10 اقتراحات للتعامل الفعّال مع ذوي التوحد

في عصر امتلأ بعناصر التكنولوجيا، ظهر مرض التوحد لدى الأطفال بنسبة قليلة ثم بدأ بالشيوع، وهو اضطراب عصبي سلوكي ينتج عن خلل في وظائف الدماغ ويظهر كإعاقة في النمو والتطور عند الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر ويستمر مدى الحياة وهذا المرض لا يسبب إعاقة جسدية أو دماغية، ويتم التخفيف منه من خلال التدخل المبكر كي لا يحصل تأخر في النمو المعرفي و السلوكي.

ويعاني الطفل التوحدي من مشاكل في الاتصال و التواصل والتخاطب مع المحيطين، وإقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، وهذه تكون أعراض الإصابة به بالإضافة إلى مشاكل بالسلوك واللغة.

التوحد.. ما طبيعته وكيف نتعامل مع ذويه؟

ما زالت الدّراسات لم تتوصّل إلى الأسباب الرئيسيّة الكامنة وراء إصابة الطفل بالتوحّد، ولكن آخر ما توصّلت إليه البحوث هو وجود نوع من الاشتباكات العصبيّة الكثيرة التي تتلاقى فيها الخلايا العصبيّة، وذلك يؤدّي إلى وجود الطفرات المسبّبة لمرض التوحّد.

وجود خلل في الجينات الّتي يحملها المصاب؛ فهذا الخلل يعمل على ظهور الاضطرابات المختلفة في حال كان هو السائد.

وبعض العوامل البيئيّة؛ حيث تشير الدّراسات إلى أنّ هناك نوع من الفيروسات الّتي تحفّز الإصابة بمرض التوحّد، وبعض الأنواع من الأطعمة والمعادن، والتدخين وتناول الكحول.

أيضاً، وجود العوامل البيولوجيّة مثل: التخلّف العقلي، والإصابة ببعض الأمراض، ووجود العوامل الوراثيّة؛ فالعائلة الّتي تحتوي على طفل مصاب بالتوحّد نسبة إصابة الأطفال الباقين لديها بالتوحّد أعلى، كما أنه وجِد أنّ بعض الجينات الموروثة لها دور كبير في ظهور التوحّد.

يضاف لذلك وجود مشاكل أثناء الولادة وقد تكون هي المسبّب لمرض التوحد.

وأيضاً عمر الوالد قد يكون من المؤثّرات في الإصابة بالمرض؛ فكلّما كان العمر أكبر كانت النّسبة أكبر في إصابة الطّفل بالمرض، وإصابة الذكور بالتوحد أكبر من نسبة إصابة الإناث.

السلوك الغير طبيعي

من أهم الأعراض التي تظهر على الطفل المريض هي السلوكيات غير طبيعية فهي ليست سهلة التحديد لأنها ليست مجرد سلوك مختلف.

أحيانًا ما تظهر أعراض التوحد على الطفل ويفسرها الأهل على أن الطفل طباعه هادئة ومن هذه الأعراض استقلال الطفل وعدم رغبته في أي طلب, أما إذا كان الأهل على علم بالأمر فيمكنهم اكتشاف العلامات مبكرًا ما يفيد في سرعة العلاج.

حركة الجسم

ومن أهم أعراض التوحد أن يدور الطفل حول نفس أو يهتز في تكرار أو يوم بمرجحة يديه.

ومن العلامات المهمة أيضًا عدم تكرار الطفل للكلمات أو تقليد الأصوات حتى العام الأول.

ويؤثر التوحد على أجزاء معينة في المخ , هذه الأجزاء تستطيع التحكم في عواطف الجسم والحركات التي يقوم بها, العديد من الأطفال مصابي التوحد يكون لديهم رأس أكبر حجمًا من الحجم الطبيعي.

وقد يكون السبب في ذلك مشكلة ما في نمو الدماغ أو ربما جينات وراثية منتقلة للطفل من خلال العائلة, وهذا قد يكون سببًا في وجود في وظائف المخ.

