أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بعد سيطرة قوات النظام على العديد من النقاط في جبل الأكراد، وتهجير النسبة الكبرى من المدنيين من قراهم نحو الشريط الحدودي؛ بدات قوات الجيش الحر معركة تهدف لاسترداد أكبر عدد ممكن من النقاط التي فقدها الجيش الحر خلال الفترة الماضية.

حيث قامت الفصائل المشاركة بدايةً بالتمهيد المدفعي على نقاط تمركز قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها في عدد من القمم الإستراتيجية باستخدام صواريخ "الغراد" والمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى حالة من الفوضى والفزع في صفوف قوات النظام، ليبدأ معها الاقتحام البري للثوار.

وعن بداية المعركة التقت أخبار الآن مع أحد العسكريين المشاركين: "سيطرة قوات النظام على المناطق الإستراتيجية في جبل الأكراد لم تكن بمجهوده، بل بالدعم الروسي وميليشيات المرتزقة، استجمعنا قوتنا وبدأنا بالتنسيق والتخطيط، فأدركنا أن مناطقنا لن يحررها سوى أبنائها".

خسارة شهر .. يستعيدها الحر في أربع ساعات

واستهدفت الهجمات مرابض المدفعية الثقيلة والرشاشات الثقيلة والدبابات والمدرعات والتي لطالما قصفت القرى المدنية وشاركت بتهجير الأهالي؛ حيث تم تحرير قرية "نحشبا" والتي تعتبر أحد مناطق تمركز المدفعية في محيط كنسبا.

ثم تمت السيطرة على مدرسة وتلة "الحدادة" وقرية "المازغلي" التي نصبت عليها قوات النظام رشاشاتها لاستهداف أوتوستراد اللاذقية–حلب الدولي، والقرى المحيطة بها، وتتابع تحرير القرى إلى "تلة المقنص" الإستراتجية.

إضافة لذلك فقد تم تحرير قرية "أرض الوطى" و"تلة رشا" المهمة لكونها أحد مرابض المدفعية الثقيلة لقوات النظام، ومركز عمليات لقواته، واستهدافها بعدد من القذائف ما أدى إلى مقتل "عقيد" وعدد من عناصره، والهجوم على خطوط الدفاع الأولى في محيط بلدة" كنسبا" التي تعتبر مركز انطلاق العمليات التابعة لقوات النظام وميليشياته.

وشاركت طائرات النظام بالغارات الجوية على مناطق تقدم قوات الجيش الحر، ولا تزال المعارك مشتعلة في عدة محاور أهمها "عين القنطرة" و "قلعة شلف" و"كنسبا" التي تعتبر من اهم المناطق الإستراتيجية في جبل الأكراد.

يقول "أبو اسماعيل" أحد المشاركين في المعركة: "هذه القرى التي استعدناها اليوم بفضل الله ثم بتوحدنا، سيطرت عليهم قوات النظام خلال ما يقارب الشهر، وبأحدث الأسلحة الثقيلة والطائرات الحديثة، وبعون الله تم تحريهم جميعا في أقل من أربع ساعات، ولن نتوقف بإذن الله".

خسائر كبرى للنظام .. وأمل جديد في ريف اللاذقية

هجوم الثوار المباغت على قوات النظام، أدى إلى تشتت وقلة تركيز مقاتليه، والخسائر البشرية والمادية، حيث قتل العشرات من قوات النظام وجرح العديد منهم الذين تم نقلهم إلى المشافي الحكومية، وتدمير دبابة وعربة BMB وعربة شيلكا وعدد من العربات الأخرى، واغتنام عربات ثقيلة ومدرعات، ورشاشات متوسطة وخفيفة.

التقت أخبار الآن مع الناشط الميداني "أبو ابراهيم" حول نتائج معركة اليوم وأهميتها لثوار الساحل: "ظن الجميع أن الساحل يخرج من أيدينا، لكن لكل جواد كبوة، وكان هجوم اليوم قاسياً على قوات الأسد وميليشياته، لن نقف عند حد معين، بل سنستمر حتى آخر رصاصة في بنادقنا، ولآخر قطرة دم في عروقنا، تردنا العديد من الاتصالات من المخيمات الحدودية للتعبير عن فرحهم بهذا النصر الذي سيكون فاتحة لمعارك كبرى بإذن الله".