نيويورك, 29 نوفمبر, وكالات –  

قالت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أعدادا متزايدة من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يتغيبون عن الدراسة وسرعان ما يتحولون لمورد رزق لأسرهم التي تفتقر لاحتياجات البقاء الأساسية الوكالة ألقت الضوء في تقرير من إحدى وستين صفحة أصدرته اليوم الجمعة، على معاناة الاطفال الذين يعيشون في أسر ممزقة، ويتغيبون عن الدراسة ويخرجون للعمل لدعم أسرهم في المنفى.

أكثر من مليوني سوري هجروا منازلهم بسبب الصراع المستعر في بلادهم ونزحوا للبلدان المجاورة بحثا عن مأوى آمن في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وأوضح التقرير أن أكثر من نصف أولئك اللاجئين 11 مليون لاجئ من الأطفال، 75 بالمائة منهم دون سن الثانية عشرةوقالت الأمم المتحدة إن أطفالا في السابعة يعملون في مهن يدوية لساعات طويلة في الحقول والمتاجر مقابل أجور زهيدة، وأحيانا ما يعملون في ظل ظروف عمل خطيرة أو استغلاليةوأضاف التقرير أن المتاجر 68٠ متجرا في مخيم الزعتري للاجئين شرقي الأردن تستخدم الاطفالتقييم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للأطفال الذين يعيشون خارج المخيم خلص إلى أن أسرة من بين كل أسرتين تعتمد بشكل كامل على الدخل الذي يوفره الأطفال في أحد عشر محافظة من محافظات الأردن الاثنتي عشرة

وفي لبنان يتم التقاط مئات الأطفال  عدد كبير منهم فتيات تتراوح أعمارهن بين السابعة والثانية عشرة في عشرات من مخيمات اللاجئين غير الرسمية المنتشرة في وادي البقاع والمناطق الحدودية شمالا، ويتم شحنهم في شاحنات وينقلون للحقول حيث يعملون من ست إلى ثماني ساعات مقابل نحو ستة آلاف ليرة لبنانية يومياعدد كبير من اطفال اللاجئين السوريين في لبنان يقعون فريسة في أيدي عصابات إجرامية متخصصة في استغلال ضحايا الصراعتراهم يتسولون في طرقات بيروت أو يبيعون الزهور والعلكة لحساب تلك العناصر الاجراميةعدم القدرة على الالتحاق بالدراسة الرسمية مشكلة أخرى ملحة بين أطفال اللاجئين حسبما أفادت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،

حيث أظهر بحث أن عددا أطفال اللاجئين السوريين الذين يتغيبون عن الدراسة في نظام تعليم رسمي آخذ في التزايدفي الأردن وحده تبلغ نسبة الأطفال الذين يبلغون سن الدراسة ولم يلتحقوا بأي مدرسة اكثر من خمسين في المائة من مجموع أطفال اللاجئينفي لبنان هناك نحو مائتي ألف طفل في سن الدراسة من اللاجئين السوريين قد يبقون خارج النظام التعليمي حتى نهاية هذا العام لأن المدارس المحلية ليس بها أي اماكن شاغرةتقول سونيا زامباكيدس من منظمة أنقذوا الأطفال مديرة مكتب أنقذوا الأطفال في لبنان  تبعات مأساوية أخرى للأزمة أطفال اللاجئين السوريين الذين ينبغي أن يكونوا في المدرسة يعملون في الحقول حتى أوقات متأخرة بعد الظهر مقابل أجور زهيدةالمنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها توزع إعانات مالية على الاسر الأكثر تعرضا للمخاطر خلال فصل الشتاء في إطار برنامج يسعى لتقديم بدائل للآباء كي لا يرسلوا أبنائهم للعمل .

وقالت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الازمة الانسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون تتمثل في تزايد أعداد الأطفال الذين يولدون في المنفى دون شهادات ميلادالمسح الذي أجرته الوكالة مؤخرا لتسجيل المواليد في لبنان أظهر أن سبعة وسبعين بالمائة من مجموع 781 طفل من اطفال اللاجئين ليس لهم شهادات ميلاد رسمية وقال التقرير إنه خلال الفترة من يناير / كانون ثان ومنتصف أكتوبر / تشرين أول 2٠13 لم تصدر سوى 68 شهادة ميلاد لأطفال في مخيم الزعتري بالأردن