أخبار الآن | الحسكة –  سوريا ( سعيد غزول)

مئات المدنيين المهجرين من رجال ونساء، أطفال وشيوخ، من أهالي  بلدة "الهول" وقرى "البحرة، والخاتونية، وأم حجيرة" جنوب الحسكة، تجمعوا على الطريق الواصل بين بلدة الهول ومدينة الحسكة وخرجوا في مظاهرة طالبوا خلالها برحيل ما تُسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، عن قراهم ليعودوا إليها.

الناشط الإعلامي "سراج الحسكاوي"، أفاد لـ أخبار الآن، بأن أهالي بلدة "الهول" وريفها تظاهروا للمرة الثانية عصر أمس السبت، احتجاجاً على سياسية "الوحدات الكردية – YPG" التي قامت بنهب بيوتهم وممتلكاتهم، منطلقين من قرية "أبو حجيرة – خواتنة" غرب بلدة الهول، سيراً على الأقدام باتجاه الطريق المؤدي إلى البلدة، مرددين "الشعب يريد الهول بالتحديد" مطالبين بالعودة إلى منازلهم، مضيفاً أن "الوحدات" واجهت المظاهرة بالرصاص الحي، واعتقلت "الشبان" الذين نظموها، واعتدت عليهم بالضرب.

وأضاف "الحسكاوي"، أن هذه المظاهرات جاءت بعد شهرين من سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على قرى بلدة "الهول"، بعد معارك عنيفة دارت مع تنظيم داعش، في ظل غطاء جوي لطائرات "التحالف الدولي"، أدت إلى انسحاب التنظيم من البلدة "40 كيلومتر" جنوب شرق مدينة الحسكة، وتذرعت "الوحدات الكردية" بمنع أهالي البلدة من العودة إليها، بأن داعش قامت بتفخيخ المنازل قبييل انسحابها، بينما نفى ناشطون ذلك، متهمين "الوحدات" بأنها تقوم بحملة "تطهير عرقي".

في ظل تعتيم إعلامي وحملات تهجير .. نازحو "الهول" يتظاهرون ضد "الوحدات الكردية" في الحسكة

حملات تهجير قسري

وأشار "الحسكاوي"، إلى أنه وبعد سيطرة "الوحدات الكردية" على بلدة "الهول" وريفها، شنت الأخيرة حملات "تهجير قسري" بحق المدنيين وأجبرتهم على النزوح، وقامت بنهب بيوتهم وممتلكاتهم، إضافةً إلى حرق وجرفِ العديد من المنازل في البلدة وريفها، ومنعتهم من العودة إلى منازلهم حتى اللحظة، منوهاً إلى ان الأهالي يعتزمون الخروج بمظاهرات أخرى، وسط مخاوف من قيام "الوحدات الكردية، بقمع المتظاهرين السلميين واستهدافهم بالرصاص الحي.

وعن أحوال المهجرين من بلدة "الهول" وريفها، قال "سراج الحسكاوي" بأن معظم الأهالي لجؤوا إلى القرى الريفية البعيدة هرباً من بطش "الوحدات الكردية"، وسكنوا في خيمٍ وبيوت "طينية" مهدمة، تسببت الأمطار بجرف العديد منها خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي زاد في مأساتهم ومعاناتهم، وخاصةً أن المنطقة لا تدخلها المنظمات الإنسانية والإغاثية، نتيجة حظر "الوحدات الكردية" لها، ومنعها من مزاولة عملها وخاصة في المناطق العربية.

بلدة "الهول" تعد مركز الريف الشرقي لمحافظة الحسكة، ويبلغ تعداد سكانها نحو "15 ألف" نسمة وفق الإحصاء السكاني لعام 2004، وتتبعها لها قرى: "أبو حجيرة خواتنة، أبو وشاش، عطشانة، بوثة شرقية، جنبة شرقي، غزالة، الخان، خاتونية بحرة، خويتلة حمود، جنبة وسطى، المتصرفية، النفايل، نزيلة، قطارة، ضلالة، أم فكيك، مزرعة الهول الغربية، الصاوي، تل الهوى، خويتلة الخان، ذي قار"، وجميع سكانها من السوريين العرب، الذين تعرضت قراهم  لحملات "تهجير قسرية" من قبل "الوحدات الكردية"، في ظلِ غياب كامل لكافة وسائل الإعلام، عن المآسي التي يعيشونها.

يذكر أن ما تُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" وتشكل "الوحدات الكردية" نواتها الأساسية، سيطرت في الـ 14 من شهر "تشرين الثاني" من العام المنصرم، على بلدة "الهول" ثاني أهم معقل لتنظيم داعش في محافظة الحسكة بعد مدينة "الشدادي"، وذلك ضمن أولى حملاته العسكرية للسيطرة على مناطق "التنظيم" في ريف الحسكة الجنوبي، بعد تشكيلها في شهر "تشرين الأول" من ذات العام.