أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميريلاند، ونشرت في مجلة علم الأحياء الحالي إلى أنه “من الصعب جسدياً، الانتباه والتركيز مع أكثر من شخص يتحدثون في وقتٍ واحد”، لافتةً إلى أنه “في الظروف العادية يمكن للناس التعرف على الأصوات ككلمات بسرعة البرق، في حوالي عشر الثانية، لكن معالجة الكلمات تكون مقيدة في الدماغ، بناء على قراءات من ماسح MEG“.

وأتت نتيجة الدراسة بعد مسح أدمغة 28 فرداً شاركوا في سيناريو “حفلات الكوكتيل”، وهم يستمعون إلى مجموعة من المتحدثين. وتقدّم النتائج تفسيراً لسبب صعوبة التركيز في محادثة يجريها أحد أفراد العائلة، عندما يكون التلفاز قيد التشغيل، أو متابعة ما يقوله شخص ما في غرفة مزدحمة. وبحسب الدراسة، فإنّ الدماغ يتطلب الكثير من الجهد لالتقاط الصوت، ثمّ قوائم الكلمات المحتملة لفهم ما يقال. ويحدث هذا في القشرة السمعية التي تعالج الأصوات.

وخلال اختبارهم، طلب الباحثون من المشاركين الاستماع إلى فصلين مختلفين من تاريخ الطفل في إنجلترا بقلم تشارلز ديكنز، قرأهما رجل وامرأة. وبعد ذلك، تم مسح النشاط المغناطيسي للأدمغة خلال تجربة “حفل الكوكتيل”، والتي تم فيها تشغيل الصوتين المسجلين في وقت واحد. وبعد تحليلها، كشفت فحوصات المشاركين في الدراسة، أنه لا يمكن تحويل هذه الأنماط الصوتية إلى كلمات، لأكثر من متحدث واحد.

فبالنّسبة للمتحدث الأول، فقد أظهر المستمعون نشاطاً في القشرة السمعية التي تلتقط الأصوات، قبل أن يتحرك نشاط الدماغ بمقدار بوصة تقريباً نحو المناطق اللغوية، لفك الكلمات.

أمّا بالنسبة للمتحدث الثاني، الذي حاول المشاركون تجاهله وفقاً للمطلوب، فإن هذا التحول لم يحدث. ويعتقد الباحثون أن الناس كانوا قادرين فقط على الحصول على أنماط صوتية من خطاب ذلك الشخص، ولم يتمكنوا من معالجتها ككلمات.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور كريستيان برودبيك، المعد الرئيس للدراسة من معهد أبحاث النظم بجامعة ميريلاند: “نعتقد أنه خلال إدراك الكلام، فإن دماغنا يعالج المطابقة بين إشارة الكلام الواردة والعديد من الكلمات المختلفة، في الوقت نفسه”. ولفت إلى أنه “بطريقة مختلفة، تتنافس الكلمات على الاعتراف بها. ويمكن أن تتضمن هذه الآلية موارد ذهنية يمكنها فقط معالجة إشارة الكلام في كل مرة، ما يجعل من المستحيل الاستماع إلى أكثر من متحدث واحد في الوقت نفسه”.

مصدر الصورة: PicBon

للمزيد: 

ما لا تعرفونه عن “توتر” المساء.. دراسة تكشف التفاصيل