أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

شهدت مدينة القامشلي في محافظة الحسكة يوم أمس اشتباكات بين قوات النظام ووحدات الحماية الشعبية تسببت بمقتل ثلاثة من عناصر "الأسايش" وثمانية من قوات النظام والدفاع الوطني، كما تمكنت الأسايش ووحدات الحماية من السيطرة على "المخبز الآلي" ومحاصرة المربع الأمني وسجن علايا "السجن المركزي في القامشلي"، وبعد منتصف الليل توقف القتال بين الطرفين، لتنعم المدينة بهدوء لم يكتمل.

وبعد منتصف ليل أمس الأربعاء، عادت من جديد الاشتباكات واشتدت بعد سيطرة "وحدات الحماية الشعبية" ظهر اليوم الخميس على "سجن علايا المركزي" واستسلام "45" من عناصر النظام المتمركزين في السجن بينهم ضابط، بعد ذلك بدأ النظام بقصف "حي علايا" ومحيط السجن بقذائف الهاون، وكذلك قصف حي "الزيتونية" الواقع شمال شرق المدينة، كما قامت مدفعية النظام المتمركزة في فوج "طرطب" جنوب القامشلي بقصف تلك المناطق، وتسبب القصف بمقتل أربعة مدنيين عرف منهم حتى اللحظة "سعدية محمد"، وجرح "25" آخرين، خمسة منهم من عائلة واحدة عرف منهم "سمير سلمو، هيف سلمو، محمد سلمو، رهف سلمو، سعيدة عيسى، علي أوصمان، ملك عزيز، فتحي أبو أحمد" ، وقد اضطر الأهالي إلى إخلاء الحي والتوجه نحو أحياء آمنة. كما قامت الأسايش بنقل 18 سجيناً من "سجن علايا" إلى مركز الأسايش لتقوم بعد ذلك بإطلاق سراحهم، حسب بيان لها.

تجدد الاشتباكات ومقتل مدنيين

وبعد استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لعدة ساعات امتدت لتصل إلى أحياء أخرى في المدينة  كحي "الكورنيش وشارع الوحدة ومحيط الأمن العسكري في المربع الأمني وحي البشيرية"، كما انتشر قناصة تابعين للنظام فوق أسطح الأبنية العالية في محيط المربع الأمني وحي الوسطى. ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير مع هدوء في فترات متقطعة.

الناشط الاعلامي "سامر الأحمد" من القامشلي قال لأخبار الآن: " اليوم صباحا الساعة 11 وبعد أن تمكنت الوحدات من تفجير باب "سجن علايا" بنحو "50" كيلو غرام متفجرات والسيطرة على ساحة السجن ليلة أمس؛ قام نحو 45 عنصرا من النظام بينهم ضباط بتسليم أنفسهم للوحدات بعد مفاوضات منذ ليلة أمس، وبذلك سيطرت الوحدات على سجن علايا بشكل كامل".

وعند ظهر اليوم تجددت الاشتباكات بين الطرفين، النظام استهدف حي الزيتونة بعدة قذائف أدّت الى مقتل امرأة مسنة وجرح 20 آخرين كما استهدفت مدفعية النظام أحياء "حلكو والكورنيش وعلايا" بعدة قذائف مدفعية سقط على إثرها جرحى وقتلى. كما استهدف  النظام حاجزا للأسايش بدوار الوحدة قتل على إثره عنصر منهم وجرح آخر.

حركة نزوح للأهالي وداعش ينفّذ عملية انتحارية

في ذات السياق، شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة باتجاه المدن المجاورة كـ "عامودا والقحطانية والمالكية" حيث وصلت أعداد كثيرة منهم لتلك المدن، كما يتهيأ الكثير من أهالي الأحياء التي تشهد الاشتباكات للنزوح نحو تلك المدن هربا من خطورة الوضع الأمني، "أبو نسرين" من سكان حي الكورنيش لم يستطع الخروج من منزله بسبب الاشتباكات التي تحدث في محيط منزله، ولكنه يتهيأ للخروج باتجاه مدينة عامودا في اللحظة التي تهدأ فيها الاشتباكات أو تخف. أمّا "عائشة أم عبد السلام" من سكان عامودا فتتهيأ لاستقبال ابنتيها المتزوجتين في القامشلي مع أولادهن بعد أن تواصلت معهم عن طريق الهاتف وأكدوا لها أن الاشتباكات عنيفة وأنهم سيتوجهون مع عوائلهم نحو "عامودا" عندما تسنح لهم الفرصة. كما أكد لنا الناشط الاعلامي "سامر الأحمد" حركة النزوح من القامشلي نحو مدن أخرى هربا من الاشتباكات .

من جهة أخرى تمكن داعش اليوم من اختراق الحواجز الأمنية في المدينة بسبب الاشتباكات بين الطرفين ونفذ عملية انتحارية على دوار شارع الوحدة، حيث كان الانتحاري يستقل دراجة نارية مع حزام ناسف وقام بتفجير نفسه على حاجز تابع للأسايش، وتسبب الانفجار بمقتل اثنين من الأسايش وجرح ثلاثة آخرين.