أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
  
عاجلاً ام آجلاً، سيرحل ابو بكر البغدادي ويخلفه شخص آخر. ولكن من ؟
كبار المرشحين من المرجح أن يكونوا من أعضاء الشورى في داعش. كيف سيكون الصراع على الخلافة بالنسبة للتنظيم؟ هل سيقوم مقاتلو داعش تلقائيا بطاعة الخليفة الجديد، أم أنهم سينقسمون إلى مجموعات متناحرة؟ كل هذا سيعتمد على الخليفة الجديد. هذه نظرتنا لأبرز المرشحين لخليفة البغدادي.

مثل أوراق الخريف، يتساقطُ قادة داعش واحدًا تلو الآخر، ففي الأشهر الأخيرة، كان هناك كثيرٌ من الغاراتِ الجوية الناجحة على  كبار القادة في التنظيم، بمن فيهم نائبُ البغدادي حاجي معتز. ولا بد أن إزالةَ هذا القياديَّ البارز أجَّج الصراع على الخلافة ضمن داعش. وسواء أأُزيل  البغداديُّ من السلطة أم  قُتِل، فإن كبارَ القادة المتبقيين والمقاتلين الموالين لهم سيكونون مضطرنين إلى تصفية الحسابات ليكونوا قادرين على السيطرة على التنظيم، وبعد ذلك تأتي مسألةُ اختيار الخليفة. وبما أن مؤيدي داعش ومقاتليه يَعُدُّون البغدادي خليفتَهم، فإنه سيتعين عليهم الاتفاقُ على الخليفة الجديد، وإلا فإن أميرَ داعش سوف يجدُ نفسَه "قائدا مؤقتا" بينما يواجه التنظيمُ النزاعاتِ والصراعات على كيفية اختيار خليفة . فالتاريخُ مليءٌ بالأمثلة التي توضح مدى صعوبةِ اختيار مثل هذا. 

اقرأ أيضاً: أبو محمد العدناني .. من أبرز المرشحين لخلافة البغدادي

الأمرُ الحاسم هنا هو أن الشخصية التي يجب أن تكون مرشحةً لخلافة البغداي لابد أن تتسم بالقوة والدموية في آن واحد 

فأول مرشح واضحٍ لخلافة  البغدادي هو أبو العلاء الأنباري المعروفُ ايضا بأبي علاء العفري

فالانباري هو واحدٌ من كبار المشرعين في التنظيم وكان عضوا بارزا في تنظيم القاعدة في العراق قبل أن ينضمَ إلى داعش 

شغل الانباري منصبَ المستشارِ الشرعي أو شرعيِّ التنظيم  وهو حلْقةُ الوصل بين البغدادي والحلقةِ المقربة من مستشاريه وأمراءِ المدن والمقاطعات ، عبر المناطق التي يحتلها داعش في سوريا والعراق 

لكن هنا يجب الوقوفُ عند الرسالة التي سُرِّبتْ سنةَ  خمسَ عشْرةَ والتي أرسلها زعيمُ القاعدة أيمن الظواهري إلى الانباري  
ما وضع الرجلَ أمامَ شكوك التنظيم فعُزل من رئاسة مجلس الشورى وأوقِفَ ستةَ أشهرٍ حتى مطلَع سنةِ أربعَ عشْرة. 

اقرأ أيضاً: أبو علاء العفري .. أحد أبرز المرشحين لخلافة البغدادي

وهنا ظهر كثيرٌ من إشارات الاستفهام فالرسالة التي كُشف عنها سنة خمسَ عشْرةَ ، وهي مؤرخةٌ في سنة ثلاثَ عشْرةَ 

أظهرت أن الأنباري كان الخِيارَ الأفضلَ لقيادة تنظيم القاعدة في العراق سنةَ الفين وعشرة ولم يكنِ البغداديُ حينذاك مرشحَه المفضل فاختير البغدادي لأن الأنباري كان في بالسِّجن في العراق، 

 وتكمن أهميةُ هذه الرسالة في أنها دليلٌ على أن الانباري في نظر القاعدة وحتى كثيرٍ من مقاتلي داعش هو المرشحُ الأبرز والوحيدُ لخلافة البغدادي  

