دمشق، سوريا، 16 فبراير، (آية الحسن، أخبار الآن) –

بعد الدمار الكبير الذي شهدته معظم المناطق السورية من جراء قصفها عاشت العائلات المهجرة أقصى حالات التفكك و التشرد. إذ إن النظام إذا أراد أن يفك حصاره عن منطقة ما يفرض على الرجال البقاء، أما النساء والأولاد فيخرجون وحيدين من دون الأب ورب الأسرة ، وهنا يقع على عاتق الأم أن تكون المربية والمعيل وتحل محل غياب الأب بتأمين الطعام لأولادها.

ما من خيارات أمامنا ..
“إن خرجنا من المخيم سالمين فكيف سنعيش من دون مُعيل و من دون أب”، تقول أم محمد وهي امرأة أربعينية خرجت مؤخراً من مخيم اليرموك مع أولادها الخمسة أكبرهم عمره عشر سنوات. فقد هربوا من الجوع ليلاقوا جوعاً أخر وهماً جديدًا.
هذا ما اضطر أيضاً أم سعيد وهي زوجة معتقل تعيش في بلدة قدسيا مع عائلة زوجها وأربعة أطفال صغار أن تعمل في حياكة الصوف وتبيع لجاراتها وأصدقائها في الحي. وتعلق أم سعيد: “ولكن الصوف لا يطعم أربعة أطفال مشتاقين لوالدهم”.
والحال مشابه لدى زوجات وأخوات الشهداء فالنساء في سوريا اليوم جسد يعمل وعقل يفكر دائمًا، يبحثن عن الحلول ويبتكرن الوسائل حتى تستمر حياتهن ويفعلن المستحيل حتى يبقى أطفالهن على قيد الحياة لا يعانون من شيء، ولكن التمنيات والأحلام لا تجدي نفعاً اليوم في سوريا فآلة الحرب لا تطحن إلا الفقراء والمساكين.

نريد حلولاً تخفف عنا همنا ..
تقول السيدة حليمة التي تعمل في تنظيف البيوت بعد أن أعيتها الحيلة في البحث عن عمل لتطعم أسرتها المؤلفة من أب وأم كبار في السن، بعد أن فقدوا معيلهم الوحيد الأخ الأكبر بسقوط قذيفة هاون على منطقة السبينة اضطرت لأن تكون معيلة لعائلتها ولعائلة أخيها، تعرف حليمة بأن هذا العمل لا يسد الرمق ولكن إذا كان الرمق قد نشف تماماً فأي شي يغنيه مهما كان صغيراً.

شماعة محاربة الإرهاب ..
إذا أردنا أن نتحدث عن الأوضاع الإنسانية التي أصبحت أكثر من كارثية في سوريا فيقولون لنا سوريا اليوم تحارب الكون من أجل القضاء على الإرهاب، ويجب علينا الوقوف إلى جانب الحكومة والصبر على الجوع والمعاناة حتى تخرج سوريا منتصرة. ولكن هذا لا يجدي نفعاً على الإطلاق، الفقراء والجياع لن يستطيعوا محاربة الإرهاب. هذا ما قالته أم أمين المهجرة من حلب والمعيلة لستة أولاد.
وتقول سيدة رفضت أن تبوح باسمها كانت عضوة في الاتحاد العام النسائي: “الأسد اليوم أمام خيارين إما إنقاذ الشعب والعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية وإما التنحي وتركه يقرر مصيره وعندها سنعرف كيف نعيش”.