63 دولة تتعهد في COP28 بالحد من الانبعاثات المرتبطة بالتبريد

صُنٍّف عام 2023 بأنه العام “الأكثر حرًّا” في التاريخ المسجّل بعد أن كان شهر نوفمبر الماضي “استثنائياً”، إذ أصبح سادس شهر على التوالي يحطّم أرقام حرّ قياسية، وفق ما أعلن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، الأربعاء.

ويأتي هذا الإعلان ليضع ضغوطاً إضافية على المفاوضات الجارية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 المنعقد في مدينة دبي الإماراتية، بشأن الحد من تداعيات تغير المناخ.

وقالت سامانثا بورغيس، نائبة رئيس قسم المناخ في المرصد، إنّ “العام 2023 بات يضمّ 6 أشهر وفصلين قياسيِّين. فشهر نوفمبر الاستثنائي هذا، ضم يومين كانت فيهما درجات الحرارة أعلى بدرجتين مئويتين بالمقارنة مع حقبة ما قبل الثورة الصناعية، ما يعني أنّ 2023 هو العام الأكثر حرّاً على الإطلاق في التاريخ المسجّل”.

وكانت هناك تحذيرات عديدة من أن العام الجاري قد ينتزع من العام 2016 لقب العام الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل، خاصة بعد أن حطّم شهرا سبتمبر وأكتوبر الأرقام القياسية السابقة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها تأكيد هذا الأمر.

ويقول العلماء إنّ البيانات المستمدّة من عيّنات الجليد وحلقات الأشجار وما شابه تشير إلى أن 2023 قد يكون الأكثر حرّاً في تاريخ الكرة الأرضية منذ أكثر من 100 ألف عام.

العقد الماضي كان الأعلى حرارة

وكشف تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن العقد الماضي كان الأعلى حرارة على الإطلاق، في اتجاه مثير للقلق وصفه رئيس المنظمة بأنه “مدفوع بشكل لا لبس فيه بانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية”.

وأوضح التقرير الذي أصدرته المنظمة، الثلاثاء، أن العقد الممتد بين عامي 2011 و2020، الذي سُجلِت خلاله درجات حرارة قياسية في الأرض والمحيطات، شهد ارتفاعًا مستمرًا في تركيزات الغازات الدفيئة التي أدت إلى فقدان كبير للأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر.

2023 الأكثر حرًا في التاريخ.. كيف تصاعدت انبعاثات الغازات الدفيئة خلال العقد الماضي؟

ويأتي التقرير في الوقت الذي يصل فيه مؤتمر (COP28) إلى منتصف الطريق، حيث اتفقت الدول على إنشاء صندوق تطوعي جديد لدفع تعويضات للبلدان الضعيفة عن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

لكن المفاوضات الصعبة ستكون في الأيام المقبلة بشأن أهداف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وفق الأمم المتحدة.

ما هي انبعاثات الغازات الدفيئة؟

انبعاثات الغازات الدفيئة هي إطلاق الغازات التي تمتص وتطلق الأشعة تحت الحمراء في الغلاف الجوي للأرض، وتتسبب هذه الغازات في حبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

  • تشمل الغازات الدفيئة الرئيسية:
  • ثاني أكسيد الكربون.
  • الميثان.
  • أكسيد النيتروز.

تأتي الغالبية العظمى من انبعاثات غازات الدفيئة من الأنشطة البشرية، مثل:

  • احتراق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، في توليد الطاقة والنقل والصناعة.
  • إزالة الغابات، والتي تزيل الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
  • الزراعة، والتي تنتج الميثان وأكسيد النيتروز.

وتساهم انبعاثات الغازات الدفيئة في تغير المناخ، وهو ظاهرة عالمية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير أنماط الطقس.

ويمكن أن يكون لتغير المناخ آثار خطيرة على الكوكب، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، وأحداث الطقس المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي.

كيف تأثرت المناطق القطبية والجبلية؟

ويدق التقرير ناقوس الخطر بشأن “التحول العميق بشكل خاص” الذي يحدث في المناطق القطبية والجبال العالية.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس “كان كل عقد منذ التسعينيات أكثر دفئا من العقد الذي سبقه، ولا نرى أي علامة فورية على تراجع هذا الاتجاه”.

وأضاف “إننا نخسر السباق لإنقاذ أنهارنا الجليدية الذائبة والصفائح الجليدية”.

بصيص أمل

ورغم الصورة القاتمة التي يرسمها التقرير، إلا أنه يسلط الضوء أيضا على التطورات الإيجابية، بما في الجهود الدولية الناجحة للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية المُستنفِدة للأوزون بموجب بروتوكول مونتريال، التي أدت إلى ثقب أوزون أضيق فوق منطقة القطب الجنوبي خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2020.

وأوضح التقرير كذلك أنه بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى التقدم في التنبؤات، وأنظمة الإنذار المبكر، والإدارة المنسقة للكوارث إلى تقليل الخسائر البشرية الناجمة عن الأحداث المتطرفة، على الرغم من زيادة الخسائر الاقتصادية.

2023 الأكثر حرًا في التاريخ.. كيف تصاعدت انبعاثات الغازات الدفيئة خلال العقد الماضي؟

ودعا التقرير إلى ضرورة اتخاذ المزيد من التدابير الجوهرية، مشيرا إلى أنه في حين تضاعف تمويل المناخ العام والخاص تقريبا في الفترة من 2011 إلى 2020، فإن الزيادة بمقدار سبعة أضعاف على صعيد التمويل ضرورية بحلول نهاية العقد لتحقيق أهداف المناخ.

تعهدات بخفض الانبعاثات المرتبطة بالتبريد

وخلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب28)، انضمت الولايات المتحدة وكندا وكينيا إلى 63 دولة تعهدت، الثلاثاء، بخفض كبير في الانبعاثات المرتبطة بالتبريد.

ويمثل التعهد بخفض الانبعاثات المرتبطة بالتبريد العالمي أول تركيز جماعي في العالم على انبعاثات الاحتباس الحراري الناجمة عن التبريد والتي تشمل تبريد الغذاء والدواء وتكييف الهواء.

ويلزم هذا التعهد الدول بخفض الانبعاثات المرتبطة بالتبريد بحلول عام 2050 بنسبة 68% على الأقل مقارنة بمستويات 2022، إلى جانب مجموعة من الأهداف الأخرى بما في ذلك وضع معايير الحد الأدنى لأداء الطاقة بحلول عام 2030.

وقال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري أمام مؤتمر كوب28 “نريد أن نرسي مسارا لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالتبريد في جميع القطاعات مع زيادة الوصول إلى التبريد المستدام”.

ولا يزال نحو 1.2 مليار شخص يحتاجون للتبريد ولا يتيسر لهم. ومن المقرر أن تتضاعف القدرة المثبتة للتبريد ثلاث مرات بحلول منتصف القرن مدفوعة بارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد السكان وارتفاع الدخل.

كما تدعم 118 دولة على الأقل تعهدا آخر في “كوب28” بمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدلات كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

وسيتم تتبع التقدم المحرز لإنجاز أهداف تعهد التبريد على أساس سنوي حتى عام 2030، مع تسجيل الوصول في قمم المناخ السنوية للأمم المتحدة.