أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (مونت كارلو الدولية)

نعرف أهمية النومٍ الهادئ لمدة 7 أو 8 ساعات يومياً، لكي نتمتع بالنشاط والحيوية في اليوم التالي. ونعرف أيضاً أن قلة النوم والأرق يسببان مشاكل كثيرة مثل قلة التركيز في النهار والعصبية والنعاس والنسيان…ولكن من أين تأتي أهمية النوم للدماغ؟.

أثبتت الأبحاث الجديدة عن تأثير النوم على الإنسان، أن عملية النوم لا تقتصر على الاسترخاء والراحة بعد يوم العمل، وإنما يبدأ الدماغ بالعمل بطريقة مختلفة عن النهار، كما ورد في مجلة "التايم" الإنكليزية في عددها الأخير.

أثناء الليل، تهبّ مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ التي تعمل بتناغم تام وتبدأ بإرسال إشارات كهربائية تُشغل بها الدماغ بشكل لطيف مهدّىء يشبه التنويم المغناطيسي. وتقضي هذه العملية بقيام الخلايا العصبية بإجراء مسح شامل للمعلومات التي شُحن بها الدماغ أثناء النهار بسرعة فائقة.

ويبدأ الدماغ بالتأكد من وجود المكوّنات الحيوية والهرمونات والأنزيمات والبروتينات الضرورية له. في هذه الأثناء، تقوم الخلايا العصبية بعملية تنظيف واسعة تمسح بها كل البقايا السامة التي لا يحتاجها الدماغ، والتي بإمكانها التسبب بمشاكل صحية كثيرة في حال تكدّسها في الدماغ.

يقول الباحثون الذين بدؤوا يتعرّفون أكثر على طبيعة عمل الدماغ أثناء النوم، أنّ له مفعول يضاهي أي عقار آخر لتحسين الصحة البدنية والعقلية. بالإضافة إلى الشعور بالراحة والنشاط والقدرة على التركيز. كما يمكن لساعات النوم اليومية أن تعالج مشكلة البدانة وذلك عبر تفعيل الجهاز المسؤول عن عملية حرق الدهون.

بالتالي، يساعد النوم الجيد على تحسين صحتنا ويجعلنا أقل عرضة للإصابة بداء السكّري من النوع الثاني، وأكثر مناعة ضد الاكتئاب والقلق، وبإمكانه أيضاً أن يخفف من نسبة الإصابة بمرض الألزايمر وداء ترقق العظام والسرطان، بحسب مجلة "التايم".

في عصرنا الحالي، يبرز توجه ضار يقضي بتقليص عدد ساعات النوم بسبب ظروف العمل، أضف إلى ذلك أن العمل أمام شاشات الكومبيوتر واستخدام شاشات أجهزة عديدة أخرى، هي عوامل محفّزة للدماغ تؤدي في النهاية إلى مشكلة الأرق وما ينتج عنها من أضرار صحية جسيمة.

ويقول الخبراء في مجال الصحة أن الأوقات الوحيدة التي يستطيع الدماغ أن يلتقط فيها أنفاسه هي أوقات النوم، وإلا فإنه سيغرق بالرواسب البيولوجية التي تعلق فيه من الجذور الحرة السامة التي تولدها الخلايا المُتلفَة.

هذه البحوث تكشف أن عملية النوم الصحيح ضرورة ملحة وليست عملية اختيارية وثانوية، وهي تؤكد بذلك ما نعرفه بالفطرة عن موضوع النوم.