاج السلمي والتحلي بضبط النفس"، ورحبت في الوقت نفسه بقرار رئيس الوزراء العراقي "بإجراء تحقيق علني في الاحداث المأساوية التي وقعت اليوم وملابساتها".

 
إقرأ أيضاً:

واجهات دامية بين الأمن وأنصار الصدر في بغداد

رشيد قاسم.. من مغني راب إلى مدير هجمات داعش في فرنسا