السعودية ، 24 مارس ، يامن مصباح ، أخبار الآن –

قصصٌ قصيرة ترويها عيون محدقة بـماضٍ خيم عليه المجهول ، ومستقبل قد توارى أحياناً بين المجهول وبين دافع الطموح ، إنها شريحة حقيقة لا خيال ، الاطفال مجهولي الابوين هموم ومشكلات وواقع بين معاناة و طموحات ، يعيش في الملكة العربية السعودية مايقارب الخمسة الاف من مجهولي النسب في دور الحضانة وفق إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية لآخر سبع سنوات ، نقابلهم ونتحدث معهم ، قد لا نعلم عنهم شيئاً ، لا نلاحظهم ولا نكترث لنظراتهم لنا ، لكنهم يرصدون كل نظرة وكل همسة تصدر منا ، يتشبثون بمن يظهر لهم العطف والحنان ، وعلى الرغم من الصلابة والقوة التي تكسبهم إياها معاناتهم ، إلا أن إحساسهم بالدونية والنبذ والخوف من اكتشاف الآخرين لواقعهم ، يظل هاجساً يؤرق حياتهم ، حتى من يحظى منهم بأسرة تحتضنه منذ الولادة ، لا يُستثنى من هذا الإحساس المؤلم ، التقرير التالي و المزيد .

ما أروعَ براءةَ هؤلاءِ الاطفالِ ، وما أجملَ ابتساماتِهم ، لكنَّ القدرَ كتبَ عليهم أن يعيشوا هكذا يتامى مجهولي الأبوين ، ذنبُهم أنهم ضحيةٌ من ضحايا المجتمع , وُلِدوا وأُلقِيَ بهم على رصيف الحياة ، لخوفٍ أو فِرارٍ من تُهمه , بلا أبٍ يسألُ عنهم ويُعيلُهم أو أم ٍتحتضنُهم وترعاهُم ، لايعرفون من الحياة سوى لحظاتٍ قصيرةٍ ووجوهٍ يعملُ أصحابُها على رعايتِهم وتربيتِهم .

 تُعدُّ جمعيةُ الودادِ الخيريةُ أولَ جمعيةٍ متخصصةٍ في المملكة هدفُها رعايةُ الأيتامِ مجهولي النسب ومعالجةُ قضاياهُم ، وتقديمُ الرعايةُ الفائقةُ لهم من خلال آلياتٍ وأساليبَ حديثةٍ مبنيةٍ بأسلوب شرعيٍ معتمدٍ على القَرابة بالرَّضاعة ، والتشجيعِ على احتضان هؤلاءِ الأطفال ، شرطَ الإرضاعِ بأسلوبٍ يحققُ الهدفَ، فضلا عن اختيارِ الأسرةِ الحاضنة التي تتوفرُ فيها الشروطُ اللازمة .

 حسين بحري – رئيس جمعية الوداد الخيرية

“تطلعاتنا أننا ننهي المنهج التربوي ، حيث لايوجد منتج تربوي خاص بمجهولي الابوين , والان بدعم معالي الوزير رسينا هذا العمل لجهه متخصصة لاعداد منهج تربوي يخدم السعودية وحتى الدول العربية , بمعنى متى نقول انت مجهول الابوين ؟ وكيف نعد ان يتقبل هذا الواقع وهذه مشكلة كبيرة ، الان نحن سعداء انو راح عند احد الاسر لكن احيانا اقول انو هذا قنبلة موقوته داخل الاسرة” .

 حصه الجيزاني .. إحدى المشرفاتِ العاملاتِ في هذه الجمعية ، تؤدي دورَها حاضنةً وأمًا بديلةً لهؤلاء الاطفال , ترعاهُم وتعتني بهم دائمًا ، حتى إنها لايفارقُها الحزنُ والبكاءُ عندما يغادرُأحدُ الأطفالِ هذه الجمعية .

حصه الجيزاني – حاضنه وأم بديلة بجمعية الوداد

لحظة قدوم الاسرة انها تاخد الطفل صراحه شعوري متل أي ام بيروح منها ابنها ,شعور مره صعب وصراحه حتى باقي الامهات نفسياتهم تتعب وحزن شديد ، فعلا احنا امهات محتضنين اطفالنا فعلا .

 تشير الاحصائياتُ الاخيرةُ لوزارة الشؤون الاجتماعية خلال السنواتِ السبعِ الأخيرة إلى أن هناك قرابةَ خمسةِآلافِ طفلٍ يتيمٍ من مجهولي النسب في دور الحضانة .. مُنِحوا الجنسيةَ السعوديةَ وقُدِّم لهم العونُ لتسهيل الاجراءاتِ الخاصةِ بإثبات حضانتِهم وإسنادِها ، ولكنْ على الرَّغم من كل ذلك يظلُ إحساسُهم بالدونية والنَّبذِ والخوفِ من إطِّلاعِ الآخرين على واقعِهم، هاجسًا ينغصُّ حياتَهم، حتى مَن يحظى منهم بأسرة تحتضنُه منذ الولادةِ لا يُنجو من هذا الإحساسِ المؤلم .