تداول ناشطون و كثير من الصفحات والمواقع فيديو يظهر فيه بقايا برج لدبابة دمرت في جوبر وسميت بدبابة t92، و تحدث مقاتل في الجيش الحر عنها بأنها فخر الصناعة الروسية و أن ضابطاً في جيش النظام تحداهم أن يدمروها و أن النظام يمتلك اثنتين منها فقط.
ما حقيقة تلك الدبابة و هل يوجد فعليا هذا النوع من الدبابات t92 ؟
في حقيقة الأمر لا يوجد لدى قوات النظام ولا الروس حتى أي دبابة تدعى t92، و لا يوجد هذا الرقم لأي دبابة شرقية أطلاقاً، و برج الدبابة الظاهر في الصورة والذي اقتلعه انفجار الذخيرة الموجودة في الملقم الاتوماتيكي وأدخله في المنزل هو برج دبابة t72، و هذا واضح من شكل البرج الدائري تقريباً ومنظار الرامي الليلي الذي أقتلع و يبدو مكانه فتحة دائرية فقط، ومنظار الرامي النهاري الذي لايزال موجوداً وفتحة الرامي وفتحة لفظ الفوارغ للملقم الاوتوماتيكي الظاهرة في المقطع اضافة لمدفع الدبابة عيار 125 المميز من نازع الدخان في منتصف السبطانة و الكم الحراري للسبطانة.
دمر الجيش الحر واعطب المئات من دبابات t72 بأنواعها الأربعة التي يمتلكها النظام، فما هو المميز في هذه الدبابة و التي جعلت أحد ضباط النظام يقول أنه سينشق لو تم تدميرها ؟
هناك فيديوهان مرافقان لهذا الفيديو لم ينتشرا بالشكل الذي انتشر به هذا الفيديو ويمثلان بقية القصة لهذه الدبابة.
يوضح الفيديوهان الحقيقة كاملة حيث يظهران فعلاً أنها دبابة t72a، ولكن تم تعديلها من قبل قوات النظام خلال الفترة الماضية، حيث يظهر الفيديو الأول الدبابة سليمة بعد عطبها والنيران مشتعلة فيها، ثم يظهر الفيديو الثاني الدبابة بعد انفجارها وتناثرها بطريقة فظيعة تظهر أنها كانت على ما يبدو بذخيرتها الكاملة عند انفجارها.
عملت قوات الأسد على تحديث عدد من دبابات t72a (الأقل تدريعاً) وذلك بإضافة ما يطلق عليه التدريع القفصي وهو عبارة عن سياج من القضبان المعدنية، يتم تركيبه على الدبابة والذي يهدف لحمايتها من القواذف والصواريخ المضادة للدبابات.
هذا التدريع ظهر مؤخراً على عدد من الدبابات وخصوصاً في جبهة جوبر والمليحة التين يسعى النظام جاهداً لاحتلالهما، حيث يعتقد بقيام النظام بتجهيز عدد محدود من هذه الدبابات المعدلة لاستخدامها في هذه المناطق.
يبدو أن النظام استمد هذه الفكرة مؤخراً من إيران وربما يكون الايرانيون هم من نفذوها، حيث يمتلك الايرانيون نفس النوعية من الدبابات معدلة بنفس الطريقة، و عرضوها في أكثر من عرض عسكري مع أن الفكرة قديمة وتعود للحرب العالمية الثانية، حيث استخدم السوفييت تقنية مشابه، و استمروا بتطويرها خلال الحرب الباردة اضافة إلى تقنية الدروع التفاعلية ( المتفجرة )، واستخدمت القوى الغربية هذا النوع من التدريع بعد معاناتهم مع القواذف المضادة للدبابات في افغانستان والعراق.
و قبل أن يدرع النظام دباباته بهذا النوع من التدريع قام باستخدامه على بلدوزراته وجرافاته خلال المعارك في المناطق السكنية و بخاصة في غوطة دمشق.
