أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)

انتهت معارك يوم أمس دون تغيير كبير على خريطة السيطرة بين قوات النظام والثوار، لاسيما بعد إحباط الهجوم الذي شنته قوات النظام والقوات المحلية والأجنبية المتحالفة معها وبمساندة الطيران الروسي، على بلدة المنصورة في ريف حماه الغربي.

في الريف الشمالي

ربما التقدم الوحيد الذي استطاع النظام إنجازه كان بالسيطرة على قرية "لحايا"، وهي قرية صغيرة تقع إلى الشرق من "اللطامنة" وجنوب "لطمين" وتطل عليهما. ويشرح "حسن" الناشط الميداني وابن المنطقة: "استطاعت قوات النظام أن تتسلل إلى لحايا متبعة تكتيكاً جديداً. إذ تسللت عناصر المشاة أولاً ثم تبعتها الدبابات، واستطاعوا أن يفاجئوا الثوار الذين كانوا يعتقدون أن مشاة النظام لا تجرؤ على التقدم دون حماية الآليات. في لحايا استشهد أربعة شبان أثناء الاشتباك مع قوات النظام، ويوجد جرحى أيضاً، وتم تدمير رشاش 14.5 تابع لتجمع العزة ولكن البارحة تم تدمير عربة مصفحة للنظام في لحايا".

يذكر أن غارات عنيفة من الطائرات الروسية طالت اللطامنة وتزامنت مع تسلل مشاة النظام إلى لحايا التي تعتبر إحدى جبهات اللطامنة، وتركزت هذه الغارات على مقرات لكتائب العزة. "مراد" ناشط ميداني يتنقل بين إدلب وريف حماه الشمالي يعرض قراءته للتقدم إلى لحايا: "معركة النظام الأخيرة في ريف حماه الشمالي مرت بمرحلتين، الأولى عندما فتح جميع الجبهات دفعة واحدة، في الشمال الشرقي (عطشان) والشمال الغربي (كفرنبودة) والوسط (اللطامنة وكفرزيتا ولطمين)، ولكنه لم يتقدم وتم تكبيده خسائر فادحة. الثانية: هي بتركيزه على الطرفين الشرقي والغربي من الريف الشمالي (عطشان وكفرنبودة)، وقد نجح في تحقيق بعض التقدم على عطشان لكن لا زالت الاشتباكات عنيفة هناك وخسائره كبيرة، وفشل في كفرنبودة، ربما يسعى الآن لفتح جبهات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين كمحاولة منه لتحقيق اختراق نوعي ما. بعد سيطرته على لحايا، أصبح الطريق الى لطمين واللطامنة مكشوفاً، لكن الثوار هناك بانتظاره أيضاً".

حشود لكلا الطرفين

على صعيد آخر، ترد أنباء عن حشود في المنطقة من كلا الطرفين، الثوار والنظام، للبدء بمرحلة جديدة من المعارك في المنطقة، لاسيما بعد أن أعلن جيش الفتح عن بدء معركة "غزوة تحرير حماه". يقول الناشط الميداني "حسن" لأخبار الآن: "بدأت الاستعدادات للبدء بالمعركة التي أعلن عنها جيش الفتح، إذ ثمة أخبار على أن المزيد من مقاتلي أحرار الشام وجبهة النصرة في طريقهم إلى المنطقة، كما وصل مقاتلين تابعين لحركة نور الدين الزنكي وتمركزوا على محور مورك، وهناك أخبار عن انضمام بعض الشبان في المنطقة للحركة. على صعيد آخر، النظام أيضاً أخذ يحشد في كل من مورك وعطشان، وهناك أنباء أنه سوف ينطلق بحشوده هذه على أربعة محاور: خان شيخون وتل الصياد "شمال كفرزيتا" ولطمين والتمانعة. وهذه الأخيرة حاول النظام التقدم إليها بعد منتصف الليل ولكنه قوبل بمقاومة عنيفة من الثوار".

وجدير بالذكر أن الطيران الحربي الروسي والسوري ليوم أمس، كان قد وزع حممه على أماكن متعددة في المنطقة، لكن تركيزه كان على بلدة خان شيخون وشرقها كان كبيراً. وليلاً أغارت طائرة محملة ببرميلين، كان نصيب كفرزيتا برميل والآخر ألقي على خان شيخون مع ورود أنباء عن استشهاد مدنيين في هذه الأخيرة.

حشود من الثوار والنظام .. مرحلة جديدة من المعارك في ريف حماة الشمالي

الريف الغبي "سهل الغاب"

لا تزال المعارك عنيفة على محور الناقوس- المنصورة، لاسيما بعد صد محاولة النظام السيطرة على المنصورة وفشله بذلك، وينفذ الثوار استهدافات ناجحة لآليات النظام ومعداته وجنوده في "خربة الناقوس". وعلى محور جب الأحمر أيضاً لا زالت المعارك مستمرة لاسيما بعد انسحاب قوات النظام من البلدة ولكن لا يزال تمركزها على تلالها قائماً، وحول أهمية جب الأحمر وتلالها يتكلم "أبو العبد" المتواجد في المنطقة لأخبار الآن: "جب الأحمر قرية صغيرة، تنبع أهميتها العسكرية والاستراتيجية في تلالها "رويسة الطنبور، رويسة الجلط، رويسة خندق خامو، رويسة جورة الزعبرة، كتف جورة البطيخ". تعني السيطرة على التلال بالنسبة للنظام تأمين محيط "قمة النبي يونس" إحدى أهم نقاطه في ريف اللاذقية الشمالي، كما تعني تأمين طريق الصلنفة ـ الغاب يحتاجه النظام كخط إمداد لقواته. كما أن التلال كاشفة لمناطق شاسعة في الغاب وفي ريف إدلب، لاسيما جسر الشغور شرقاً، وبلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي غرباً والتي يحاول النظام الآن اقتحامها. من الواضح أن النظام يسعى إلى ضبط عملياته العسكرية في الغاب وفي ريف اللاذقية الشمالي على ذات الايقاع".

حشود من الثوار والنظام .. مرحلة جديدة من المعارك في ريف حماة الشمالي

 

حشود من الثوار والنظام .. مرحلة جديدة من المعارك في ريف حماة الشمالي