وحتى الآن الأمورُ ليست كلُّها مبشرةً للانباري . فمصادرُ مقربةٌ من داعش قالت إن شعبيةَ الانباري بدأت تضعف كثيرا بين أفراد التنظيم

 وإن عزلَه من مجلس الشورى لشكوك في ارتباطه بالقاعدة قد يبعدُه عن زعامةِ داعش 

ومع ذلك، فمن المعروف استدعاؤه من سوريا إلى العراق. وتواردت أنباءٌ نشرتها صحيفةُ الديلي تيلغراف أنه بات الزعيمَ المؤقت لداعش بعد اصابة البغدادي 

وهنا ربما ينتهي المطافُ بالانباري زعيمًا جديدًا لكنه الآن يركزُ على حماية نفسه من القتل بحسَب ترجيحات منشقين عن داعش  

مرشحٌ قوي ثانٍ لخلافة البغدادي هو أبو محمد العدناني

العدناني هو أحدُ الذين انشقوا عن  القاعدة أيضا ،

 إذ أشارت معلوماتٌ الى أن العدناني بدأ العملَ التنظيمي سنةَ ألفين ،وبايع الزعيمَ السابق للقاعدة في العراق، أبا مصعب الزرقاوي، وهو في سوريا

بعد بيعتِه للبغدادي سنة أربعَ عشْرةَ عرفُ متحدثًا باسم التنظيم 

فلديه كثيرٌ من الأتباع في صفوف داعش  بسبب الأعمال العسكرية والدور الحاسم الذي  أداهُ ،  طبعًا في نظر مؤيديه،

 فهو الآن في التنظيم الأكثرُ شعبيةً وحتى من البغدادي لظهوره المتكرر في تسجيلات بُثت على الانترنت 

وبالرَّغم من أنه فقط المتحدثُ لكنه يتمتع بصفاتِ الزعامة نسبة لما يراه التنظيم اثناء اختيار زعيما له 

وهنا يجبُ التوقفُ عند جنسيته ونسبِه فالبرغم من أنه سوري وليس عراقيًا

 فمن الممكن أيضًا أن يخلفَ البغدادي لأن كثيرًا من أعضاء التنظيم البارزين سيشهدون له حين الترشيحِ والجدير بالذكر أن القاعدة تغاضت من قبلُ عن جنسية زعيمها في العراق الذي كان يشغل منصبَه الأردني أبو مصعب الزرقاوي 
 
آخرُ المرشحين الاقوياءِ لخلافة البغدادي هو أبو عمرَ الشيشاني 

وهنا يجبُ التوقفُ جيدا عند هذه الشخصية التي لها مزايا تجعلُها في مقدمة المتزاحمين على الزعامة فالشيشاني يعدُّ الأكثرَ شعبيةً في  صفوف من يُسمونَ المهاجرين أو الأجانبَ 

فضلا عن أنه يعد زعيمًا لكل المقاتلين الروس  

لكن معركتَه ستكون قويةً للوصول الى الزعامة لأنه لا يملِكُ تاريخا قتاليا مع التنظيمات المتشددة اذ انتقل إلى سوريا مؤخرا ولم يقاتلْ في أفْغانستانَ أو العراق

 لكن القياداتِ العليا لا تزالُ تنظر إليه بحذر خوفا من الانشقاق ولَحاقِ اتباعه الروس والشيشانيين به الأمرُ الذي قد يؤدي الى انهيارٍ في بنية التنظيم 

في كل الأحوال فإن الشيشاني يفضلُ الانباري.

وفي اسوأ التوقعات ،الشيشاني سيدعم الانباري والعدناني سيواصل القيامَ بدور الرجل الثاني في داعش.

و بالفعل بدعم الانباري، قد يصبح الشيشاني الرجلَ الذي يمكنه أن يقررَ من سيخلفُ البغدادي .

من وجهة نظر الانباري، الحصولُ على دعم الشيشاني ضروريٌ لكسب تأييد المقاتلين الاجانب.