يشمل هذا التحديث ( التحديث الذي اجرته قوات النظام شمل فقط الدرع و لم يشمل أي شيء أخر ) اضافة درع قفصي مكون من مجموعة من القضبات المعدنية المشكل منها قفص حول برج الدبابة وجسمها، اضافة لطبقة اضافية من التدريع تحته ليس معروفاً بشكل دقيق ماهيتها أو سماكتها أو مادة تصنيعها، و تظهر بشكل صناديق مستطيلة (يبدو أنها تستخدم فكرة التدريع المتباعد ) أو ربما تجهز لملئها بمواد اخرى كالرخام أو الرمل و غيرها والتي استخدمت لتحسين تدريع دباباته سابقاً، و لكن على ما يبدو أن الدرع الاضافي الجديد كله مصنوع محلياً وبنفس عقلية تصنيع البراميل المتفجرة في ورشات محلية وبمواد متدنية الجودة، وعلى الأرجح استخدم الفولاذ المخصص للأبواب و البناء، والذي لا يعتبر فعالاً في تصفيح الدبابات اضافة لطوق من السلاسل المنتهية بأثقال محيطة ببرج الدبابة و مقدمتها ( يبدو أن الفكرة مستمدة من دبابة الميركافا).
لجوء النظام لهذا النوع من التدريع يدل على تركيزه في معاركه على مواجهة المشاة المزودين بقواذف مضادة للدبابات و ليس على مواجه الدبابات، و هذا عائد لطبيعة الدرع الذي يمتلك فعالية ضد ما يعرف بالقذائف الجوفاء حيث تعتبر كل القواذف المضادة للدبابات و الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات قذائفاً جوفاء، وليس له فعالية كبيرة ضد قذائف الدبابات المعروفة (بالسهمية أو الخارقة أو السابو ) والتي تعتمد عليها الدبابات أساساً في مهاجمة الدبابات المعادية.
ببساطة تعتمد آلية عمل هذا الدرع على أمرين أساسيين:
وهي تفجير الصاروخ بعيداً عن جسم الدبابة ودرعها الأساسي، بحيث يخفض هذا من فعالية القذيفة في اختراق الدرع و إلى احتمالية تعطيل الصاعق في القذيفة، و( ذلك حسب تصميم الدرع و نموذجه ) اضافة إلى طبقة الدرع الإضافية تحته.
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها النظام خلال معاركه الطويلة مع عناصر الجيش الحر تحسين تدريع دباباته، فسابقاً جرب العديد من التقنيات المرتجلة محلياً من اقفاص من الأسياخ اضافة لطبقات من الرخام أو البلاط أو أكياس الرمل، والتي حسنت نسبياً من حماية دباباته لكنها لم تمنع تدميرها.
في حالة هذه الدبابة يبدو أن النظام يراهن بعمق على العامل النفسي قبل العامل التقني محاولا الوصول إلى الحدود القصوى بهدف خلق ايقونة للقوة لا تقهر، و هذا واضح من كلام الضابط و الذي وعد بالانشقاق لو تم تدمير الدبابة اضافة للإسم الكبير للدبابة والذي يقصد من ورائه القول أنها أحدث من دباباته الأخرى التي اعتاد الجيش الحر على تدميرها.
فعلياً و من وجهة نظر تقنية بحتة هذا الدرع لن يكون سحرياً، ولن يمنع تدمير دبابات النظام فهو لا يتمتع بالقدرة الكافية لصد صاروخ تاو أو صاروخ كونكورس، ولن يحمي الدبابة من القذائف التي تطلق عمودياً من الطوابق العليا للأبنية نحو سقف الدبابة غير المحمي بهذا الدرع، ولن يحمي الدبابة من الألغام والعبوات الناسفة ولا من القذائف الفراغية المحمولة على الكتف من نوع (ر ش ج 27 )الموجودة لدى الثوار، وبيئة القتال في المناطق السكنية سوف تضطر الدبابة للاصطدام المتكرر بالأبنية ما يؤدي إلى تمزق الدرع الاضافي و سقوطه لاحقاً، ما يجعل هذا الدرع غير مناسب اطلاقاً لمعارك المناطق المبنية، اضافة لتأثير هذا الدرع من ناحية الوزن الكبير الاضافي الذي يثقل حركة الدبابة وتأثيره على مجال الرؤيا طاقم الدبابة وحتى مقدرتهم على الهرب منها عند اصابتها واشتعالها.
فعليا أكبر مشاكل النظام مع دبابته الأسطورة ستكون ثقته العمياء بها و باستحالة تدميرها.
الفيديو الأول الذي تم تداوله ويظهر برج الدبابة فقط:
https://www.youtube.com/watch?v=SEXGdbjYPW4
الفيديو الذي يظهر الدبابة وهي معطوبة قبل انفجارها وطيران البرج:
https://www.youtube.com/watch?v=gOee0Xrn5nU&list=UUFViL4w9C4bjNoAspT4eP7Q
الفيديو الثالث للدبابة بعد انفجارها وتناثرها وتظهر بعض اجزاء الدرع القفصي:
https://www.youtube.com/watch?v=rzUs_V-fAIc