”هاشتات“.. برنامج يُساعد الطلاب الأردنيين على اختيار تخصصهم الجامعي بطريقة عملية

 

كثيراً ما يُعاني الطلاب من صعوبة اختيار الاختصاص الجامعي الذي يُناسبهم، ولحل هذه المعضلة، إنطلق برنامج هاشتات Hashtat في الأردن عام 2014، الذي يسعى إلى استخدام بيئة جامعية افتراضية لمساعدة تلاميذ وطلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عامًا على التعرف على المجالات والتخصصات الأكاديمية بطريقة عملية.

تمكن البرنامج من مساعدة ألفي طالب وطالبة على اختيار تخصصهم الجامعي في الأردن على مدى السنوات الست الماضية، وفقاً لـ “الفنار للإعلام“.

يعود اختيار اسم هاشتات لكونه مشتق من هاشتاغ Hashtag، وهي وسيلة تُستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي للقول بأننا “نتطلع إلى تطوير برامجنا للمستقبل دائمًا وتات”هي اختصار لـ “المواهب والموهوبين” بالإنكليزية.

قالت هبة العواملة، مؤسسة البرنامج وخريجة علوم الكمبيوتر إن فكرة هاشتات ولدت من تجربتها الشخصية المؤلمة لاختيار تخصص جامعي.

أضافت :أردتُ دراسة الهندسة واكتشفت أن هناك 19 تخصصًا وكان عليّ أن اختار أحدها, لكن لم يكن هناك من يساعدني”.

استغرق الأمر عامين لبناء الاستراتيجية وتطويرها. كانت البداية مع 15 طالبًا لمعرفة ما إذا كانوا قادرين على استخدام البرنامج بسهولة.

قالت العواملة “في عام 2016، كان لدينا برنامج مطور بالكامل تضمن 24 تخصصًا، بما في ذلك الهندسة والطب والإدارة المالية والمحاسبة والتصميم الداخلي. ينتهي الأمر بترشيح 4-5 تخصصات تناسب احتياجات الطلاب”.

أضافت “حتى الآن استفاد أكثر من 2,000 طالب (تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا) من هذا البرنامج الذي يتيح لهم معرفة المزيد عن المجالات المهنية التي يهتمون بها وبالتالي بناء مستقبلهم الخاص”.

باستخدام بيئة جامعية افتراضية.. برنامج ”هاشتات“ يُساعد الطلاب الأردنيين على اختيار تخصصهم الجامعي

صورة تُظهر مجموعة من الطلاب الأردنيين في برنامج هاشتات. المصدر: الفنار للإعلام

تكلفة البرنامج وأهميته

البرنامج لا يحظى باعتراف رسمي من قبل وزارة التربية والتعليم الأردنية، لذا فإنه يستهدف المدارس الخاصة لا الحكومية بتكلفة 350 دولاراً لكل طالب.

مدة برنامج الجامعة المُصغرة هو 15 يومًا خلال العطلة الصيفية ، مؤلف من جلستين لمدة ساعة ونصف في اليوم، ويحصل المشاركون على شهادة، وهو يعتمد على الخبرة العملية.

كما تُعتبر هذه الشهادة التي يمنحها البرنامج ميزة إضافية، خاصة للطلاب الذين يتقدمون إلى جامعة بالخارج تطلب منهم إثبات القيام بأنشطة مرادفة ، بحسب العواملة.

قبل انتشار فيروس كوفيد-19، عقد هاشتات ورش عمل في المدارس ونظم رحلات ميدانية إلى الجامعات، كما طلبت أكثر من 20 مدرسة من هاشتات تقديم خدماته لها.

إلا ان فيروس كورونا أثر سلباً على المشروع ، حيث سجّل الأردن أكثر من 645,000 حالة إصابة بالمرض وتوفي ما لا يقل عن 7,383 شخصًا جراء الوباء.

قالت العواملة “على سبيل المثال، إذا أراد الطلاب تجربة طب الأسنان، فعليهم محاولة حمل أدوات طبيب الأسنان ولا يمكن إجراء ذلك عبر الإنترنت. كان من الصعب علينا تحويل برامجنا إلى تجربة عبر الإنترنت، لكننا نجحنا في إجراء نوع من التجربة من خلال مطالبة الطلاب بالتجربة في المنزل باستخدام أدوات مشابهة لما يحتاجون إليه على سبيل المثال لفحص أسنان أفراد أسرهم”.

برنامج “هاشتات” يوفر فرص عمل للطلاب

تؤكد العواملة أن العديد من الجامعات شجعت على انتشار الفكرة من خلال قنوات غير رسمية والسبب في ذلك يعود إلى أن البرنامج يوفر فرص عمل لطلابهم، حيث يوظف الخريجين الجدد من الجامعات ويدربهم بهدف تزويد طلاب المدارس بالخبرة التي يحتاجون إليها.

قالت العواملة “يتجه الشباب أكثر نحو الجانب الشبابي ويسعدنا استخدام مثل هذه الاستراتيجية”.

وأضافت شعارنا هو “شغفك رحلتنا” حيث نؤكد على أهمية تمكين الطالب من اتباع المسار الذي يحبه والمُمكن يكون أيضًا على أرض الواقع.

وتابعت نعتقد أنه ليس من المناسب الاكتفاء بالقراءة عن تخصص واحد أو السؤال هنا وهناك، وأن مفتاح اتخاذ القرار الأفضل يكمُن في تجربته من خلال التعرض العملي اليومي. يدرس البعض الهندسة لأن والده يمتلك شركة هندسية، والبعض الآخر يدرس الطب لأن والدهم طبيب،لكن إذا فكرت في الأمر جديّا، فهل ترغب أنت في ذلك حقًا؟”.

ومن ناحية أخرى، يبدي الطلاب الذين انضموا إلى البرنامج رضاهم عن التجربة.

فقد كانت سارة عبد الجليل تريد دراسة الطب في الأصل، لكن”بعد الانتهاء من الدورة، أدركت أنها تُحب علم الأحياء والطب البشري، لكنني لم تُحب الحياة التي تتطلبها ممارسة الطب.

وقالت “لا أعتقد أن الطب هو المهنة التي أرغب في الحصول عليها. وقد ساعدني هاشتات في اتخاذ القرار الصحيح والآن، أفكر في دخول كلية إدارة الأعمال”.

أما الطالبة هبة كمال فقالت إن “هاشتات لا يركز على ما تحتاج دراسته بل يعمل أيضًا على تقوية شخصيتك وإعدادك للتفاعل مع المجتمع الصغير المتواجد داخل الحرم الجامعي”.

 

سورية تحول حبها لـ “فيروز” إلى معرض فني
وفي معرض فيروز، تحمل الجدران لوحات وصورا لفيروز، وفي الزوايا نقوش من روائع الكلمات التي تغنت بها، وحتى على فناجين القهوة.