فيما يبحث داعش عن زعامات لا أمل أمام مراهقي التنظيم في روج والهول

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 3 إلى 9 يوليو 2023. في عناوين هذا الأسبوع:

  • منشقون يؤكدون قتل ”خليفة“ داعش المزعوم أبي الحسين الحسيني القرشي
  • فيما يبحث التنظيم عن زعامات، لا أمل أمام مراهقي التنظيم في روج والهول
  • إعادة تدوير مقالات سيف العدل في إعلام القاعدة الرسمي، هل هو مقدمة لإعلان ساكن طهران زعيماً للقاعدة؟
  • وأنباء عن اعتقالات بالمئات في صفوف كوادر هتش بتهمة العمالة

ضيفة الأسبوع، لامار أركندي، الصحفية السورية الكردية والناشطة في العمل التنموي. تحدثنا عن مشكلة المواليد الجدد في مخيم الهول وكيف أن “الحسبة” النسائية الداعشية تجبر أطفالاً يافعين على الزواج بنساء بالغات من أجل “تجديد جيل أشبال الخلافة.”

”خليفة“ داعش … مجهول الاسم والمصير

في أبريل الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحييد زعيم تنظيم داعش أبي الحسين الحسيني القرشي في ”عملية أمنية“ في جرابلس شمال سوريا يوم 29 من ذلك الشهر.

كثيرون تمهلوا في الأخذ بهذه المعلومة بالنظر إلى طريقة تعامل تركيا مع اعتقال قيادي في داعش في مايو 2022. قال الأتراك وقتها إنهم اعتقلوا ”الخليفة“ وقالوا إنهم اعتقلوا جمعة البدري، شقيق أبي بكر البغدادي ”الخليفة“ الأول لداعش.

لكن الصور التي سُربت في ذلك الوقت أظهرت أن المعتقل كان بشار الصميدعي عضو اللجنة المفوضة، لاحقاً نقل الإعلام التركي أن الصميدعي كان فعلاً محتجزاً لدى السلطات.

اليوم، وتحديداً يوم 6 يوليو، نقل حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن ”أخوة أتقياء“ أن ”عددا من عناصر التنظيم أكدوا قتل الخليفة أبي الحسين.“

بحسب هؤلاء، وهم متخصصون في كشف خبايا داعش، فإن ” هذا الخبر هو أول تأكيد غير رسمي من داخل التنظيم حول قتل الخليفة.“ الحساب نقل أيضاً أن ثمة ”استياءً عميق في نفوس المقاتلين .. من مستوى الضبابية والغموض الذي يحيط بمصير القيادة العامة للتنظيم في الشام”.

بعد هذا بيوم، في 7 يوليو، قُتل شخص في غارة لقوات التحالف على طريق الباب بزاعة شمال شرق حلب في سوريا، القيادة المركزية للجيش الأمريكي Centcom نشرت في 9 يوليو أن الغارة قتلت أحد قياديي داعش في المنطقة الشرقية ويُعرف باسم أبي أسامة المهاجر.

لا مفرّ من الهول!

فيما يبحث تنظيم داعش عن زعامات تقود فلوله المتهالكة منذ انتهاء معركة الباغوز في 2019، لا تزال مشكلة ساكني المخيمات في شمال سوريا تتفاقم. جانب من المأساة يتعلق بمن كانوا أطفالاً عندما أسكنوا المخيم وأصبحوا الآن مراهقين.

كانت هذه جزء من القصص المرعبة التي نقلتها الصحفية السورية الكردية لامار أركندي، والباحثة في المجال التنموي، تحديداً عن المراهقين الذكور.

المرصد 200 | منشقون يؤكدون قتل ”خليفة“ داعش المزعوم أبي الحسين الحسيني القرشي

لماذا نتوقف عند هذا المقال؟

هذا المقال مطابق حرفياً لما كتبه ونُقل عن القيادي الأبرز في القاعدة سيف العدل – محمد صلاح الدين زيدان، المعروف أيضاً بـ المدني، والاسم المستعار الأشهر وهو “عابر سبيل”.

“المقال مأخوذ من سلسلة ”تلخيص 33 استراتيجية“ الذي كتبه سيف العدل/ عابر سبيل ابتداء من العام 2019.

جزء كبير مما كتبه ”عابر سبيل“ منشور في موقع مافا الإيراني الذي يديره صهر سيف العدل، مصطفى حامد أبو الوليد المصري.

وما أن يُذكر الرجلان حتى يُذكر العامل الإيراني نظراً للعلاقة الجغرافية والتاريخية وربما hgتنظيمية التي تربط الاثنين بإيران حتى قبل أن يلجآ إليها في 2001 إثر الغزو الأمريكي لأفغانستان.

أبو الوليد غادر طهران متوجهاً إلى مصر في العام 2011 ثم عاد إليها في 2016، وهو معروف بخلافه مع منهج القاعدة وأسامة بن لادن.

وحيثما يقلل من أسامة بن لادن – ممازحاً أو جاداً – نجده يشيد بسيف العدل.

في المحصلة، هو ينتقد ”جهاد“ الجماعات الإسلامية ويعتبر أنها تؤدي إلى فراغ كما جاء في سلسلة مقالاته المعنونة ” مأزق بغال التحميل والطريق إلى جهاد صحيح“ المنشورة في يونيو 2020، في المقابل الرجل معروف بدفاعه عن النموذج الإيراني في الحكم.

المرصد 200 | منشقون يؤكدون قتل ”خليفة“ داعش المزعوم أبي الحسين الحسيني القرشي

أما سيف العدل، فقد أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل سجناء بين طهران وتنظيم القاعدة في اليمن في العام 2015، لكن لسبب ما بقي في إيران.

في أكتوبر 2017، أكد القيادي في القاعدة، خالد العاروري أبو القسام الأردني، الذي أطلق سراحه في نفس الصفقة، أن سيف العدل يعيش حراً في طهران وإن كان ممنوعاً من السفر.

سيف العدل هو الحاكم الفعلي للقاعدة على الأقل الآن في ظل الغموض حول مصير زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري الذي قالت أمريكا إنها قتلته في كابول قبل عام تقريباً، وبالتالي فإن البحث في ”العلاقة الإيرانية“ أمر بديهي لا بد منه.

وكما أن أنصار القاعدة وأمراء أفرعها لا يتناولون -علناً على الأقل- مصير الظواهري، كذلك هم لا يتناولون العلاقة الإيرانية بالنسبة لسيف العدل المرشح الأبرز لخلافة الظواهري.

ولكل ما تقدم، نسأل عن العلاقة الإيرانية فيما يتعلق بسيف العدل وسلوك القاعدة في المنطقة اليوم خاصة في اليمن حيث يبدو سلوك القاعدة مواتياً لإيران.

ومما نسأل عنه هو لماذا تعيد القاعدة الرسمية نشر مقالات معروف أنها لسيف العدل مستخدمة أسماء مستعارة مثل أبي خالد الصنعاني؟ لماذا لا تنشر باسم سيف العدل أو حتى عابر سبيل من باب الأمانة العلمية على الأقل؟

وماذا يعني أن تعيد القاعدة الرسمية نشر هذه المقالات التي من دون شك بات الأنصار يعلمون أنها لسيف العدل؟

في مايو الماضي، نشرت السحاب مقالاً طويلاً منفصلاً بعنوان ”الرمز بين الدين والإنسان“ وتحت اسم حازم المدني، المقال كان نقلاً حرفياً عمّا كتبه ”عابر سبيل“ في موقع مافا الإيراني في أكتوبر 2022.

أول ظهور للاسم المستعار أبي خالد الصنعاني في أمة واحدة كان في العدد الثالث المنشور في ديسمبر 2019، ضمن سلسلة ”مباحث استراتيجية،“ توالت المقالات التي أخذ بعضها حرفياً من كتب سيف العدل ”تلخيص 33 استراتيجية“ أو كتاب ”الصراع ورياح التغيير،“ ”الصراع، كتاب الثورة.“

المرصد 200 | منشقون يؤكدون قتل ”خليفة“ داعش المزعوم أبي الحسين الحسيني القرشي

غياب داعش ”الساحل“

نشرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي يتزعمها إياد أغ غالي الموالي للقاعدة، أنهم شنوا هجوماً على الجيش البوركيني في شمال البلاد قتلوا فيه 100 جندي.

