أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)

للأسبوع الثاني على التوالي تشهد المنطقة الجنوبية من ريف حلب أشرس المعارك والمواجهات بين الثوار وقوّات النظام، وذلك بعد قيام الأخير بهجومٍ عسكريٍّ برّي على المنطقة مدعوماَ بغطاء جوّي روسي.

ومع وصول الاشتباكات إلى قرى عبطين، العيس والحاضر واشتداد وتيرة القصف الروسي نزح الآلاف من سكان هذه القرى ذات الكثافة السكانية.

نزوح الأهالي في الأراضي الزراعية

على طول الطريق الواصل بين الريفي الجنوبي والغربي لمدينة حلب، تجد مئات العائلات المنتشرة على الطرقات وفي الأراضي الزراعية. يقيم معظمهم في خيم أو في العراء ضمن المزارع أو في السيارات الكبيرة، حيث يعيش النازحون هناك منذ أيام أوضاعاً إنسانيةً بالغةً في الصعوبة.

نحو 70 ألف نازح يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، فالمأكل والمشرب والمغسل للمحظوظين منهم في خيمة أو مستودع وأماكن أقل ما يقال عنها أنها غير مأهولة  للعيش.

فرغم استقبال البلدات المجاورة لآلاف النازحين وإيوائهم إلا أن الكثير منهم ما يزال يقيم في البراري بلا مأوى. وخلال جولة لأخبار الآن في المنطقة شاهدت مئات الخيم التي توزعت على طريق "الزربة- الحاضر" في ظل غياب كبير للمنظمات الإنسانيّة المعنيّة بإغاثة المنكوبين.

في خيمةٍ صغير بين البراري يسكن "أبو جمال" مع أسرته وأطفاله السبعة الذين نزحوا جميعاً من قرية عبطين، هرباً من القصف الروسي، دون أدنى مستلزمات العيش. فأسرة أبو جمال خرجت من مسكنها دون أن تتمكن من اصطحاب أمتعتها بسبب غزارة القصف الجوي والاشتباكات.

يروي أبو جمال لأخبار الآن قصة نزوحه ويقول: "هذه المرة الأولى التي أضطر فيها للنزوح، كنت أتمنى لو أنني أستطيع البقاء في منزلي لرعاية أطفالي، لكن كثافة القصف وتقدم النظام أجبرنا على النزوح. لا أستطيع البقاء في القريةإذا سيطر عليها نظام الأسد".

ويضيف أنه خرج من بيته على عجلة ولم يجلب معه شيء وهو الآن يعيش في خيمة صغيرة مع أسرته ويعاني يومياً في البحث عن الطعام والشراب في هذه المنطقة غير المأهولة.

ريف حلب الجنوبي "منطقة منكوبة"

وقدّرت بعض المنظمات الإغاثية التي زارت المنطقة عدد النازحين بنحو مائة ألف نازح، ينتشر أكثر من نصفهم على الطرقات وبين الأراضي الزراعيّة، كما حذرت من تزايد أعداد الوافدين من قرى الريف الجنوبي وطالبت جميع المنظمات والجمعيّات الإنسانية المعنيّة بمساعدة النازحين بالتوجه فوراً إلى أماكن تجمعهم وتقديم يد العون لهم.

ناشطون ميدانيون من قرى الريف أعلنوا منطقة ريف حلب الجنوبي منطقة "منكوبة" بالكامل، مؤكدين أن أعداد النازحين ستزداد في الأيام القامة خاصة مع توسع المعارك بين الثوار وقوّات النظام وتكثيف الطيران الروسي من قصف على القرى المحررة.

النازحون في الريف الجنوبي لا يحتاجون فقط لمن يقدم لهم المواد العينية، فالقصف الممنهج الذي يستهدف المناطق السكنيّة يشكل هاجساً يؤرق المدنيين هناك. فقد صرخ أبو جمال خلال حديثه عن قصة نزوحه قائلاً: "نريد من جميع المعنيين في هذا العالم الضغط على روسيا لوقف عدوانها على سوريا، فهي لم تأتِ للقضاء على داعش بل لتكمل ما بدأه الأسد في إبادتنا".

تحت شدة القصف والمعارك .. تهجير الآلاف من سكان ريف حلب