اللغة العربية بارزة في دولة بعيدة عن الشرق الأوسط.. كيف ذلك؟

  • اللغة المالديفية هي أكثر اللغات تأثراً باللغة العربية
  • أكثر من 25% من مفردات تلك اللغة مأخوذة من اللغة العربية
  • قواعد اللغة المالديفية منذ نشأتها الأولى كانت متأثرة تأثراً واضحاً بمصطلحات النحو العربي

تعدّ اللغة المالديفية التي يتحدث بها أهل جمهورية المالديف و تسمى (دِيفِيهي) من أكثر اللغات تأثراً باللغة العربية، إذ أن أكثر من 25% من مفرداتها مأخوذة من اللغة العربية، وكان الشعراء، و الأدباء قديماً، وما زالوا، يكثرون من استخدام الكلمات العربية في إنتاجاتهم الأدبية، الأمر الذي يُكسب تعبيرهم جمالاً وروعة ورصانة.

ومع هذا، فإن قواعد اللغة المالديفية منذ نشأتها الأولى كانت متأثرة تأثراً واضحاً بمصطلحات النحو العربي لفظاً و معنى. أما الأمر الأبرز، فهو أنّ الكلمات العربية كانت تكتب في الكتابات المالديفية بالحروف العربية نفسها، وليس بالحروف الديفيهية المحلية مما يُلزم الطفل المالديفي المبتدئ تعلم و استيعاب الهجاء العربي و المالديفي في آن واحد.

وشبّه الأديب والكاتب المالديفي قاضي قضاة المالديف الشيخ الراحل محمد جميل وجود المفردات العربية وسط الحروف المالديفية بالنجوم اللامعة التي تزين صفحة السماء الزرقاء.

و قال أول رئيس لجمهورية المالديف الرئيس الراحل محمد أمين في هذا الصدد: “عند مسيس الحاجة الى استخدام كلمة اجنبية في اللغة الديفهية او استعارتها من لغة أخرى يجب تفضيل الكلمة العربية التي تؤدي المعنى المراد على غيرها من الكلمات غير العربية من اللغات الأجنبية، ولا ينبغي إيثار كلمة من لغة أخرى إلا في حالة عدم توفر كلمة عربية تفيد المعنى المراد. ولو آثرتَ لغة اخرى على اللغة العربيّة في حالة كهذه فتلك جناية على اللغة الديفهية، لأن اللغة العربيّة هي أقرب اللغات إلى طبيعة اللغة الديفهية من جميع النواحي اللغوية”.

وكانت اللغة الديفيهية تكتب من اليسار إلى اليمين مثل اللغات المجاورة الناشئة من اللغة السنسكريتية؛ اللّغة الهندية القديمة. إلا أنه بعد دخول الإسلام في المالديف، و بعد التعرف على اللغة العربيّة صارت تكتب من اليمين إلى اليسار تشبهاً وتأثراً باللغة العربية.

أما أوزان الشعر المالديفي فهي في غالبيتها مأخوذة من الأوزان الخليلية المعروفة في علم العروض، وفق ما ذكر موقع “maaldif“.