أما الأطفال الأكبر سنًا فتختلف لديهم أعراض التوحد حيث أنها تختلف وتتنوع كلما تقدم الطفل في العمر, ولكن في الأساس تجتمع كل الأعراض حول عدم القدرة على الكلام أو التواصل اجتماعيًا.

الوحدة

يشعر الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد من وجود شعور قوي لديهم بالوحدة, فهم دائمًا ما يفضلون التواجد لوحدهم حيث أن التواصل لديهم مع الآخرين لا يكون سهلًا عليهم, فالنسبة للأطفال مرضى التوحد يؤثر فيهم عدد الأصدقاء وليس نوع الصداقة التي تجمعهم فهم يفضلون الأصدقاء المتواجدين في الحفلات.

من الأفضل أن يعالج مرض التوحد مبكرًا لأن هذا يسهل علاجه والتخلص منه, لأن التاخر في العلاج نتائجه وخيمة وقد تعمل على تفاقم المرض.

علاج مرض التوحّد

لا يوجد علاجٌ شافٍ من مرض التوحّد عن طريق الأدوية والعقاقير لعدم معرفة السّبب الرئيسي المسبّب للتوحّد، وبسبب وجود العديد من الاضطرابات خلال هذا المرض، ولكن يتمّ تأهيل المصاب والأهل والبيئة المحيطة للتأقلم مع الحالة؛ حيث يتمّ تعليم الطفل السلوكيّات المناسبة وطريقة التّعامل مع غيره، كما يتمّ تعليمهم الاعتماد على النفس، ومحاولة نطق الكلمات والحروف، وتكوين الجمل، والتّعبير عمّا يجول في خاطرهم.

التوحد.. ما طبيعته وكيف نتعامل مع ذويه؟

التعامل مع ذوي التوحد

أولا: تقدير الحالة النفسية: الطفل التوحدي هو إنسان أولا وأخيرا وقبل أي شىء فهناك ما يفرحه ويجعله سعيدا وهناك ما يحزنه ويجعله مكتئبا، حتى وإن كنا نجهل السبب فشأنه شأن الطفل العادي قد يكون فى حالة نفسية وجسدية طيبة فيتعاون مع الآخرين وقد يكون فى أحيان أخرى فى حالة نفسية وجسدية سيئة لذلك لا يتجاوب مع من يتعامل معه ويرفض التعاون معه.

ثانيا: التركيز على التواصل: الإنسان لا يكون إنسانا إلا بوجود الآخرين ولا يكتسب مدى إنسانيته إلا بمدى تواصله معهم ولذلك فمن المهم أن نركز فى تعاملنا مع الطفل التوحدي على تنمية التواصل البصري واللفظي، فلا يكفي أن نعطي الطفل ما يريده أو يرغبه بمجرد نجاحه فى مهمة ما طلبت منه، بل يجب ألا تعطيه هذا الشىء إلا عندما ينظر فى وجهك وكذلك تشجعه على النظر في وجه من يتحدث معه وبالنسبة للأطفال الذين توجد لديهم القدرة على الكلام فيجب أن نشجعه على الكلام حتى يحصل على ما يريد.

ثالثا: محاولة تقريب ودمج الطفل مع أقرانه: يميل الأطفال التوحدين إلى التعامل مع الكبار والاتصال بهم ويكون تعاملهم مع الكبار أسهل من تعاملهم مع الأطفال الصغار وقد يرجع هذا إلى تفهم الكبار للطفل التوحدي أو نتيجة لتعوده عليهم أو ربما لأنهم يحاولون تطويع أنفسهم لخدمته ولذلك علينا تقريب الطفل التوحدي من الأطفال الآخرين ونعلمه كيف يلعب ويتفاعل معهم.

رابعا: شغل الطفل عن الحركات النمطية: إن أغلب الأطفال التوحديين لديهم حركات نمطية مبتكرة يفعلونها ليل ونهار وينزعجون حينما تنهاهم عن فعلها أوتحاول وقفها ولذلك علينا أن ننهاهم عنها ليس بالكلام أو بأمرهم بالتوقف عنها أو محاولة وقفها عنوة أو معاقبتهم عند فعلها وإنما ننهاهم عنها ونمنعها بأن نشغلهم دائما ولا نتركهم مع أنفسهم يكررون هذه الحركات والأفعال النمطية.

