تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 يعني تقليل الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة

شهدت فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 المنعقد في مدينة دبي، إطلاق “المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات”، وهو مجموعة من المبادرات الهادفة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات العالمية بشكل ملموس.

وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تعمل رئاسة COP28 على تعزيز التنسيق والتعاون الدولي ودعم المبادرات والشراكات الفعالة لضمان توحيد الجهود وإنجاز عمل مناخي يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالميًا.

وتتوائم هذه المبادرات مع أهداف “اتفاق باريس للمناخ” لتحفيز الدول على إعداد واعتماد استراتيجيات طويلة المدى لخفض انبعاث غازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض دون الدرجة والنصف مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

تحقيق الحياد المناخي

وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 يعني تقليل الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة بما يكفي لتحقيق توازن بين الانبعاثات والاستيعاب في الطبيعة.

ويعتبر هذا الهدف ضروريًا للتصدي لتغير المناخ وتفادي تأثيراته السلبية على البيئة والحياة على كوكب الأرض.

وتتضمن أهداف تحقيق الحياد المناخي عدة نقاط رئيسية أبزها:

تقليل الانبعاثات

يتعين تخفيض الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، سواء كانت ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري في الصناعة والنقل أو غيرها من الأنشطة البشرية. هذا يتضمن التحول إلى مصادر طاقة نظيفة وفعالة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.

زيادة استيعاب الكربون

تعزيز القدرة على استيعاب الكربون من الغلاف الجوي، مثل زيادة الغابات وتنمية التقنيات التي تقوم بامتصاص وتخزين الكربون.

تحفيز التكنولوجيا النظيفة

تشجيع البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، مثل تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الحفاظ على الطاقة.

تغيير السلوك الاستهلاكي

تشجيع التغيير في السلوكيات الاستهلاكية، بما في ذلك تشجيع الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات أكثر استدامة.

تعاون دولي

التعاون الدولي لتحقيق أهداف الحياد المناخي، حيث يتعين على الدول والمنظمات العمل سويًا لتحقيق تأثير فعّال.

3 محاور رئيسية

ويركز “المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات” على 3 محاور رئيسية هي تسريع بناء منظومة الطاقة المستقبلية وتوسيع نطاق الاعتماد عليها، وخفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية بشكل متزامن، ودعم جهود التخفيف بشكل عاجل من خلال خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

ويعد المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات خطة شاملة لإجراء تغيير جذري واسع النطاق، والتعامل مع جانبَي العرض والطلب في قطاع الطاقة بشكل متزامن، واعتمد إعداده على آراء ومدخلات عدد من الأطراف المعنية الرئيسية، بما في ذلك منظمات دولية ومجموعة من الحكومات والمسؤولين والمنظمات غير الحكومية وقادة القطاعات الصناعية.

من حانبه، أوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر أن العالم يحتاج إلى الطاقة في جميع المجالات، وأنه من الضروري تطوير مصادر الطاقة المستخدمة حالياً وتخفيف مليارات الأطنان من انبعاثاتها، مع الانتقال بشكل تدريجي إلى بدائل خالية من الانبعاثات، لذا أطلقت رئاسة COP28 “المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات”.

وقال إن إطلاق المُسرّع يشكل خطوة حاسمة تستهدف معالجة التحديات المختلفة التي أخَّرت تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة حتى الآن، ولفت إلى أن مبادراته ترتكز على أطر الإشراف والمتابعة المستمرة لضمان الوفاء بالالتزامات.

وأضاف أن المُسرّع ساهم في اتخاذ مزيد من الدول والشركات من كافة القطاعات إجراءات لخفض انبعاثاتها بما يتماشى مع هدف COP28 الأساسي المتمثل في الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

تسريع بناء منظومة الطاقة النظيفة

وضمن فعاليات COP28، وقعّت أكثر من 118 دولةً على تعهد الإمارات بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والتزمت بالعمل على زيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً من 2% إلى أكثر من 4% بحلول عام 2030.

ووافقت 27 دولة، من خلال انضمامها إلى إعلان الإمارات للهيدروجين، على اعتماد معيار عالمي لإصدار الشهادات والاعتراف بخطط إصدار الشهادات الحالية لإنتاج الهيدروجين، مما يسهم في تعزيز فرص التجارة العالمية المتعلقة بالهيدروجين منخفض الانبعاثات.

خفض انبعاثات الطاقة

كما وقعت 50 شركة تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي على “ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز”، وذلك في إطار “المسرع العالمي لخفض الانبعاثات”، حيث تلتزم هذه الدولة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان ووقف حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كما التزمت أكثر من 29 شركة نفط وطنية بالميثاق، وهو أكبر عدد على الإطلاق من شركات النفط الوطنية التي وقعت على تعهد بالحد من الانبعاثات، ويعد ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز خطوة مهمة في مسار تعزيز الإجراءات التي تتماشى مع أهداف اتفاق باريس.

"المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات".. كيف يسهم في جهود تحقيق الحياد المناخي؟

ويلتزم الموقعون على الميثاق بتحديد عدد من الإجراءات الرئيسية، تتضمن الاستثمار في بناء منظومة طاقة مستقبلية، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والوقود منخفض الانبعاثات، وتوسيع نطاق تطبيق مبادئ الشفافية، بما في ذلك تعزيز القياس والرصد والتحقق المستقل بشأن انبعاثات غازات الدفيئة ومستوى خفضها، والتقدم المحرز في الحد من الانبعاثات، وتعزيز التوافق في الآراء بشأن الممارسات المطبقة حالياً في قطاع الصناعة لتسريع الحد من انبعاثات عملياته التشغيلية، ورفع سقف الطموح لتنفيذ أفضل الممارسات الحالية بحلول عام 2030 لخفض الانبعاثات بشكل جماعي، بالإضافة إلى ضمان أمن الطاقة وتوافرها بتكلفة مناسبة لدعم تنمية الاقتصادات في أنحاء العالم.

كما يتضمن الإعلان عن المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات إطلاق “مُسرّع الانتقال الصناعي”، الذي يهدف إلى تسريع الحد من الانبعاثات في القطاعات الرئيسية كثيفة الانبعاثات، ويدعو صناع السياسات والخبراء الفنيين، والداعمين الماليين إلى العمل الجماعي والتعاون مع القطاعات الصناعية الأخرى، لتسريع وتوسيع نطاق الاستثمارات الهادفة لخفض الانبعاثات.

الحد من انبعاثات غاز الميثان

تتناول الركيزة الثالثة من المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات موضوع غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان على مستوى الاقتصاد.

ولتحقيق هذا الهدف، سيتم حشد أكثر من مليار دولار لدعم مشروعات الحد من غاز الميثان، مع إصدار معلومات إضافية خلال يوم 5 ديسمبر الحالي والمخصص لموضوع الطاقة ضمن برنامج COP28 للموضوعات المتخصصة.

ويشمل المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات تعهد التبريد العالمي الذي وقعت عليه 52 دولة حتى الآن، ويهدف إلى خفض انبعاثات التبريد العالمية بشكل كبير تصل إلى68% بحلول عام 2050، حيث تمثل هذه الانبعاثات 7% من إجمالي الانبعاثات العالمية، ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم ثلاث مرات مع استخدام مزيد من الدول أجهزة تكييف الهواء.