داعش يُسمّي ”خليفة“ جديداً وجدل حول مسؤولية هتش عن قتل ”الخليفة“ الرابع

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 1 إلى 6 أغسطس 2023. إلى العناوين:

  • منشقون:  الشام أصبحت ”ثقباً أسوداً“ يبتلع داعش
  • في ذكرى المذبحة الإيزيدية، تفاصيل مروعة عن الحياة داخل داعش يوثقها كتاب “رحلتي مع المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي” للصحافي والكاتب المغربي مصطفى الحسناوي، ضيف هذا الأسبوع.

خليفة داعش الخامس

بعد ثلاثة أشهر من الصمت، يؤكد تنظيم داعش أخيراً نبأ قتل زعيمه الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي وينصب جديداً يحمل اسم أبي حفص الهاشمي القرشي.

وكما كان مفاجئاً آخر إصدارات مؤسسة الفرقان، المعنية بقيادة التنظيم، في 30 نوفمبر 2022، كذلك جاء هذا الإصدار الذي اتخذ عنوان: ”فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به“.

المفاجأة الأولى هي وجود متحدث جديد يحمل اسم أبي حذيفة الأنصاري الذي أعلن أن المتحدث السابق أبا عمر المهاجر اعتُقِل في إدلب من قبل هيئة تحرير الشام وكان معه آخرون وعائلاتِهم وأن الهيئة ”ساومتهم“ على أسرار وملفات.

تنظيم داعش يؤكد أخيراً نبأ قتل زعيمه الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي وينصب جديداً يحمل اسم أبي حفص الهاشمي القرشي

المفاجأة الثانية كانت أن أبا الحسين قُتل ولكن ليس حسب الرواية التركية. لنتذكر أنه في 31 أبريل الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أجهزة الاستخبارات التركية ”حيدت“ زعيم داعش في غارة نفذتها في جنديريس شمال إدلب التي تتبع عفرين في منطقة غصن الزيتون.

لكن بحسب داعش، فإن أبا الحسين قُتل في مواجهة مع هيئة تحرير الشام التي كانت تحاول اعتقاله فأصيب بجراح توفي إثرها.

هيئة تحرير الشام نفت ذلك. ضياء العمر، المتحدث باسم جهاز الأمن العام التابع للهيئة، قال: ”إن خليفته (داعش) قُتل بأيدينا … لكُنا بشرنا بذلك المسلمين وأعلنّاه مباشرة.“

المفاجأة الثالثة هي أن الأنصاري أكد أن زعيمهم الثالث أبا الحسن الهاشمي القرشي قُتل في ”معارك الجنوب“ ضد قوات النظام السوري.

في ٣٠ نوفمبر الماضي، وفي كلمة ”فيَقتلون ويُقتلون“ لم يكشف المتحدث السابق أبو عمر عن مكان قتل أبي الحسن واكتفى بالإشارة إلى أنه قُتل في ”سوح الوغى.“ وعلمنا وقتها من الحساب المتميز قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي أن أبا الحسن كان هو نفسه عبدالرحمن العراقي سيف بغداد الذي قُتل في درعا في 15 أكتوبر 2022.

كان لافتاً أيضاً أن أفرد الأنصاري جزءاً من الكلمة للدفاع عن ”شرعية“ الخلافة والبيعة، مستمداً من الأثر ما يفيد بأن ”البيعة“ قد تنحصر في فئة قليلة من ”أهل العقد والحل؛“ وهذا كله دفاعاً عن ”المجاهيل“ اسماً ورسماً الذين ما انفكوا يتصدرون زعامة التنظيم.

وهكذا يكون تنظيم داعش خسر أربعة من زعمائه خلال أقل من أربعة أعوام. وفيما أخذت فترة حكم هؤلاء تتناقص، زادت الفترة الانتقالية من واحد إلى آخر.

حساب Jihad Analytics كان أعد إحصائية تعود إلى أيام أبي مصعب الزرقاوي حول الفترة التي يستغرقها التنظيم لإعلان زعيم جديد. أتبعها هذه الأيام حساب Switched في إحصائية عن فترة حكم كل منهم. وعليه:

استغرق التنظيم أقل من يوم للإعلان عن قتل أبي مصعب الزرقاوي وتنصيب أبي أيوب الأنصاري أو أبي حمزة المهاجر في 7 يونيو 2006.

