تخلّى أطفال الغوطة الشرقية في ريف دمشق عن حقائبهم المدرسية، واستبدلوها بأوعية استعدادًا للذهاب في رحلة البحث عن طعام يسد جوعهم وجوع أسرهم، إذ يسعى أهالي الغوطة كل يوم إلى الحصول على وجبات مجانية من المطاعم الخيرية التي ربما باتت الوسيلة الوحيدة لدفع خطر الموت جوعا في ظل الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية. مراسلنا جواد العربيني والتفاصيل في التقرير التالي.
تنتظم حركة الوعاء الذي يحمله هذا الطفل الباحث عن الطعام، كأنها دقات ساعة سيعني توقفها انتهاء حقبة من الحصار والجوع واستبدال هذه الأوعية بحقائب دراسية. الانتظار سيد الجميع هنا وهو ما يفرض على هؤلاء الاطفال البقاء لساعات طوال، للحصول أو عدم الحصول على وجبة طعام كهذه.
الكثير من الكلام تحكيه عيون هؤلاء الاطفال الذين يصارعون البرد كل يوم ليحظو بوجبة طعام سيكلف عدم الحصول عليها البقاء دون طعام ليوم اخر. بخطوات بطيئة يمشي أبو محمود ساعتين كل يوم متحديا أوجاعه ومرضه، للوصول الى هذا المبطخ الخيري الذي يقدم له وجبة لا تكفي شخصين من أسرته، حاله كحال المئات ممن قدمت لهم ألة النظام الحربية الإعاقة والجوع.
يقول أبو محمود أحد أهالي الغوطة الشرقية: "امشي لساعتين كل يوم وانا عاجز لا اقوى على المشي لدي سبعة من افراد اسرتي والطعام الذي احصل عليه لايكفي شخصين وبعد انتظار طويل لماذا ماذا افعل انا يوم السبت وانا قادم الى هنا وقعت وتم اسعافي".
ضحكة هنا قد تعيد شيئا من الامل الذي طال انتظاره، والذي يؤمن الجميع انه قادم لا محالة.