أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)

تعرضت مدينة الرقة اليوم صباحاً لغارات عنيفة ضربت خمسة مواقع داخلها مُحدثة إصابات بين المدنيين ودماراً كبيراً، فيما لم تُعرف خسائر داعش، الذي اعتاد التكتم على خسائره وإظهار صور الدمار والشهداء من الجرحى من المدنيين لإحراج الخصم، بينما كان قد وزع سكن عناصره المجلوبين من الخارج في أحياء المدنيين لحمايتهم وتحويل المدنيين إلى درع واقٍ لهم.

والمناطق المستهدفة بغارات هذا الصباح تقع جميعها في قلب المدينة: القصر العدلي وحديقة الرشيد ومجموعة مخازن ومحلات تجارية في شارع القطار، في مقابل مؤسسة المياه، وساحة المجمع الحكومي وشارع يقع بين حديقة الرشيد وقصر المحافظ. وأغلبها مواقع حكومية سابقة استولى عليها داعش وحوّلها إلى مقرات لدواوينه، لكنها تقع جميعاً وسط أحياء مدنية وبالقرب من أسواق تجارية.

ويبدو أن تكرار الإغارة على هذه المناطق دفع مقاتلو داعش لإخلاء هذه المناطق والخروج إلى مناطق أخرى، أو جعلها غير قابلة للاستخدام من قبل عناصره. إذ تعرضت هذه المناطق ومواقع أخرى لداعش إلى غارات من الطائرات خلال كل جولات القصف السابقة.

وقد أعلن داعش عبر مكبرات الصوت عند ظهر هذا اليوم أنه أسقط الطائرة التي نفذت الغارات على قلب مدينة الرقة في ريف بلدة المنصورة، غرب مدينة الرقة، على الطريق الواصل بين الرقة وحلب. وفيما تضاربت الأنباء لاحقاً عن هوية الطائرة المُسقطة وهل هي سعودية، حسب ايحاءات داعش، من عداد طائرات التحالف الدولي أم روسية، فقد اُشيعت أنباء عن أسر قائدها. إلا أن ناشطين محليين شككوا بخبر إسقاط الطائرة ورأوا أن داعش يحاول عبر إشاعة مثل هذه الإخبار تشجيع أنصاره ومقاتليه بعد أسابيع من الضغط العسكري المتواصل والنزف اليومي في كوادره البشرية وتقلص رقعة سيطرته في سورية.

أما على الأرض، فقد واصل داعش فرض رؤيته المتشددة وممارسة وحشيته بحق المدنيين. فقد انتشرت أنباء في أوساط المدنيين عن نية داعش منع اقتناء واستخدام أجهزة التلفزيون في المنازل ابتداء من أول أمس، إلا أن شح المعلومات حول هذا الموضوع يوحي أن هذا القرار لم يدخل بعد حيّز التنفيذ أو أنه نوع من إرهاب المواطنين وإرباكهم ودفعهم إلى الحد من متابعة وسائل الإعلام والتواصل.

كما واصل داعش إرهاب سكان الرقة عبر تنفيذ حكم إعدام جديد بحق السيد "أحمد إبراهيم الأحمد" بذريعة "شتم الذات الإلهية". يُضاف السيد إبراهيم إلى قائمة طويلة من الشهداء المدنيين الذي قضوا بأحكام جائرة أصدرها بحقهم شرعيو وأمنيو داعش منذ سيطرته على مدينة الرقة مطلع العام 2014. إلا أن وتيرة الإعدامات التي نفذها تسارعت خلال الشهر الأخير، وأصبحت شبه يومية. ويأتي ذلك بعد تسليم داعش لمدينة تدمر إلى قوات نظام الأسد والضغط العسكري الذي يتعرض له بشكل يومي في مناطق الريف الحلبي من قبل فصائل الجيش السوري الحر.