كذلك كانت الفترة ساعات عندما أُعلن أبو عمر البغدادي زعيماً خلفاً لأبي حمزة في 15 أكتوبر 2006.

لكن التنظيم استغرق ٢٨ يوماً لتنصيب أبي بكر البغدادي خلفاً لأبي عمر (الفترة من 18/ 4/ 2010 إلى 16/ 5/ 2010).

تقلصت المدة مرة أخرى عندما أعلن تنصيب أبي إبراهيم الهاشمي القرشي خلفاً لأبي بكر فكانت 4 أيام فقط (الفترة من 27 / 10/ 2019 إلى 31/ 10/ 2019).

لكن تنصيب أبي الحسن الهاشمي القرشي خلفاً لأبي إبراهيم استغرق 35 يوماً (الفترة من 3/ 2/ 2022 إلى 10/ 3/ 2022).

أما أبو الحسين الحسيني القرشي فاستغرق تنصيبه خلفاً لأبي الحسن 45 يوماً (الفترة من 15 / 10/ 2022 إلى 30/ 11/ 2022).

واليوم، استغرق التنظيم 96 يوماً لتنصيب أبي حفص خلفاً لأبي الحسين (الفترة من 31/ 4/ 2023 إلى 3/ 8/ 2023).

 

تنظيم داعش خسر أربعة من زعمائه خلال أقل من أربعة أعوام. وفيما أخذت فترة حكم هؤلاء تتناقص، زادت الفترة الانتقالية من واحد إلى آخر

“ولاية الشام” والثقب الأسود

حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصصون في كشف خبايا داعش علّقوا تحت عنوان ”وما خفي كان أعظم،“ بأن هذا الإعلان برهن ”للجميع وأولهم أنصار وجنود تنظيم الدولة أن الشام باتت بؤرة للجواسيس والعملاء.“ وذكّر هؤلاء – ونعتقد أنهم منشقون عن التنظيم – بقصة أبي سارة العراقي الذي بحسبهم تولى الإدارة العامة للولايات وهو منصب يوازي منصب رئيس اللجنة المفوضة الذي يأتي تالياً بعد ”الخليفة،“ ليكون بذلك صاحب ”الحل والعقد“ في التنظيم. بحسب أنباء جاسم، أبو سارة قُتل في غارة للتحالف على طريق قاح شمال إدلب في ٢٤ فبراير الماضي.

الحساب علّق أيضاً على طول الفترة الزمنية التي استغرقت ”مجلس الشورى“ لتنصيب زعيم جديد. وقالوا إن هذا دليل على أن ”أعضاء مجلس الشورى الحاليين هم أعضاء جدد تم تنصيبهم بعد مقتل أبي الحسين لأن مجلس الشورى السابق تبخر مع مقتل أبي سارة العراقي.“

وكان الحساب الذي ينقل أخباراً من داخل التنظيم كشف عن ”حالة مزمنة من انعدام الثقة داخل (ولاية الشام).“ بالنظر إلى ”تمركز“ قيادة التنظيم فيها وقتلهم هناك حتى باتت تُنعت بـ ”الولاية المخترقة“ وأصبحت ”ثقباً أسوداً“ يبتلع قيادة التنظيم وربما ”التنظيم برمته.“

الهيئة والتحالف

إذاً، هيئة تحرير الشام نفت أن يكون لها دور في قتل زعيم داعش الرابع أبي الحسين. لكن معارضيها انتهزوا الفرصة للتأكيد على علاقة الجماعة مع ”التحالف الدولي“ فيما يُؤمّل أن يكون محفزاً لدى عناصرها للانشقاق أو القتال من الداخل.

