أخبار الآن | ألمانيا – (أحمد الدمشقي)

لم يخطر ببال "وائل الشامي" الشاب السوري اللاجئ في ألمانيا أن يعود للمنافسة في الحقل الرياضي وفي بلد مثل ألمانيا المعروفة بتفوقها رياضياً على مستوى العالم، حيث تمكن من العودة بقوة إلى حلبات الملاكمة بعد غياب أكثر من سبع سنوات بل تمكن من منافسة أفضل الملاكمين في الحلبات الألمانية لينضم إلى كوكبة من اللاجئين السوريين ممن تميزوا في بعض الرياضات بعد انضمامهم لأندية ألمانية مختصة وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة.

وفي لقاء خاص مع أخبار الآن تحدث الملاكم وليد الشامي عن حياته قبل الثورة، فأوضح أنه كان بطلا لسوريا لما يقارب ست سنوات في أعمار الأشبال والناشئين والشباب وشارك في عدد من البطولات في مصر وإيران وتايلاند وقطر وتونس والجزائر وحقق المركز الثاني على مستوى العرب في مصر كما شارك في الدورة الآسيوية الصغرى وبطولة العالم للملاكمة وبطولة آسيا، هذا بالتزامن مع عمله مع والده في تجارة المفروشات.

الخروج من سوريا

أما عن خروجه من سوريا، فأشار وائل إلى أنه خرج برفقة زوجته الحامل وابنته نهاية العام 2014. توجه إلى الجزائر ثم عن طريق التهريب إلى ليبيا عبر تونس ثم ركب البحر من ليبيا باتجاه إيطاليا ليتم إنقاذه ومن معه عندما كانوا على وشك الغرق، حالهم حال كل من عاش رحل الموت ثم انتقل من إيطاليا إلى ألمانيا. وبعد الإجراءات الروتينية المعتادة استقر به الحال في مدينة "فرايبورغ" حيث تم الاتصال به من قبل الاتحاد الألماني للملاكمة بعدما سجل في بياناته نشاطاته الرياضية.

النشاط الرياضي

حصل "وائل" على بعض التدريبات في المدينة لكن شعورة بلا جدوى هذا التدريب دفعه للانقطاع عنه لقرابة سبعة أشهر لتتم دعوته مرة أخرى للتدرب في نادي المدينة، حيث عمل على استعادة لياقته بعد الانقطاع الطويل في سوريا وألمانيا وبدء تطوير نفسه من خلال العمل المتواصل فشارك في بطولة "فرايبورغ" المحلية وحقق المركز الأول في وزن 75 كغ، ثم شارك في بطولة ولاية "بادن فورتمبرغ" ثم وافق الاتحاد الألماني للعبة على مشاركته في بطولة ألمانيا فوصل إلى الدور النهائي لكنه مُنِعَ من اللعب من قبل الأطباء بسبب إصابة في عينه تعرض لها أثناء المنافسات.

كما شارك وائل في تدريبات المنتخب الألماني المشارك في الأولمبياد الحالي في البرازيل ويستعد حالياً للمشاركة في بطولة تجمع  أبطال اللعبة في فرنسا وسويسرا وألمانيا وبطولة أخرى ستعقد في رومانيا نهاية العام الحالي، هذا بالتزامن مع عمله كمتدرب ضمن دورات اللغة في برنامج الاندماج الألماني والذي يخضع له كل اللاجئين بعدما تواصل مع عدد من الألمان ممن ساعدوه وآزروه مادياً ومعنوياً وشجعوه حيث أشاد بمعاملتهم له.

الأمل المتجدد

وعبّر وائل عن أمله بتحقيق النجاح الذي حلم به دائماً وظن يوماً أنه قد ابتعد عنه، لكنه يوضح أنه استعاد الأمل بالصعود على منصات التتويج العالمية لكن كممثل عن سوريا الحرة هذه المرة، خاصة وأنه لم يتجاوز 26 عاما من العمر، ويدفعه أيضاً حب أسرته التي انضم لها مولوده الجديد مؤخراً ودعمهم له، وختم الشامي حديثة بدعوة كل اللاجيين السوريين إلى البدء من جديد ومنع العقبات من الوقوف في طريقهم وإعطاء الصورة الحسنة والتعلم من بلد متقدم كألمانيا للعودة  لإعمار بلدهم ومساندة إخوانهم الذين يعيشون المأساة في الداخل.

وتميز عدد من الرياضيين السوريين في ألمانيا خاصة فانضم الشاب فادي ماردو إلى فريق كرة القدم في مدينة بادربورن فيما تمكن السباح "أيمن شغلين" من الحصول على وظيفة كمنقذ في أحد مسابح مدينة توبينغن وسط ترحيب شعبي ورسمي بنجاحه السريع بتعلم اللغة والحصول على عمل، أما الطفل "أحمد الظاهر" والذي هرب برفقة عائلته من سوريا فجذب أنظار كبرى أندية العالم إلى موهبته الفذة في كرة القدم بعدما حصل على لقب أفضل لاعب في بطولة "كروس كلينيكا" ولا يزال نجاح السباحة السورية "يسرا مارديني" في حجز مقعد لها في الأولمبياد برفقة السباح "رامي أنيس" يلاقي صدى عالمياً.