أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (إيهاب بريمو)

تضرر قطاع التعليم في سوريا بشكل واضح جراء الحرب التي يشنها النظام على الشعب، بحيث كان أكثر القطاعات التي تم تدميرها بشكل ممنهج ومقصود.

ومنذ انتهاج النظام السوري الحل العسكري العنيف تجاه الحراك الشعبي السوري، كان قطاع التعليم أحد القطاعات التي مورست بحقها أبشع أنواع التدمير، كيف لا وقد انطلقت الثورة من أقلام أطفال مدارس درعا.

فمن درعا إلى حمص وصولاً إلى ريف مدينة إدلب وريف حلب والجزيرة السورية، استخدمت المدارس سجوناً ومعتقلات للثوار، وتحولت أسطحها إلى متاريس عسكرية وأبراج للقناصين. وما إن تمّ تحرير هذه المناطق حتى أصبحت هذه المدارس، التي تحولت في غالبيتها إلى ملاجئ للنازحين، هدفاً للبراميل المتفجرة والقصف بالطيران بشتى أنواع الأسلحة.

أرقام مخيفة لتضرر قطاع التعليم

لقد تمّ حرمان المناطق الثائرة ضمن خطط الحصار من مخصصاتها التعليمية، إضافة إلى اعتقال المئات من أفراد الكادر التعليمي من أبناء المناطق الثائرة وقتل بعضهم الآخر وتشريد فئة أخرى.

"سعد الأحمد" مدير مركز "هيئة علم" في محافظة حلب الحرة وفي حديث خاص لموقع أخبار الآن حدثنا عن الوضع التعليمي في مدينة حلب وريفها الغربي بشكل خاص: "يُمكن تلخيص ما تعرض له قطاع التعليم و بالأرقام بالنقاط التالية: يوجد أكثر من ثلاثة ملايين طفل في سوريا في سن الدراسة محرومون من التعليم. وهو ما ينذر بمشكلات تنموية نظراً لتردي الواقع التعلمي وتفشي الأمية، وهو ما سيؤثر على عملية التنمية التي تنتظر سورية بعد انتصار الثورة. فنسبة الطلاب المتضررين كلياً من توقف الدراسة هي "38%" حتى الآن، ونسبة الطلاب المتضررين جزئياً من توقف الدراسة هي "43 %" أي أن "81%" متضرر جزئياً أو كلياً بسبب تضرر المدارس وعمليات النزوح للطلبة والمعلمين على حد سواء، إضافة إلى أن القصف العشوائي الوحشي شبه المستمر قد دمر 3800 مدرسة على أقل تقدير. إذ تشير الإحصائيات إلى أن 450 من هذه المدارس قد دمرت تماما بحيث لا يمكن إعادة ترميمها أو إصلاحها. وتتركز معظم هذه المدارس المدمرة بالكامل في حمص وريف دمشق وحلب وإدلب، وما تبقى من المدارس والبالغ عددها 3400 مدرسة تقريبا مدمرة بشكل جزئي يسمح بإعادة ترميمها والاستفادة منها".

تحديات كبيرة قادمة

ويضيف الأحمد أن هناك ما يقارب 1500 مدرسة من المدارس المتضررة بشكل جزئي قد تحولت إلى مأوى للنازحين سوريين داخل سوريا، إذ تشير الإحصاءات إلى وجود ما يقرب من 650 ألف نازح داخلها معظمهم في ريف دمشق وحمص وحلب وإدلب. وتحول ما يقرب 150 مدرسة من المدارس المتضررة جزئيا إلى مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى والمصابين والذين يخشون في الغالب اللجوء إلى المشافي الحكومية بسبب ما يتعرضون له من إجراءات أمنية قد تنتهي باعتقالهم أو حتى تعذيبهم وحرمانهم من العلاج على يد قوات النظام السوري".

وتشير الإحصاءات إلى تراجع الإنفاق على التعليم من 35.4 مليار ليرة سورية عام 2010 إلى 26 مليار ليرة في عام 2011  ليصبح 19.5 مليار في عام 2012 .

وفي حال قُدر لحكومة جديدة أن تعيد ترميم القطاع التعليمي فإنه يتوجب عليها أولاً توفير 700 مليون دولار بشكل أولي، إضافة لتكلفة ترميم المدارس المدمرة والتي تقدر بـ 100 مليون دولار، إضافة إلى توفير متطلبات التعليم الأساسية ووسائل التدريس وغيرها، وقد يرتفع الرقم إلى مليار دولار في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

أما من ناحية الكادر التعليمي فالمشكلة هي القدرة على سد النقص، لارتباط هذا الكادر بواقع الجامعات السورية، وتحول عدد كبير من الطلاب إلى ناشطين في الثورة قبل إنهاء دراستهم، مما سيشكل فجوة كبيرة في أعداد المعلمين والمدرس ينفي المستقبل .ويحتاج إعادة تأهيل قطاع التعليم إلى أكثر من ستة مليارات دولار .

حالة مدراس حلب مع استمرار القصف اليومي عليها

إن كافة مدارس محافظة حلب تحتاج إما إلى صيانة بسبب القصف الوحشي عليها لمدة عامين على الأقل من قبل قوات النظام وحلفائه وآخرهم روسيا، مما أدى إلى دمار متزايد في البنية التحتية. فمدارس حلب وريفها تحتاج إلى إعادة بناء والقليل منها بحاجة إلى ترميم.

أما المدارس غير الفعالة بسبب القصف الشديد، فإن تواجد بعض الفصائل العسكرية فيها وموقعها في الخطوط الأمامية لجبهات القتال يجعلها عرضة يومية للقصف.

نماذج من مدراس تعرضت للقصف

مدرسة "محمد نجيب خياطة" تأسست في حي الفردوس في محافظة حلب عام 2014، وفي حديث لأخبار الآن حدثنا الأستاذ "أحمد هاجو" وهو خطيب مسجد ومدير للمدرسة: "المدرسة مؤلفة من ثلاثة طوابق وعدد الطلاب فيها تجاوز 260 طالبا وطالبة، وهي فقط للمرحلة الابتدائية وذلك بسبب عم توافر مكان كاف لاستيعاب باقي المراحل التدريسية الأخرى".

وعن الصعوبات التي واجهتهم، يقول: "واجهتنا الكثير من الصعوبات السنة الماضية، منها تأمين المكان الآمن للطلاب، وقلة الدعم اللازم لإنشاء مدرسة تستقطب عددا كبيرا من الأطفال المحرومين من التعليم، وهذه السنة دعمتنا الهيئة السورية للتربية والتعليم "هيئة علم" وتبنت  المدرسة من قرطاسية وكتب ووعدنا بتأمين رواتب للمدرسين لأنهم يعملون بشكل مجاني منذ عام".

تعرض المدرسة بتاريخ 28-10 إلى قصف بالصواريخ الفراغية، لكن الخسائر كانت مادية وكان هناك العديد  من الإصابات فقط.

وبالمضي نحو ريف مدينة حلب وخصوصا الريف الغربي، فقد تعرضت مدرسة قرية "حور الصغيرة للقصف من قبل المقاتلات الروسية التي تشن يوميا المئات من الغارات على المدنين بحجة "داعش" مما أدى إلى قتل وجرح أكثر من ثلاثين طالبا وطالبة.