أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

أثار تزايد حوادث الاغتيال لضباط وشخصيات ثورية قلقا واسعا في الأوساط الشعبية في حوران جنوب سوريا، وذلك بعد أن أصبحت هذه الظاهرة لافتة للانتباه كونها تتم بوتيرة شبه يومية وبشكل متزامن أسفرت عن قتل العشرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما دفع الأهالي إلى الخروج في مظاهرات غاضبة احتجاجا على تردي الوضع الأمني في المناطق المحررة حيث ألقى المتظاهرون اللوم على قادة الجيش الحر والفصائل الإسلامية لتقصيرهم بتأمين الحماية لهم، و طالبوا بتفعيل الحواجز المنتشرة بين البلدات للحد من عمليات الاغتيال المتكررة.

أهم عمليات الاغتيال

 من بين هذه العمليات التي تصدرت حديث الأهالي في درعا اغتيال قائد لواء الحرية "ياسر الخلف" التابع لجبهة ثوار سورية، والتي ترافقت مع محاولة اغتيال باءت بالفشل لقائد لواء أحفاد عمر بن الخطاب "منجد الزامل". وكان قبل ذلك قد تم اغتيال المقدم "أبو محمد شبيب" داخل منزله ومحاولة اغتيال القيادي في ألوية سيف الله المسلول "أبو موسى الجولاني".

حمى الاغتيال هذه لم تقتصر على القادة العسكريين بل شملت عدة شخصيات ثورية كان منها نائب رئيس محكمة دار العدل "بشار الكامل" الذي توفي على الفور بعد إطلاق النار عليه من قبل مجهولين.

إضافة لنشطاء اعلاميين منهم مراسل قناة الجزيرة في درعا "منتصر أبونبوت" والتي باءت بالفشل والصحفي "أحمد المسالمة" عضو مؤسسة نبأ الذي تم اغتياله مساء يوم السبت داخل أحياء درعا البلد.

المسوغات والأسباب

افتقرت جميع عمليات الاغتيال التي حدثت في الأسابيع الماضية للجهة المتبنية، وهو ما يرجح فرضية التصفية الداخلية بين الفصائل المقاتلة على مختلف توجهاتها، حيث سجلت جميع الجرائم "ضد مجهول".

وتأتي هذه الحملة بعد حالة الركود العسكري التي تعاني منها جبهات القتال في حوران إثر توقف معركة عاصفة الجنو.

ومن أهم المسوغات التي تدفع الفصائل إلى تنفيذ هذه العمليات وفق ما يرى "أبو كنان الشريف" القائد الميداني لجيش اليرموك، هي الفتاوى التي تتبناها بعض العقول البعيدة عن الدين والإنسانية والتي يساعد على ترسيخها عدم تبيّن الحقائق وترسيخ نظرية الخيانة والعمالة التي يروج لها بعض الإعلاميين. إضافة إلى: "حالة الفوضى الأمنية في المناطق المحررة والعمل لمصلحة الفصيل أو التنظيم أو الحركة، والتي ساعدت على تسهيل عمليات الاغتيال من خلال منظومة الحواجز غير المشتركة التي تساعد أي فصيل يريد ارتكاب عملية اغتيال عن طريق الترتيب مع الحواجز التابعة له"، حسب ما يصف "الشريف".

يشير الشريف أيضا إلى عدم تقديم الفصائل المقاتلة الدعم الحقيقي لـ "دار العدل" مما أسهم في إضعاف قوتها التنفيذية، ورفض معظم الفصائل التعاون معها ضمن المشروع الذي طرحه جيش اليرموك ويعمل به منذ زمن، وهو تركيب لوحات معدنية وإلغاء التضليل الزجاجي لكافة السيارات الموجودة في المناطق المحررة.

الهاجس الأمني

أظهرت جرائم الاغتيال وفق ما يرى الناطق الإعلامي لمؤسسة يقين "معاوية الزعبي" مدى القصور الأمني الكبير في المناطق المحررة رغم المحاولات الخجولة التي تقوم بها بعض الجهات للحيلولة دون ازدياد هذا الانفلات.

 ما أشار الزعبي أن عمليات الاغتيال تستهدف روح الثورة في حوران وإن استمر الوضع كما هو عليه فإن المناطق المحررة ستواجه مشاكل أخطر في المستقبل وسيكون لها تأثير سلبي على جميع الأصعدة وأهمها الجانب العسكري كون قوات النظام تتربص وتنتظر الفرصة للانقضاض على المناطق المحرر.

ويتفق "الزعبي" مع "الشريف" على ضرورة تفعيل ودعم "دار العدل" والعمل على إنشاء جهاز أمني وجهاز شرطة للقضاء على فوضى السلاح وتطبيق القانون والعدالة على الجميع دون استثناء.