دمشق، سوريا، 1 ديسمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

كشفت الثورة السورية عن الوجه الحقيقي والقبيح لدكاترة الجامعات في سورية، وبشكل خاص في جامعة دمشق.

جامعة دمشق .. التراجع في زمن البعث
جامعة دمشق
يتذكر الجامعيون والمثقفون من سوريا والوطن العربي الموقع المميز لجامعة دمشق وسمعتها الأكاديمية، فقد تخرج منها نخبة من المفكرين العرب المعروفين مثل: صادق العظم وعابد الجابري وجورج طرابيشي وغيرهم، مما جعلها واحدة من أهم الجامعات العربية. لكن الحال تغير وتبدل مع تثبيت أركان حزب البعث بالسلطة، حيث كرّست القلة الحاكمة نمط تعليم جامعي قائم على عدم الكفاءة والعدالة مع تدني في مستوى المناهج والأكاديميين مما جعل جامعة دمشق في تصنيف الجامعات تأتي في المركز 73 عربياً و5900 على مستوى العالم.

دكتور الجامعة .. الأخلاق والمعرفة !!

لم يكن حال أساتذة الجامعة قبل الثورة يرضي الطلاب على مستوى الفهم والمعرفة ولا الصفة الأكاديمية التي يحملونها، فمعظم الدكاترة لاسيما في كليات الآداب والتربية والاقتصاد بشكل خاص قد حصّلوا شهاداتهم من دول شرق أوروبا سابقاً وهي المعروفة بفسادها لدرجة شراء الشهادات أو من الذين استفادوا من الميزات الخاصة بدورات الصاعقة والمظليين في مرحلة بداية فساد التعليم على يد البعث وحافظ الأسد، وكل هذا يؤيده المستوى العلمي والأخلاقي المتدني في الممارسات الجامعية.
يقول “عبد السلام” خريج قسم التربية: “لم أستفد على المستوى العلمي من الدكاترة بشيء يذكر، الواسطة المناطقية والطائفية والرشوة وملاحقة الطالبات بهدف إغراءهن .. مجتمع علمي منحط”.

صور من جامعة دمشقالثورة السورية .. كشف الأقنعة

يبدو أن سوريا كانت بحاجة إلى الثورة لبيان الوجه الحقيقي للناس عموما، وهنا للدكاترة بوجه خاص، فما أن قامت الثورة حتى هب مؤيدو النظام من الأساتذة والطاقم التعليمي في الجامعة يتصدون لإسكات أي صوت مغاير أو مؤيد للثورة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد ساهمت على سبيل المثال الدكتورة (ن. ع) من قسم الإعلام في تمكين الأمن من اعتقال مجموعة كبيرة من الطلاب. وتلك حالات لم تنته بل هي مستمرة أكثر من السابق.
يذكر (ع.ن) وهو من طلاب كلية الآداب حادثة بطلها د. توفيق داوود: “حين كنا نتحدث عن الثورة وبدت أصوات معارضة له .. قال بالحرف الواحد: هادي جامعة حافظ الأسد يللي مو عاجبو يتفضل ينقلع بره”.

التخوين المستمر .. خطاب متشابه

على هذه الحال تعيش جامعة دمشق منذ بدء الثورة السورية، ولا يزال تشبيح معظم الدكاترة ينصب على زملائهم المعارضين وهم قلة وعلى الطلاب المخالفين لرأيهم، فها هي الدكتورة (إ. ح) والدكتور (أ. ع) وغيرهم كثير من كلية الآداب يقودون شبكة من التجسس على زملائهم في الكلية ناهيك عن كتابة التقارير وإرهاب الطلاب واستخدام اتحاد الطلبة وأفراد الأمن المتسللين بين الطلاب.
كل ما تتضمنه الجامعة من قهر وقمع عنف كان وحده سبب كاف لقيام ثورة سورية عظيمة.