أخبار الآن | معرة النعمان – سوريا (محمود العبدالله)
بعد أن دخلت روسيا الحرب إلى جانب نظام الأسد المنهار بحجة محاربة الإرهاب والقضاء عليه، سرعان ما بدأت هي الأخرى بممارسة الإرهاب ضد الشعب السوري وبدأت بارتكاب المجازر بحق الأبرياء من الأطفال والنساء، وهو ما كان يريده نظام الأسد حيث جاء من يكمل مسيرة القتل والإجرام والقضاء على ثورة الشعب السوري.
تقوم الطائرات الروسية بالقصف العنيف والمستمر على المدن والبلدات في محافظة إدلب الخالية من داعش والتي تقع بأكملها تحت سيطرة فصائل الثوار، حيث قامت هذه الطائرات خلال الشهرين الماضيين بارتكاب عشرات المجازر بحق المدنيين والتي قتل فيها المئات من الأهالي المدنيين ودمرت العديد من البنى التحتية على يدها.
مجزرة المدرسة في معرة النعمان
في مدرسة "أبي العلاء المعري للذكور" حيث يدرس أكثر من 700 طالب في مرحلة التعليم الأساسي تلقي طائرات العدوان الروسي حمولتها وتقذف صواريخها المليئة بالمتفجرات فوق رؤوس مئات الطلاب أثناء فترة دوامهم في المدرسة، وهو ما أحدث مجزرة مروعة بحق الطلاب وسكان المنازل المحيطة بالمدرسة، إذ سقط أكثر من أربعة شهداء وأكثر من خمسة عشر جريحاً، تراوحت أعمار الشهداء بين الثانية عشر والخامسة عشر وتفاوتت الإصابات بين الخطيرة والخفيفة، وقد تم نقل الإصابات الخفيفة إلى المشافي الميدانية القريبة بينما دخل قسم منهم المشافي التركية بسبب خطورة إصابتهم.
بالإضافة إلى هذا فإن هذا القصف أحدث دماراً كبيراً داخل المدرسة، وهو ما أدى لتوقفها عن العمل، كما أحدث القصف دماراً في المنازل والمحال التجارية المحيطة بالمدرسة.
يقول الناشط الإعلامي "معاذ الشامي" الذي يقيم في مدينة معرة النعمان: "إنّ الطائرات الروسية استهدفت ظهر اليوم مدرسة "أبي العلاء المعري للذكور" بغارتين حربيتين عبر صاروخ موجه، فخلفت أربعة شهداء من طلاب المدرسة وأكثر من 13 جريحاً جلّهم من الأطفال كما خلفت دماراً هائلاً في المدرسة ومحيطها، ويذكر أن المنطقة ومحيطها لا تحوي أي فصيل مسلح أو تنظيم متشدد وإنما هي منطقة مدنية بامتياز، والمكان المستهدف هو مدرسة إعدادية تحتوي على أكثر من 700 طالب من مرحلة التعليم الإعدادي".
وأضاف الشامي أنّ أكثر من تسع مدارس في مدينة معرة النعمان تعرضت في وقت سابق لقصف ممنهج من طائرات النظام وبعدة غارات حربية وصواريخ فراغية ولكنها المرة الأولى التي تقصف بها طائرات العدوان الروسي مدارس في معرة النعمان.
كما تعرضت عدة مدارس في ريف إدلب لقصف جوي من قبل طائرات العدوان الروسي في وقت سابق حيث استهدفت مدرسة إعدادية في مدينة سرمين الملاصقة لمدينة إدلب بتاريخ 20/10/2015 مخلفة 13 شهيداً وعشرات الجرحى.
استمرار الإرهاب الروسي في إدلب
لم يتوقف القصف المستمر لطائرات العدوان الروسي على مدن وبلدات إدلب فقد شمل مناطق عدة منها بلدة التمانعة وقريتي القصابية والنقير ومدينة سراقب التي سقط فيها عدد من الجرحى ومدينة خان شيخون التي ارتُكبت فيها مجزرة جديدة سقط فيها أربعة شهداء وعدد من الجرحى جميعهم من المدنيين، نتيجة قصف الأحياء السكنية في المدينة بالقنابل الفراغية، وهو ما أحدث أيضاً دماراً كبيراً في ممتلكات الأهالي.
وتحدث الناشط الإعلامي "صالح الإدلبي" لمراسل "أخبار الآن" عن الاستهداف المستمر للطائرات الروسية، فقال: "تتعرض محافظة إدلب يومياً لقصف من قبل طائرات العدوان الروسي التي تستهدف الأحياء السكنية والأسواق والأماكن العامة بالإضافة إلى استهدافها مواقع الجيش الحر والمكاتب الخدمية والإعلامية، وهو ما يحدث مجازر، ويوقع قتلى وجرحى في صفوف الأبرياء".
وأضاف الإدلبي: "لم يتحرك العالم ولم يقم بمنع هذه الجرائم المرتكبة وحماية المدنيين من خطر الإرهاب الروسي الذي انتهك حقوق الإنسان وسط سكوت الإعلام العالمي عنه".
لم يميز العدوان الروسي بقصفه المناطق المحررة بين الصغير والكبير ولا بين المدني والمسلح ولا بين المنزل والمقر العسكري. فقد اعتمد سياسة النظام السوري في قصفه الهمجي الذي يسعى لإبادة السوريين وتدمير مدنهم وإنهاء ثورتهم. إلا أن الفرق بين طيران النظام السوري وطيران العدوان الروسي أن قصف الأخير أشد وأعنف وهو ما يحدث مساحة تدميرية أكبر ويوقع عدداً أكبر من القتلى والجرحى.