أخبار الآن | منبج –  سوريا (خاص)

رغم أن معظم الناس في المناطق المحتلة من قبل داعش يعيشون حالة من الرعب والخوف في ظل سطوة رهيبة خلقتها عناصره بقبضة حديدية، عبر الإعدامات المتكررة لجرائم تلصقها بكل خارجٍ عن طاعتها، إضافةً إلى حملات اعتقال تشنها بين الحين والآخر لمشتبه بهم بعلاقة سابقة مع مقاتلين من الجيش الحر وغيره من الفصائل، إلا أن بعض الناس ما زالوا يناهضون داعش ضاربين عرض الحائط العواقب التي ربما تكون جحيماً عليهم.

مساء أمس، خرج أهالي مدينة "منبج" المحتلة من قبل داعش في ريف حلب الشرقي منذ مطلع العام الماضي 2014، في مظاهرة في الأحياء الشمالية قرب طريق جرابلس، طالبوا خلالها بخروج عناصر داعش من المدينة، أسفرت عن اعتقال الأخير لعدد من المتظاهرين بينهم نساء، بعد أن فرق مظاهرتهم بالرصاص الحي.

وتأتي هذه المظاهرة التي تعد الثانية من نوعها خلال الأسبوع المنصرم، نتيجة التضييق الكبير لداعش وعناصره على المدنيين، واستمرار اعتقال الرجال والنساء، يسعى من خلالها المتظاهرون إخراج عناصره من مدينة "منبج" بالطرق السلمية، بحسب ما أفاد أحد منظمي المظاهرة في المدينة.

وأشار أحد منظمي المظاهرة فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن مدينة منبج ما زالت تشهد حراكاً متصاعداً وغلياناً كبيراً منذ إعدام داعش "أحمد سليمان الحواش" قبل أسبوع، على خلفية قتله ثلاثة عناصر منهم بعد أن استهدفهم بالرصاص في الشارع العام للمدينة، بسبب اضطهاد داعش لأهل المدينة وممارساته التعسفية واعتقال النساء بشكل خاص، وفقاً لقوله.

وكانت مدينة "منبج" شهدت منذ يومين إطلاق نار من قبل مجهولين على سيارة تابعة لداعش على طريق "منبج- الباب"، أسفرت عن مقتل أحدهم وإصابة آخر، مما دفع بعناصره إلى القيام بحملة مداهمة وتفتيش في قرى "عريمة وتل دورين ودلاح" الواقعة على الطريق.

يذكر أن مدينة "منبج" المحتلة من قبل داعش منذ أكثر من عام ونصف، أعلنت في شهر حزيران من العام الماضي، إضراباً عاماً شهد إغلاقاً شاملاً للمحلات التجارية وتوقفاً للمواصلات، وذلك احتجاجاً على انتهاكاته بحق المدنيين والإعدامات الميدانية التي تنفذها كل يوم في المدينة، ودعماُ لـ"الثوار" في معركة أطلقوا عليها "زالزال الشمال" لتطهير منبج من داعش، إلا أن الأخير رشق المحلات بالرصاص ودمر أبواب معظمها، قبل أن يستقر الوضع في المدينة من جديد.