في مقابل ما قد يبدو نجاحاً للقاعدة في المنطقة، خلت صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش والصادرة هذا الأسبوع – الخميس 6 يوليو 2023 – من أخبار التنظيم في غرب إفريقيا، صفحة ”حصاد الأجناد“ لم تذكر ”الولاية“ في إحصائيتها الأسبوعية.

الباحث (بيتر فان أوستيين) Pieter Van Ostaeyen لفت على تويتر إلى أن هذه هي ”المرة الأولى“ طوال رصده للنبأ التي يغيب فيها داعش ”الساحل“ عن هذه الإحصاءات.

قد يكون للأمر علاقة بسوء اتصال كما لفت الباحث Observer14 على تويتر، ولكن يلفت هذا الخبر بالنظر إلى الصراع الدائر بين داعش الساحل وفلول بوكو حرام؛ وحتى بين داعش الساحل وقاعدة الساحل.

الخطير هو أن الاقتتال قد لن ينهي أيا من هذه الأطراف لكنه سيزيد بؤس المدنيين في المنطقة.

العمالة في هيئة تحرير الشام

في فترة رصد هذه الحلقة، تناقل معارضو الهيئة في إدلب أن الهيئة اعتقلت ”مئات“ العناصر والكوادر بتهمة ”العمالة“ للتحالف الدولي من بينهم قياديون كبار.

منذ مطلع يونيو الماضي، نُقل أن الهيئة اعتقلت قياديين في مفاصل أمنية وإعلامية بتهمة العمالة والتخابر مع النظام تارة ومع روسيا تارة أخرى ومع التحالف ثالثة.

حساب أس الصراع في الشام، وهو من الحسابات الوازنة، قال إن عدد المعتقلين وصل إلى 220 شخصاً منوهاً إلى أنه ”ليس كل من تعتقله هتش هو متورط (بالتخابر) بل هناك تصفيات وخصومات داخلية”.

معارض آخر في صفحة المحامي عصام خطيب، قال: ”الخلاف داخل هتش(هيئة تحرير الشام) ليس على العمالة للتحالف، وإنما التنافس والصراع على الاستئثار بملف التواصل والتعامل مع التحالف”.

على الجانب الآخر، نفت معرفات موالية للهيئة هذه الأنباء وأحياناً سخرت منها.

حساب القيادي أبي ماريا القحطاني ردّ بما يوحي بأن هذه كلها ”شائعات، وكتب: ”وها نحن اليوم نرى أقلاما وقنوات جعلت شغلها الشاغل الطعن في المجاهدين باتهامهم تارة بالإرهاب وأخرى بالعمالة، في محاولة منها لتقويض البناء وهدم الثقة وتشكيك الناس في حملة المشروع الإسلامي”.

المرصد 200 | منشقون يؤكدون قتل ”خليفة“ داعش المزعوم أبي الحسين الحسيني القرشي

هتش و ”رفاق أمس“

اتساع الشرخ بين الهيئة ومعارضيها يظهر بشكل يثير السخرية؛ كما في متابعة إصدار مرئي أنتجته أخيراً مؤسسة أمجاد التابعة للهيئة، والحقيقة أن هذا الشرخ ينسحب على الجماعات الجهادية عموماً: رفاق أمس، أعداء يوم وهكذا.

المرئي بعنوان ”لحظات خطرة“ يتضمن مشاهد من القتال ضد النظام السوري في مدرسة الحكمة بحلب ”ضمن معركة فك الحصار عن المدينة“ في العام 2016.

معارضون علقوا: ”هل يعلم الجولاني أن الذين شاركوا في هذه المعركة ويظهرون في الإصدار هم من مجموعات جيش البادية الذي انشق عن الهيئة سابقاً؟“ جيش البادية كان من مكونات حراس الدين.

آخر قال: ”الأخ الذي يقود الأخوة الميدانين (هو) أبو بلال درغام سُجن مرتين عند الهيئة (وهو) من جماعة عرب سعيد”.