أخبار الآن | درعا – سوريا (اسماعيل الكركي)

يسعى ناشطو المناطق المحررة في الجنوب السوري إلى إعادة عجلة الحياة المؤسسية والقانونية، من خلال تشغيل الدوائر الخدمية، وإقامة مراكز علاجية للتخفيف من آثار الحرب على الأفراد.

ففي  مدينة "بصرى الشام" في درعا، التي حافظ أبناؤها على المرافق العامة فيها؛ تم مؤخرا إعادة افتتاح مبنى السجل المدني بينما افتتح مساء أمس الإثنين مركز التربية الخاصة للإعاقات السمعية والنطقية والذهنية في بلدة "معربة".

تفعيل السجل المدني

بعد تحرير مدينة "بصرى الشام" من قوات النظام وهروب قواته منها، قام الأخير بنقل سجلات وموظفي الدوائر الحكومية إلى محافظة "السويداء"، ما دفع المجلس المحلي ومجلس شورى المدينة إلى التعاون مع فصائلها لإعادة تشغيل تلك الدوائر كي تكون منطلقا لإدارة مدنية تنظم شؤون المواطنين القاطنين في المناطق المحررة في المنطقة الجنوبية.

تم تفعيل السجل المدني وإلحاقه بالدوائر التابعة للمعارضة بهدف إصدار الدفاتر العائلية وتسجيل المواليد الجدد وتوثيق كل ما يتعلق بالأحوال الشخصية لسكان هذه المناطق المحررة، خصة أن الكثيرين ليس بإمكانهم التوجه إلى مناطق سيطرة النظام.

السيد "ماهر المقداد" أحد أبناء المدينة قال لمراسل أخبار الآن أن إعادة تشغيل مبنى السجل المدني تعد من أهم الخطوات التي قام بها ناشطو المدينة كون معظم سكان المناطق المحررة باتوا غير قادرين على متابعة معاملاتهم في مناطق سيطرة النظام بسبب خوفهم من الاعتقالات التعسفية والتجنيد الإجباري، ناهيك عن الفساد الكبير المتزايد في كافة مؤسسات النظام.

مراكز علاجية لتخفيف آثار الحرب

أفرزت الحرب المستعرة منذ خمس سنوات العديد من الآثار النفسية والجسدية، مما استدعى ضرورة وجود مراكز علاجية لاستيعاب المتضررين والتخفيف من معاناتهم. فبعد سيطرة داعش على بلدة "الشجرة" "مقر مركز تركيب الأطراف الصناعية الوحيد في المنطقة الجنوبية وتخوف الكثير من المصابين الراغبين بتركيب أطراف لهم"؛ تم افتتاح فرع جديد للمركز في بلدة "تسيل" التي تم طرد داعش منها قبل أسابيع. أما على الصعيد النفسي فقد قام المجلس الثوري في بلدة "معربة" بإنشاء مركزا خاصا بالإعاقات السمعية والنطقية والذهنية.

السيد "أحمد الحمصي" أحد القائمين على المشروع أفاد بأن المركز سيقدم خدماته مجانا، ويستهدف حالات الإعاقة السمعية والنطقية البسيطة والمتوسطة والشديدة للأطفال المصابين من عمر5 إلى 14 عاما، والإعاقة الذهنية البسيطة المتوسطة من عمر 5 إلى 10 سنوات.  

وأضاف بأن أصوات الطائرات والانفجارات ومشاهد الرعب التي يعيشها أطفال سوريا يوميا، أثّرت على الحالة النفسية لكثير منهم ونتيجة لذلك زادت حالات الإعاقة مما استوجب العمل على إيجاد مراكز من هذا النوع لتأهيل الطلاب تربويا وتعليميا وتسهيل اندماجهم بالمجتمع.

يستمر سعي نشطاء المجتمع المدني في الجنوب السوري لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المناطق المحررة لإيجاد نواة إدارة مدنية تنظم شؤون هذه المناطق في ظل ضعف دور "الحكومة المؤقتة" في ظل الوضع الراهن.