الحساب المخضرم أس الصراع في الشام علّق: ”هل بقي عندك شك يا عنصر هتش أن فصيلك صار جزءاً من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وبالمجان حيث يضحكون عليه يَعدونه برفع التصنيف فيزيد من تقديم خدماته لهم ثم يطلبون المزيد – قتال حراس الدين؛ تفكيك جماعة جند الله وجنود الشام ( أبو مسلم الشيشاني) …؛ تقديم كل ملفات ووثائق المهاجرين الغربيين للتحالف الدولي … وفق أصولكم وقعتم بالكفر المغلظ من أخمص قدمكم إلى أعلى رأسكم.“

سرايا درع الثورة

لا تزال سرايا درع الثورة المناهضة لهيئة تحرير الشام تنفذ ”عمليات“ جريئة في إدلب.

من آخرها ما وصفها حساب مزمجر الثورة السورية بأنه ”كسر الهيلمة المزيفة“ التي تدعيها الهيئة. فنصبت السرايا حاجزاً على طريق باب الهوى قرب حاجز للهيئة. وقبل أن يغادروا المكان، تركوا برميلاً من المتفجرات كفيلاً بقتل العشرات كما قالوا من دون أن يفجروه تحدياً للهيئة.

خطيب والمصري

في الأثناء، لا يزال مجهولاً مصيرُ معارضَي هيئة تحرير الشام عصام خطيب وأبي شعيب المصري الذين اختُطفا من اعزاز بعد صلاة جمعة يوم ٢١ يوليو الماضي.

معارضو الهيئة لا يزالون يستنكرون أن يحدث هذا في مناطق الجيش الوطني السوري. حساب ”أبو هادي“ تحت هاشتاغ ”خداع“ كتب: ”صمت جميع الثوار والمدنيين عجيب فهل هو تأييد لهتش؟“

القاعدة وحصار التجويع

جددت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي يتزعمها إياد أغ غالي في مالي حصار قرية بوني وسط البلاد لما قالت إنه ”تضييق“ على الجيش المالي ومرتزقة فاغنر هناك وبعض أبناء القرية ”ممن مدوا لهم العون.“

بوني قرية صغيرة تستغلها جماعة نصرة في التجارة والتجنيد. ومنذ العام الماضي على الأقل والقرية تخضع لحصار ”تجويع.“ في مايو العام الماضي ٢٠٢٢، بدأت الجماعة حصاراً على القرية امتد ثلاثة أشهر. 

بوني قرية صغيرة تستغلها جماعة نصرة في التجارة والتجنيد. ومنذ العام الماضي على الأقل والقرية تخضع لحصار ”تجويع.“ في مايو العام الماضي 2022، بدأت الجماعة حصاراً على القرية امتد ثلاثة أشهر.

وسائل إعلام محلية قالت عند رفع الحصار وقتها إنه جاء بعد مفاوضات بين وجهاء القرية وقرى مجاورة والكتيبة المُحاصِرة التابعة لنصرة وبعلم الجيش. وأوضحت أن الكتيبة المحاصِرة تأثرت أيضاً من الحصار لاعتمادهم على مستلزمات يؤمنها التجار المحليون ما اضطرهم إلى رفع الحصار.

داعش الجريمة

الأسبوع الأول من أغسطس يصادف الذكرى التاسعة للإبادة الإيزيدية في 3 أغسطس 2014، هاجم داعش ناحية سنجار في الموصل: قتل الرجال وسبى النساء والأطفال. وسريعاً ما أقاموا أسواق النخاسة في الموصل والرقة ودير الزور منتهكين كرامة الحرائر الإيزيديات وأطفالهن. هذا هو العالم الذي يبشر به داعش.

المفارقة أن هذا البطش لا يقتصر على من هم خارج التنظيم. أبناء التنظيم أنفسهم الذين كانوا سبباً في شوكته حيناً ذاقوا من ذات الكأس أحياناً.

تفاصيل مذهلة موثقة في كتاب “رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي“ للصحافي والكاتب المغربي مصطفى الحسناوي، الذي يقيم حالياً في السويد. الحسناوي مهتم بقضايا التطرف والإرهاب. وله مؤلفات عدة منها: “سجون وأشجان حكايات من وراء القضبان”؛ فهو معتقل رأي سابق.

صدر له قبل شهرين كتاب ”قصة الإسلام الانقلابي في المغرب.“ وله كتاب “الخالق الحقيقي والخالق المتخيل.“ وستصدر له قريباً رواية ”ورطة ووهان.“