لبنان, 25 أغسطس 2013, وكالات, أخبار الآن- غزل الفنان اللبناني مارسيل خليفة صوته مع أوتار عوده على مسرح معمل خان الحرير التراثي في الضاحية الشمالية لبيروت

حيث انطلقت فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية استثنائيا هذا العام بسبب توتر الأوضاع الأمنية في لبنان.
ويُعرفُ مارسيل خليفة بأنه بوب ديلان العرب وقد فاز بالعديد من الجوائز خلال حياته الفنية منها جائزة فنان السلام من منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة.

على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة احتضن خليفة عوده بمشاركة آلة التشيللو الوترية التي عزف عليها ابن شقيقه ساري خليفة وقدم باقة من أغنياته القديمة التي كتب معظمها محمود درويش.
سهرة أعادت الجمهور إلى زمن الأبيض والأسود وإلى ذلك النقاء الذي ارتبط به خليفة في اختياره لقصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وبالموسيقى التي يكتبها أو بالأغنيات التي أداها.

سهرة فيها كثير من الصمت والخشوع والعودة إلى الذات. فيها الكثير من الزهد لكن مع امتلاء بنفس الوقت.

جاء الحفل ليلة السبت (24 أغسطس آب) بعد يوم واحد من وقوع تفجيرين في مدينة طرابلس بشمال لبنان أسفرا عن سقوط 42 قتيلا ومئات الجرحى أثناء صلاة الجمعة في مدينة يقطنها غالبية سنية. وقبل أسبوع من ذلك هز انفجار ضخم منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله الشيعي أدى إلى سقوط 25 قتيلا ومئات الجرحى.

كما شهد لبنان أحداثا أمنية خطيرة منها إطلاق صواريخ من جنوب البلد على شمال إسرائيل ورد تل أبيب بغارة على مركز للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة.

وكانت منطقة بعلبك في شرق لبنان قد تعرضت لإطلاق صواريخ من الأراضي السورية بسبب القتال الدائر هنا ما استدعى نقل المهرجانات هذا العام إلى منطقة الجديدة في ضواحي بيروت.

وشدد خليفة قبل يوم من الحفل على أهمية الثقافة لبلد مثل لبنان.

وقال الفنان لرويترز “لازم نعزز الرؤية الثقافية في هذا الوطن المشتعل بالحروب والنزاعات وبالوحشية. يعني الثقافة يعني هي ضرورية.. الثقافة بالموسيقى.. بالأغنية.. بالشعر.. بالقصيدة.. بالسينما.. بالمسرح.. بكل هيدا.. لأن هيدا رأسمال هيدا الوطن. عندما ينتفي وجود الثقافة ينتفي وجود الوطن. بدنا نشتغل حتى نظل موجودين ونغني ونصرخ ونحب ونفرح.”

وأحيط حفل خليفة بإجراءات أمنية مكثفة ومنعت سيارات الزوار من الوقوف في محيط مكان الحفل وأغلقت المفارق التي تؤدي إلى مدخل المسرح تحسبا لأي أحداث طارئة.

وقال لرويترز “لبنان كان حلو.. هلأ بشع. لازم نرجعه حلو. ما حدا برجعه حلو إلا نحن.. نحن المواطنين.. كل الناس.”

وأضاف أن المنطقة العربية تغلي في الوقت الراهن كالبركان الثائر لكن الفن يحمل لها أمل البقاء والاستمرار.

وقال “بالطبع. مش بس خايف على لبنان.. خايف على المنطقة كلها يعني أنه على فوهة بركان أو أنه نحن بقلب المعركة.. بقلب البركان يعني. بس يعني طالما نحن موجودين وعم نعمل اللقاء وعم نعمل الحفلة إذن فيه أمل.. فيه الحياة بعدها موجودة.. مستمرة.”

لكن كل بواعث القلق من الاعتبارات الأمنية لم تمنع عشاق فن مارسيل خليفة من حضور حفله.

وقال رجل من الحضور يدعى وائل منصور “اللي بيسمع مارسيل دائما هيك بعيش حالة أخرى.. يعني بعالم آخر. كنا حابين نكون ببعلبك أكيد. هيك منعطي رسالة أقوى ولكن بإعتقادي الشيء الحلو بهيدي الحفلة أنه أعطينا رسالة أنه اللبنانية حتى بالتفجيرات.. حتى بالهيدا.. بعدهم بحبوا يظهروا.. بعدهم بحبوا يروحوا ويستمتعوا للموسيقى الراقية. فحفلة كثير كثير حلوة.”

وذكرت ملاك جعفر التي حضرت حفل الفنان خليفة أنها كانت تود لو أقيم الحفل في موقعه الأصلي في بعلبك .

وقالت “هلأ على الأول كنا شوي محبطين (بالانجليزية) أنه المهرجانات كانت هون. كنت أحببتها تكون بعلبك لأن بعلبك لها رمز لحالها. بس بالنهاية بتلاحظي أنه مش مهم المنطقة.. مهم الفنان (بالانجليزية) اللي كان موجود. ومارسيل أمن لنا ها الفسحة (بالانجليزية).. راحة من الوضع يلي كنا فيه نحن. يعني وأخيراً شوية نفس أخذني وحبيت أنه الموسيقى أنستنا شوي أنه نحن عنجد لبنان بها الوضع.”

أما الكتور ناصر أبو رجيلي فذكر بعد الحفل أنه جاء من بعلبك إلى بيروت خصيصا ليستمع إلى مارسيل خليفة.

وقال “هو الحفلة كثير رائعة.. كثير مميزة يعني ومارسيل أساساً شهادتنا مجروحة فيه يعني. وللأسف أنه كان لازم نحضرها بعلبك. نحن أساساً جايين من البقاع لهون تحتى نحضره لأنه مارسيل وين بكون نحن منلحقه. وإن شاء الله السنة الجاية يكون الوضع أحسن ونحضرها ببعلبك مش هون.. أنه هون كمان الوضع منيح.. بس لأن اسمها مهرجانات بعلبك لازم تكون ببعلبك.”

وقدم خليفة خلال الحفل تحية خاصة إلى بعلبك من خلال أغنية كتبها الشاعر اللبناني ابن مدينة الشمس طلال حيدر.