خامسا: تنمية الثقة بالنفس والاستقلالية: يعاني الطفل التوحدي من فقدان الثقة وغياب المبادرة، ولذلك ينبغي أن نشجعه على فعل كل شيء بنفسه.

وعلينا أن ننتبه إلى عدم زجره أو الصراخ فى وجهه حينما لا يفعل ما نطلبه منه بشكل صحيح أو حينما يفعل شيئا خاطئا من تلقاء نفسه لأن ذلك من شأنه أن يزيد من فقدان الثقة والاستقلالية لديه، ويجب علينا ألا نعوده على الاعتماد على الآخرين بل نعوده على الاستقلالية والاعتماد على ذاته والذى سيتحقق من خلال عدم تلبية كل ما يطلبه الطفل دون أن يبذل أي جهد.

سادسا: تدريب الطفل على الدفاع عن نفسه: الطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع في الغالب الدفاع عن نفسه ولايستطيع التعرف على مصدر الخطر حتى أنه لا يستطيع أن يسترد ما أخذ منه ولو كان طعامه وهذا الأمر يحزن الكثيرين من أسر الأطفال التوحديين، ولذلك فمن المهم أن ندربه على كيفية رد العدوان وكيفية الهروب من مصدر الخطر وكيف يدافع عن نفسه وكيف يتعامل مع ما يعترض طريقه.

سابعا: التدريب على اللعب: أثبتت الأبحاث والدراسات أن للعب دورا مهما فى النمو فهو أسلوب وطريقة لتفريغ الانفعالات وعلاج الاضطرابات الانفعالية. ولما كان للعب هذه الأهمية في حياة الإنسان فكان من المهم أن ندرب الطفل التوحدي على اللعب وكيفية الاستمتاع به ومشاركة الآخرين فى اللعب، وبعض الأطفال التوحديين يفضلون الألعاب التركيبية والميكانيكية وتنظيم الألعاب فى صفوف وأشكال منظمة وعلينا استغلال هذا في تدريبهم وتعلمهم لإحداث مزيد من التقدم.

ثامنا: توحيد طرق التعامل: قد لا يحدث تقدم فى حالة الطفل التوحدي رغم اتباعنا لمعظم المبادىء النصائح السابق ذكرها ويرجع عادة السبب فى كثير من الأحيان إلى أن أسلوب التعامل فى البيت يختلف عن أسلوب التعامل فى المدرسة أو المركز أو المؤسسة التى يوجد بها، لذلك يجب أن يكون الأسلوب الذى نتعامل به مع الطفل التوحدي أسلوبا واحدا فى كل مكان يوجد به الطفل.

تاسعا: التأكد من فهم الطفل لما نطلبه منه وقدرته على النجاح فيه: عندما نطلب من الطفل مهمة ما أو فعل أي نشاط فعلينا أولا أن نتأكد من مدى فهم الطفل لنا ولما نطلبه منه لأنه أحيانا يكون رفض الطفل أو إبداؤه للمقاومة عند التدريب لا يرجع إلى عدم رغبته فى التعاون مع معلمه أو والده أو لمجرد الرفض وإنما قد يرجع ذلك إلى عدم فهمه لما نطلبه منه.

عاشرا: تدريب الطفل على تقبل التغيير: إذا أردنا أن نبعد الروتين فى التعامل مع الطفل التوحدي فينبغي علينا أن نؤهل الطفل للتعامل مع التغيير وتقبله فعلينا أن نجعل الطفل يعرف أن عليه أن يتعامل مع الواقع كما هو وليس كما يجب أن يكون الواقع وعلينا أن نشرح ونوضح له ماذا سنفعل قبل قيامنا به ولذلك يجب أن نبدأ بالتغيرات البسيطة في البداية ثم بعد ذلك بالتغيرات الكبيرة.