أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رنا عفيفي)

من المشروبات الأكثر شهرة على مستوى العالم، أبحاث كثيرة أجريت على القهوة لمعرفة التأثير الذي تحدثه هذه الحبوب بالجسم و العقل البشري على المدى الطويل. جمعنا لكم هنا ما إستنتجه الدراسات الحديثة من حقائق عن القهوة.

1- شرب القهوة يوميا يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد

بالإضافة إلى أهميتها في الإعانة على الانتباه في الصباح، كشفت دراسة أميركية جديدة تمت على مدى عشر سنوات أن تناول أربعة أكواب من القهوة يوميا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 20%.

يُشار إلى أن سرطان الجلد، المعروف باسم الميلانوما، سببه الرئيسي هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية سواء من أشعة الشمس الطبيعية أو الضوء الصناعي المستخدم في أجهزة اسمرار البشرة.

ولكن قبل المسارعة لتناول كوب قهوة آخر، نبهت الدراسة إلى أن الأمر يحتاج إلى المزيد من التحقيق، ويُذكر أيضا أنه في الوقت الذي قد يساعد فيه الكافيين على الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة فإن الخدمات الصحية البريطانية تحذر من الإفراط في تناوله لأنه يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم.

2- القهوة تحسن الذاكرة

أشارت دراسة جديدة إلى إن القهوة (الخالية من الكافيين) يمكن أن تحسن ذاكرة الذين يعانون من أمراض المخ أو النسيان المتعلق بالشيخوخة وربما تمنع تلك الأعراض من الظهور أصلا.

واختبر هؤلاء الباحثون نظريتهم بتقديم مكمل غذائي بنفس خواص القهوة الخالية من الكافيين لفئران تجارب مصابة بالسكري من النوع الثاني.

ومن المعروف أن المرض يخفض مستويات الجليكوز في المخ مما يسبب تلفا في الذاكرة ووظائف المخ الأخرى، وبعد خمسة أشهر من العلاج أعطي الفئران المكمل المذكور فظهرت عليهم علامات ارتفاع مستويات الجليكوز.

وأضاف أن هذا هو أول دليل يبين الفوائد المحتملة لتحضيرات القهوة الخالية من الكافيين في منع ومعالجة التدهور الإدراكي الذي يسببه السكري من النوع الثاني أو الشيخوخة أو الاضطرابات العصبية التنكسية.

3- أفضل وقت لشرب القهوة (العاشرة و النصف صباحا)

نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن علماء أعصاب أميركيين توصلوا إلى أن تأجيل احتساء فنجان من القهوة القوية حتى وقت متأخر من الصباح هو أفضل طريقة لبداية اليوم بنشاط وهمة، وليس في الصباح الباكر كما يفعل كثير من الناس.

ويرى العلماء أن أنسب وقت لتنشيط الذهن بالكافيين يوميا هو في المتوسط بين الساعة 9.30 و11.30 صباحا، نظرا لطريقة تفاعل الكافيين مع هرمون الكورتيزول الذي يساعد على تنظيم الساعة الداخلية للجسم وتعزيز الانتباه.

يُُذكر أن مستويات الكورتيزول تكون مرتفعة بطريقة طبيعية بعد الاستيقاظ مباشرة، ويمكن أن تظل كذلك لنحو ساعة، حيث يكون متوسط الذروة بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا.

ويقول العلماء إن شرب القهوة عندما تكون مستويات هذا الهرمون مرتفعة يمكن أن يجعل الشخص يطور تحملا للكافيين الذي بالقهوة، وهو ما يعني أنه يحتاج في كثير من الأحيان إلى جرعة إضافية في فنجان الصباح للحصول على نفس التأثير.

ومن المعلوم طبيا أن الكورتيزول، الذي يُنتج بمستويات عالية بأوقات التوتر، يساعد في تحويل مخزونات الطاقة إلى غلوكوز السكر كي يمكن استخدامه بخلايا الجسم. ومن ثم فإن دفعة من إطلاق الطاقة بالصباح تؤدي إلى زيادة الانتباه لكنها تزيد أيضا الإحساس بالجوع.

كما وجد العلماء أن الكورتيزول مسؤول أيضا عن مزامنة الإيقاعات الداخلية اليومية التي تعمل بالجسم.

واكتشف علماء آخرون أن شرب القهوة في فترة ما بعد الظهيرة يمكن أن يساعد في تعويض التفاوت في الانتباه الذي يحدث بعد وجبة غداء دسمة.

وقد كشفت دراسات حديثة أن العلماء هم أثقل شاربي القهوة من جميع المهن الأخرى، يليهم من يعملون بالتسويق والعلاقات العامة. بينما يأتي المحررون والكتاب بالترتيب الرابع بعد العاملين بمجال التعليم.

4- القهوة تقاوم سرطان المريء

كشف باحثون عن اضطلاع القهوة بدور مهم في الوقاية من سرطان المريء، وذلك في دراسة نشرتها مؤخرا مجلة التغذية والسرطان.

وأجرى فريق بحثي من جامعة زيهانغ في الصين تحليلا ميتا، وهو من الطرق الإحصائية التي تستخدم لدراسة عدد كبير من الأبحاث المختلفة، وراجعوا بيانات 24 دراسة شملت ما مجموعه 7376 شخصا.

ويعد استهلاك الكحول والتدخين والغذاء غير الصحي عوامل أساسية تزيد احتمالات الإصابة بالمرض. ومع أن سرطان المريء من الأورام النادرة النسبية فإن التعامل معه صعب، الأمر الذي يتطلب التركيز على إستراتيجيات الوقاية.

وتحتوي الكثير من الأطعمة والمشروبات على مركبات طبيعية ومضادات أكسدة تكافح نمو وانتشار الخلايا السرطانية، وقد تشكل مفتاحا في الحماية من الإصابة بالسرطان.

وكشفت النتائج انخفاض معدل الإصابة بسرطان المريء لدى من يواظبون على شرب القهوة والشاي الأخضر، بينما لم يجد الباحثون مثل هذا الدور للشاي الأسود.

الإعتدال

القهوة بطبيعتها مشروب مرّ، ولكن قد يكون حب الناس لها راجعا إلى اعتيادهم لطعمها والتأثير الذي يتركه الكافيين بالجسم، بالإضافة للجو الذي يرتبط بها كلقاء الأهل والأصدقاء وتبادل الحديث، أو الجلوس بعزلة والتأمل والكتابة مع فنجان قهوة عبقه يملأ الغرفة. وتختلف كمية الكافيين بالمشروب تبعا لنوعه وطريقة تحضيره.

ويوصي كثير من الأطباء بألا يتجاوز تناول الشخص اليومي من الكافيين مائة إلى مائتي ملليغرام، وقد يختلف تأثير الكافيين وفق طبيعة الشخص وجسمه ودرجة تعوده عليه.