ستوكهولم، السويد، 10 فبراير، (حازم داكل، أخبار الآن)

كروسان وكيك..وقيادي حكيمي..!

غادر منذ يومين 73 شخصاً من كبار السن من أحياء حمص المحاصرة إلى أحياء محاصرة أخرى في حمص أيضاً! بعد توسّط من مفوضية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري…
كان بانتظارهم العشرات من المراسلين والصحفيين المواليين للنظام وعدد من عناصر فروع الأمن الـ 16 وبعض من ضباط النظام لأخذ الصور التذكارية الإنسانية ! احتفالاً بالعطاء الكريم من قيادتهم الحكيمة المتمثلة ببشار الأسد، والتي سمحت لهم بالخروج بعد تفاوض دام أسبوعاً في جنيف.
اقترب مراسل راديو موالٍ للنظام برشاقة من رجل سبعيني يبدو عليه الإنهاك والجوع والمرض وقال له: شو بتحب تقول بهيك لحظة عم، ومين بتحب تتشكر؟ متوقعاً كما جرت العادة، أن يسبّح العجوز بحمد السيد الرئيس ويشكره على نعمه.
فأجاب العجوز الحمصي: بتشكر الأمم المتحدة على جهودها المبذولة.. والهلال الأحمر على الكرواسان والكيك اللي قدمولنا إياه.. إيييييه شو شبعنا….!

برميل من حلب..

وصل إيهاب إلى بلجيكا بعد رحلة كانت المعاناة والموت مصاحبين له فيها لمدة 33 يوماً، من تركيا إلى اليونان مروراً بدول أوروبية عدة حتّى حطّت رحاله أخيراً في بروكسل مدينة أحلامه، صرف نقوده (شقا عمره وعمر أهله) وطلب اللجوء وبعد شهرين ونصف أُعطي ماطلب.
استيقظ إيهاب البارحة على خبر عادي جداً؛ برميل يسقط على الأهالي في حلب، ولكن الأمر الذي لم يكن عادياً هو أن عائلته بكاملها قضت في ذلك البرميل.
صب إيهاب الزيت على جسده وأحرق نفسه.

اوو سلبي ..

غاب صديقنا رامي سويد لأيام قليلة عن “الفيسبوك” وأغلبنا ظن أنه استشهد (لاسمح الله)، إلى أن طمأننا أحد الأصدقاء المشتركين بيني وبينه أنه بخير، قال لي: إنه أصيب بأحد البراميل، وكُسِرت يده حينما كان في منزله، وقد جعله انفجار البرميل يطير بعيداً ليجد نفسه مرمياً في الشارع.
الصديق المشاكس استغلّ وجوده في المستشفى لينقل لنا قصة حصلت أمامه مفادها: عند خروجي من مستشفى الزرزور بحي الأنصاري مساءً شاهدت سيارة سوزوكي (شاحنة صغيرة) يركب في صندوقها حوالي 10 شبان، ركن السائق السيارة على عجل وبحركة استعراضية لطيفة راح يصيح: أوو سلبي.. أوو سلبي.. وعلمنا أن السائق قام بجولة في الأحياء المجاورة جمع فيها هؤلاء الشباب من أصحاب زمرة الدم الـ “أوو سلبي” المفقودة، وجاء بهم إلى المستشفى بعد أن سمع نداءً من مئذنة أحد الجوامع يطلب التبرع بالدم..!

تسعة أشهر..ويلا عالمظاهرة

بقي أدهم تسعة أشهر معتقلاً في فرع الأمن العسكري في حلب؛ يُعّذَّب وينكَّل به بسبب مشاركاته في إحدى المظاهرات، وخرج في حال يرثى لها، وصل إلى المنزل في الخامسة والنصف مساءً، واستقبله أولاده وزوجته وأقرباؤه بفرحٍ وسرور بالغين، لكنه بدا شارداً أو منشغلاً بأمر ما.
اعتقد الجميع أن السبب هو الظروف القاسية التي تعرّض لها في المعتقل، ولم يرد أحد منهم أن يزعجه بسؤال أو يعاجله باستفسار.
فجأة، وقف وترك الأهل في غرفة الضيوف ومضى إلى غرفته، حلق لحيته.. واستحمّ وغيّر ملابسه بسرعة ثمّ عاد إليهم، قال وهو ينظر إلى ساعة الحائط -ولمّا تمضي ساعة واحدة على وصوله إلى المنزل-: يالله يا جماعة ما بدي أتأخر، بشوفكن بعد المظاهرة.