النظام الصحي الصيني ليس مستعداً لتفش جديد لكوفيد-19

  • أصبح نظام الرعاية الصحية في الصين أكثر توترا مما كان عليه في البداية
  • كان نظام الرعاية الصحية الصيني متعثرا تماما، حيث وضع كل قواه البشرية وتمويله ودعمه في الوقاية من كوفيد والسيطرة عليه

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” إن الأطقم الطبية في الصين حذرت الرئيس الصيني شي جين بينغ من أن نظام الرعاية الصحي للبلاد “ليس مستعدا” للتعامل مع أي تفشي ضخم لكوفيد-19 في حال الخروج من اجراءات الاحترازية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التحذير سُلّم للزعيم الصيني من قبل عشرات المهنيين الصحيين بما في ذلك أطباء وممرضات ومسؤولو صحة حكوميون محليون.

ولم تورد الصحيفة عن طريقة تسليم الكوادر الطبية الصينية التحذير للرئيس الصيني، لكنها قالت إنها قابلت عددا منهم هذا الشهر.

وقال أحد الأطباء بمستشفى عام في “ووهان” وسط الصين التي كانت بداية لوباء كوفيد، “من المحتمل أن يصاب النظام الطبي بالشلل عند مواجهة حالات جماعية”.

وبعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على الوباء، أصبح نظام الرعاية الصحية في الصين أكثر توترا مما كان عليه في البداية، حيث تم إعادة توجيه التمويل الضئيل والموظفين والموارد الطبية نحو مكافحة الأوبئة بدلا من الاستعدادات لعلاج الفئات الأكثر ضعفا.

أطباء صينيون يحذرون الرئيس الصيني

 

وقال مسؤول صحي بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين: “على مدى السنوات القليلة الماضية، كان نظام الرعاية الصحية الصيني متعثرا تماما، حيث وضع كل قواه البشرية وتمويله ودعمه في الوقاية من كوفيد والسيطرة عليه”.

وتطبق الصين سياسة صارمة تعرف بـ “صفر كوفيد” التي تتضمن إغلاق كامل للمدن والضواحي السكنية، بالإضافة إلى متطلبات الحجر الصحي الصارمة وفرض فحوصات جماعية يومية على السكان، حتى مع خروج أغلب دول العالم من تلك المتطلبات التي فرضت في بدايات انتشار المرض.

في حين نجحت هذه السياسة بإيقاف تفشي المرض، إلا أنها فاقمت المشاكل في نظام الرعاية الصحية وتركت شريحة كبيرة من السكان خائفة بشدة من الفيروس التاجي.

في الأسبوع الماضي، خففت بكين متطلبات الحجر الصحي للمخالطين المقربين والمسافرين الدوليين، مما يبعث على الأمل بتخفيف أوسع لسياسية “صفر كوفيد”.

 

أطباء صينيون يحذرون الرئيس الصيني

ممرضين في الصين يقومون بجولات لفحص المدنيين.(رويترز)

وقال الخبراء إن السياسة تعني أن الصين فشلت في إعطاء الأولوية لبناء دفاعات قوية لتفشي المرض على نطاق واسع، وبدلا من ذلك ركزت مواردها على الاحتواء.

وفي قلب المشكلة التي أوجدتها بكين لنفسها هو ما يراه الكثيرون على أنه “موجة خروج” حتمية، وهي زيادة سريعة في الإصابات مع قيام البلاد بإلغاء قيودها الصارمة ضد الوباء، بحسب الصحيفة.

وصلت أعداد الحالات الرسمية لمرضى كوفيد-19 في الصين إلى أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر، بما في ذلك عدد قياسي من الإصابات في العاصمة بكين ومركز التصنيع جنوب مدينة قوانغتشو.

ومما يزيد الوضع سوءا هو عدم إقبال المسنين على التطعيم ضد فيروس كورونا، حيث حصل 40 بالمئة فقط من كبار السن الذين تجاوزا 80 عاما على 3 جرعات من اللقاح.

وقال عالم الفيروسات بجامعة هونغ كونغ، جين دونغ يان، إن المستشفيات الصينية قد تغمر بتدفق المرضى المسنين غير المحصنين إذا كان هناك تفشي واسع النطاق للفيروس.