اعربت الامانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم عن إدانتها الشديدة للتفجيرات الارهابية التي يشهدها العراق والتي اسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتزايدت وتيرتها خلال شهر رمضان.

واستنكر نبيل العربي الامين العام للجامعة بشدة في بيان رسمي هذه الهجمات الارهابية التي تتم بأياد نكراء لا تريد الخير للعراق والعراقيين، وإنما تهدف إلى بث نوازع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب العراقي، مُذكّراً الجميع “بحرمة اراقة دماء المواطنين الأبرياء وبوضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الطائفية والحزبية.”

كما أعرب الأمين العام عن “انزعاجه الشديد من الأنباء التي تفيد بوجود عمليات تهجير طائفي في بعض القرى بمحافظة ديالى جّراء تهديد بعض المجموعات المسلحة بالمحافظة لبعض العائلات وإجبارها على ترك منازلها”.
             
وأكد “ان مثل هذه الأعمال إنما تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للعراق وجرّه مُجدّداً إلى معترك الاقتتال الطائفي الذي استطاع العراق، بعون الله وبفضل عزيمة أبنائه وتضامن أشقائه، إفشاله وإحباط كافة المخططات الإرهابية الهدّامة في هذا الشأن”. ودعا “كافة القيادات السياسية والوطنية العراقية إلى وضع خلافاتها السياسية جانباً والتلاحم سوياً لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب”، مُحذّراً “من “ان تبادل الاتهامات وانتهاج اللغة التحريضية لن يساهم إلا في مزيد من الفرقة والانقسام وهو ما يدفع ثمنه المواطن العراقي”.
             
وأهاب “بجميع القوى السياسية العراقية الوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخاطر الإرهاب التي تواجه العراق وتجنيب أهله المزيد من المحن والآلام، والعمل على تحقيق التوافق الوطني والسلم المدني ومواصلة عملية إعادة الإعمار والبناء”.
             
وكانت العاصمة العراقية شهدت بين الساعة 20,30 (17,30 ت غ) والساعة 21,30 (18,30 ت غ) مساء السبت انفجار 12 سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين في مناطق مختلفة، تسكن معظمها غالبيات شيعية، بحسب ما افادت مصادر امنية مسؤولة وكالة فرانس برس. وجاءت هذه التفجيرات التي حصدت 67 شخصا واصيب فيها 190 بجروح في اطار موجة العنف المتصاعدة في العراق والتي قتل فيها 2500 شخص خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة بحسب ارقام الامم المتحدة، التي حذرت من ان العراق يقف عند حافة حرب اهلية جديدة.

وفيما كان سكان بغداد يهمون الاحد بدفن ضحاياهم، ومحو اثار العنف الذي ضرب مصادر رزقهم، قتل خمسة عراقيين واصيب 14 آخرون بجروح في هجومين منفصلين صباحا في التاجي (25 كلم شمال بغداد) ومنطقة البسماية الواقعة جنوب شرق بغداد. وقتل في العراق منذ بداية تموز/يوليو اكثر من 530 شخصا بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، ما يعني ان معدل ضحايا العنف اليومي في العراق بلغ نحو 25 شخصا.