أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

وفقاً لشبكة تأمين وزرع الأعضاء "OPTN"، فإنه يتم كل عشر دقائق إضافة أحد الأشخاص إلى قائمة الانتظار الوطنية لزرع الأعضاء، وهذا ما يعني إضافة 144 شخصاً جديداً كل يوم إلى هذه القائمة التي تحوي بالفعل أكثر من 100 ألف اسم.

اقرأ أيضا: تعرف على فوائد الليمون المغلي المدهشة الصحية والعلاجية

ويأمل جميع هؤلاء الأشخاص أن يكون اليوم هو الذي سيتم فيه إنقاذ حياتهم. ولحسن حظ البعض، فإن ذلك يتحقق، ولكن 22 شخصاً وسطياً يفقدون حياتهم كل عام خلال انتظارهم للحصول على الأعضاء المتوافقة. وبكل بساطة، فإن الفجوة بين طلب الأعضاء وتأمينها واسعة جداً.

ومع ذلك، فيمكن لإحدى التقنيات الجديدة أن تغيّر من ذلك.

والتقدم في مجال الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، يجعل من إعداد الأعضاء التي نحتاجها للزرع أمراً ممكناً. إذ تُرسل الخلايا الجذعية المأخوذة من جسم المريض إلى المختبر، حيث يمكن زرعها لتصبح النوع المطلوب من الأعضاء. بعد ذلك يمكن للطابعة الحيوية أن تقوم بإجراء العملية شديدة الدقة لطباعة العضو باستخدام هذه الخلايا، ثم يتم وضعها في حاضنة حتى تنضج. وبمجرد أن يصبح العضو جاهزاً، فإن المريض يحصل على عضو وظيفي بشكل كامل، لن يستطيع الجسم رفضه.

ويذكر أن هناك خطوات كبيرة قد اتخذت في هذا المجال الجديد نسبياً. حيث قام الباحثون هذا العام بتطوير أول نسيج كبدي وظيفي بالطباعة ثلاثية الأبعاد، كما قاموا بطباعة قلب صغير على رقاقة. وقد قامت فرق الباحثين بالطباعة الحيوية للجلد والغضاريف والعظام والغدد و"الأدمغة المصغرة"، وغير ذلك. وعلى ما يبدو فإن كل جزء من أجزاء جسم الإنسان كان موضوعاً لإحدى دراسات الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد الناجحة.

الكثير من العقبات

للأسف، فإن العوائق التي تحول دون اعتماد الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد على نطاق واسع هي كثيرة.

حيث يمكن لزرع الأعضاء التعويضية أن يكون صعباً للغاية، وخاصة فيما يتعلق بالتعقيدات التقنية المرتبطة بطباعة الأعضاء الصلبة مثل الكلى والقلب والرئتين. ويجب أن يتم استثمار الوقت والمال لإجراء التجارب، ودراسة المخاطر طويلة الأمد للتوافق، والحصول على الموافقة من المجالس التنظيمية.

ولعل إحدى أكبر العقبات هو عدم الوصول إلى النماذج الرقمية من الأعضاء المستهدفة. وتعدّ هذه النماذج ضرورية لضمان كون المنتج النهائي دقيقاً بشكل علمي وقابلاً للتطبيق طبياً، ولحسن الحظ فإن موقع ثري دي برينت إكستشينج يعمل على تغيير ذلك.

ويوفّر الموقع – الذي تشرف عليه المعاهد الوطنية للصحة "NIH" – منصة مفتوحة وتفاعلية، حيث يمكن للمستخدمين تصفح وتحميل وتبادل ملفات الطباعة ثلاثية الأبعاد الطبية الحيوية ودروس النماذج والمواد التعليمية. ونأمل بأن جعل هذه المعلومات الأساسية متاحةً على نطاق واسع من شأنه أن يشجع على اعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد لأغراض البحث العلمي.

عموماً، فإن فوائد الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد تفوق بكثير أي عوائق لاعتمادها، ويجري بالفعل تحقيق تقدم على عدة أصعدة. حيث إن التكلفة آخذة في التناقص، مما يسمح للمزيد من المؤسسات الطبية باستكشاف الإمكانيات التي توفرها الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد. جنباً إلى جنب مع سهولة الوصول إلى الأبحاث من خلال بعض المبادرات مثل موقع ثري دي برينت إكستشينج، فإن ذلك من شأنه أن يجعل هذه التكنولوجيا أكثر سهولة في المستقبل، الأمر الذي نأمل أن يمكّننا عما قريب من القول بأن كل من يحتاج إلى أحد الأعضاء، يمكنه أن يحصل عليه.

اقرأ أيضا:

داء الانسداد الرئوي المزمن مرض يتقدم بشكل خفي لكنه فتاك
العلماء استطاعوا حل لغز العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء و السرطان