أخبار الآن| النجف – العراق ( REUTERS )

منذ أربعة أشهر، يستعد طبيب عراقي في كل يوم لمعركة جديدة لإنقاذ الأرواح من مخالب المرض.

ويخفي الطبيب العراقي علي موسى الحسني جسده تحت طبقات متراكمة من الملابس، ويضع على وجهه درعا للحماية، ويتنقل بين الأسرة وسط مرضى كوفيد-19 في مستشفى الحكيم بمدينة النجف.

عندما ظهر فيروس كورونا المستجد في العراق، كان هذا الطبيب واحدا من ثلاثة فقط تطوعوا للعمل في جناح العزل.

على رغم من مخاوفه الأولي، أدرك بسرعة أهمية العمل وحجم المساعدة التي يقدمها لإنقاذ الأرواح، فبدأت مخاوفه تتلاشى يوما بعد يوم.

وأوضح الحسني أن التحدي الأكبر الذي يواجهه في المستشفى هو النقص الذي يحدث بين الحين والآخر في المعدات الطبية، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي والبلازما والأدوية.

أما الصعاب الأخرى فذات طبيعة نفسية، إذ أن بعض المرضى يرفضون من الأساس فكرة إصابتهم بالفيروس، حتى مع تفاقم أوضاعهم الصحية لدرجة أن منهم من يرفضون العلاج تماما.

كما يواجه الحسني تحديات في حياته الخاصة.

يقول إنه لم يعانق أطفاله منذ أسابيع، فيما يسكن القلق قلب زوجته من احتمال أن يعود لهم في يوم من الأيام حاملا الفيروس من العمل إلى البيت.

ورغم كل هذه الصعاب، يتمسك الطبيب البالغ من العمر 46 عاما بالأمل ويصر على مواصلة معركة إنقاذ الأرواح من براثن المرض.

وأودت الجائحة حتى الآن بحياة 1839 شخصا من بين 47151 إصابة في العراق، بحسب الإحصاءات الرسمية للسلطات الصحية العراقية يوم الاثنين (29 يونيو حزيران).

ويشعر الطبيب بالامتنان للقدر عندما يتعافى مريض أو تتحسن حالته الصحية. لكنه يتألم إذا حدث العكس.

 

مصدر الصورة : ( REUTERS )

 

للمزيد : 

أطباء العراق بين مطرقة كورونا وسندان قلة المعدات الطبية