أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (إبراهيم الاسماعيل)

في ريف إدلب الشمالي وفي المنطقة الحدودية مع تركيا ينتشر عدد كبير من المخيمات التي تغص بالنازحين. مخيم "طيبة" والذي يسكن فيه قرابة الـ 170 امرأة يتوزعن بين نساء للشهداء وزوجات للمفقودين وعدد من الأرامل ممن فقدت زوجها خلال الثورة السورية أو قبلها.

يتواجد في المخيم 150 "كرفانة" معدة للسكن والمعيشة، بعض النسوة منهن لديهن أطفال صغار يسمح لهم بالدخول إلى المخيم لأنهم تحت سن البلوغ وصغار السن، يعيشون مع أمهاتهم داخل المخيم.

في حديث خاص لأخبار الآن مع السيدة "أم محمد" 35 عاماً والتي تملك ولدين تعيلهما بعد استشهاد زوجها خلال المعارك ضد قوات النظام، تقول: "أقطن في هذا المخيم منذ مدة طويلة، تُقدِم المعونات المالية والكفالات التي أحصل عليها من المخيم المساعدة لي وطفلي من أجل ثمن الطعام والشراب واللباس لي ولهم".

أولى المشكلات التي اعترضت ساكني المخيم مع بداية فصل الشتاء كانت انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وذلك بسبب ارتفاع أسعار اشتراكات المولدات عن سعرها المعهود بعد الأزمة التي انتشرت في ريف إدلب مع انقطاع المحروقات بشكل عام وارتفاع أسعارها.

فبمبلغ "170" ليرة سورية يباع لتر المازوت الواحد، والذي يستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية والتي توقفت عن العمل لفترة وجيزة في المخيم بسبب رفض نساء المخيم دفع الزيادات في أسعار الاشتراك الشهري الخاص بالمولدة الكهربائية.

توقفت الكفالات منذ السبعة شهور الماضية عن أبناء الشهداء بسبب توقف الدعم المالي الخاص بالمنظمة التي كانت تكفل الأطفال، سبب أزمة كبيرة لزوجات الشهداء حيث يعتبر مبلغ الكفالة المدخول الوحيد والمعيل لهن في معيشتهن داخل المخيم.

فصل الشتاء وبرودته وأساليب التدفئة المتوفرة داخل المخيم

تقول "ميساء" 25 عاماً في حديثها الخاص لأخبار الآن: "مع بداية فصل الشتاء وارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع كفالات الأيتام وأسر الشهداء، أصبح من المستحيل علينا أن نشتري المازوت من أجل التدفئة خلال هذه الأيام الباردة، ومنع استخدام المدافئ التي تعمل على الحطب والفحم بسبب الخوف من حرائق قد تنشب في المخيم زاد ذلك من معاناتنا بشكل أكبر".

المحروقات الخاصة بالتدفئة تستعمل منذ وقت سابق وتعتبر الوسيلة الأنسب والصحية من أجل رد برد الشتاء وقسوته، ولكن ومع الارتفاع الكبير في الأسعار وندرته في المناطق المحررة زاد الطلب على الخشب اليابس والذي زاد سعره أيضاً عن سابق عهده.

اليوم، الطريقة الوحيدة هي استخدام مدافئ الحطب والتي تأخذ من أكياس النايلون والخرق البالية والأحذية القديمة وقودها الأساسي داخل الخيام، وبوجود هذا الخطر واحتمال نشوب حرائق كان لا بد من الحد من انتشارها حيث اقتصر توزيع مدافئ الحطب على عشر خيم فقط من قبل إدارة المخيم والتي قررت من هم بأمس الحاجة لها على حد وصف بعض النسوة هناك.

الحلول المقترحة وتطلعات ساكني المخيم

بعض الحلول التي طرحت من قبل زوجات الشهداء، أن تعود كفالة الأسر أولاً وأن يتم توزيع كميات من مازوت التدفئة على الأسر المتواجدة داخل المخيم، إضافة الى تقديم المساعدة في أمر الكهرباء والاشتراكات الشهرية وتأمين مبالغ مالية تساعدهن على دفع الاشتراكات وتأمين الكهرباء لعدة ساعات في كل يوم.

حال مخيم "طيبة" كحال العديد من مخيمات النزوح الداخلي والتي تعاني من كثير من المشكلات وخصوصاً خلال فصل الشتاء، الذي تكثر فيه الحواجث بسبب الطقس والعواصف التي تذري الخيام الرقيقة، حيث لا تستطيع رد رياح هوجاء تعصف بالشجر والحجر.