منشورات تزعم أن أقدم قبر في التاريخ موجود في مصر

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات تزعم أن أقدم قبر مكتشف في العالم يقع في مصر، وهو قبر أوزيريس.

لكن ما يدعيه المنشور لا أساس له من الصحة بحسب خبراء آثار استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم، إذ أن أوزيريس، شخصية أسطورية غير موجودة تاريخياً.

وجاء في المنشور الذي حقق مئات التفاعلات على موقع فيسبوك، أن قبر الإله المصري القديم “أوزيريس”، هو “أقدم قبر في التاريخ”. ووصف المنشور القبر بأنه “مزيّن بكتابات سريّة تحمل رسائل عن الحياة والموت”، وأنه يقع في معبد “أوزيريون”.

هل يوجد أقدم قبر في التاريخ في مصر؟

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر 2023 عن موقع فيسبوك

وينفي الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتّش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون صحّة كل ما جاء في المنشور.

“محاولة لاختراع قصص وهميّة”

ويؤكّد لفرانس برس أنّ معبد “أوزيريون”، لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس من الأساس، لأنّه في الأصل شخصيّة أسطورية، ويكمل أن اسم المعبد مشتق من اسم هذا الإله وربّما لهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد.

ويلفت أحمد إبراهيم إلى أن المنشور “محاولة أخرى لاختراع قصص وهميّة عن التاريخ المصري وصياغتها بطريقة جذّابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات”.

وأضاف “بصفة عامة لا يوجد باحث أو عالم حقيقي يستخدم صيغة أفعل التفضيل، فلا يمكن الجزم بأن اكتشافاً بعينه هو الأقدم تاريخيًا، لأن البحث والاكتشاف عمليّة مستمرّة”.

شخصيّة أسطوريّة

يتفق الباحث الأثري محمد حميد درويش، وهو كذلك مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة (مقرّه القاهرة)، مع ما قاله أحمد إبراهيم ويصف ما جاء في المنشور بأنه “أكاذيب”.

ويقول محمد درويش لفرانس برس “لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة، فكيف يكون له قبر؟”.

ويكمل أن “المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة”.

فالأسطورة المصريّة القديمة تقول إن أوزيريس هو أول ملك مصريّ حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر. وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.

وتضيف الأسطورة أن إيزيس وأوزيريس أنجبا بعد ذلك ولدهما حورس، الذي نجح في استرداد عرش أبيه والانتقام من عمّه.

ويشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته ابن أوزيريس، وحين يموت يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر.