روسيا.. أكثر من 800 دمية من القرن التاسع عشر في بيت عتيق

لقد أتت من عصور مختلفة، وصنعت بتقنيات مختلفة. أصغرها بحجم سنتيمترين , بينما يبلغ ارتفاع البعض 110 سنتيمترات. وهي جزء من مجموعة تمتد من منتصف القرن التاسع عشر إلى العصر الحديث.

إنها دمى مختلفة عن باقي الدمى. ليست مجرد ألعاب للأطفال للعب بها. تمتلكها الناقدة الفنية وجامعة المقتنيات في روسيا، مارينا بوليتوفا، البالغة من العمر 34 عامًا. وما يميزها أنها دمى فريدة من نوعها تمامًا، تتضمن دمى خزفية، ودمى عتيقة، ودمى تذكارية، إضافة إلى دمى تعود الى طفولتها.

لعبت بوليتوفا ببعضها في طفولتها، والبعض الآخر اشترته كشخص بالغ في المزادات الدولية, ما كلّفها الكثير من المال.

تقول بوليتوفا: “أحبهم كثيرًا كلهم، كل واحد منهم على حدى، أتذكرهم جميعًا، وأحيانًا لا أستطيع تسمية الشركة المصنعة على الفور، أو أنسى من هو المؤلف، لكنني أتذكر كيف يبدو كل واحد منهم، من أين اشتريتهم وجميع الأحداث المتعلقة بهم”

بداية رحلة الهواية في روسيا

بدأت هواية بوليتوفا منذ واحد وعشرين عامًا. والدمية التي انطلق بها هوس مارينا بوليتوفا هي “فانيسا”،  لعبة من الخزف ترتدي ثوباً أحمراً فاخراً.

وتقول بوليتوفا “والدتي أعطتني إياها كهدية في عيد ميلادي الثالث عشر. في ذلك الوقت لم يكن لدى أي شخص مثل هذه الدمى. لعبنا جميعًا بالدمى الصغيرة، والدمى الصينية، وأحيانًا بالدمى الألمانية المصنوعة من المطاط. وأمي أحضرت لي صندوقاً ورديًا ضخمًا مكتوب عليه عبارة “لا تلمس”. انتظرت حتى يغادرن صديقاتي ثم فتحت الصندوق ورأيت هذه المعجزة،”.

و من هنا بدأت الحكاية، عندما رأى الأقارب فرحة بوليتوفا الكبيرة وكيف استمتعت بدميتها الجديدة، بدأوا  في منحها المزيد والمزيد من الدمى، أو المال لشراء الدمى بنفسها.

وتضم مجموعتها الآن أكثر من 800 دمية من جميع أنحاء العالم بما في ذلك روسيا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا والصين واليابان وبولندا وإيطاليا.

وحوالي 200 منهم ما يسمى بالدمى الداخلية، مصنوعة من الخزف – مثل فانيسا.

وتقول بوليتوفا: “مثل هذه الدمى لا يمكن اللعب بها ، وجوههم مصنوعة من البورسلين، ورؤوسهم مصنوعة من البورسلين بالكامل، وأرجلهم وأيديهم من الخزف، وأجسامهم من النسيج. هذه الدمى كالقطع الفنية مخصصة لبيئة داخلية أو للزينة”

وفي حين أن “فانيسا” هي واحدة من 500 نسخة في العالم، فإن دمية “ليديا” الخزفية المصنوعة في المملكة المتحدة هي واحدة من 20 نسخة فقط.

و من ناحية أخرى، تقتني بوليتوفا الدمى العتيقة وهي جزء ثمين آخر من دُماها تطلق عليها اسم المجموعة اللؤلؤية.

يُطلق على القرن التاسع عشر أحيانًا “العصر الذهبي” للدمى، لأنها كانت مصنوعة من الخزف، الذي كان ثمنه باهظ جداً في ذلك الوقت.

وكان للدمى في تلك الفترة تصنيف معين للوجه والجسم – رضيع ودمية طفل ودمية سيدة – يرتدون الملابس وفقًا لصفاتهم و سماتهم.

و أضافت بوليتوفا: “من المثير للاهتمام أن هذه الدمى التي أصبحت الآن أشياء نحب جمعها ونعتز بها بشغف، ونتعامل معها بعناية فائقة، كانت غالبيتها للعب فقط. لقد مروا جميعًا بتلك الأوقات، عندما اعتاد الأطفال اللعب معهم في القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين”.

أصل عالم دمى بوليتوفا  

قبو المنزل هو قلب عالم دمى بوليتوفا. فهناك توجد دمى في انتظار الترميم أو السفر إلى معرضها التالي. ومعارض الدمى الجارية هي إحدى هوايات بوليتوفا.

تلعب جدتها تاتيانا كوزيريفا، البالغة من العمر 70 عامًا، دورًا رئيسيًا في الحفاظ على المجموعة، بدءًا من تقديم المشورة بشأن شراء دمية جديدة إلى العناية بالدمى المخزنة وصنع جميع ملابسها.

كانت الدمى العتيقة تحتوي على خزانات ملابس ضخمة وفقًا لأزياء ذلك الوقت، لكن الملابس نادراً ما نجت و بقيت على حالها حتى العصر الحديث.

ولإعادة إنشائها بالطريقة الأكثر أصالة، تشير الأسرة إلى الصور الفوتوغرافية في الكتب والأفلام التاريخية ومعارض الدمى بشكل عام.

وأوضحت كوزيريفا: ” نحن نختار الآن أقمشة معينة، ونشتري أنواعًا خاصة من الدانتيل، وأربطة قديمة تقريبًا محاكية نفس الوقت الذي تم فيه صنع الدمية. لذلك بالطبع، كل هذا يعد واقعي”.

وتضيف: “هذه الدمى هي سعادتنا، ونحن نستمتع بها كثيرًا” ، حيث لم تكن الألعاب متوفرة في طفولتها في زمن ما بعد الحرب.

و أكد ديما نجل بوليتوفا الصغير، على أنه على الرغم من عدم مشاركته شغف الأم بالدمى، فهو فخور بها.

ويقول: “إن ألعابي هي مجرد ألعاب أطفال ويمكن لأي طفل الحصول عليها، بينما (الدمى) التي تمتلكها أمي نادرة جدًا”.

و بالإضافة إلى ذلك، تأتي مهنة بوليتوفا كناقد فني جنبًا إلى جنب مع هوايتها – فهي تكتب مقالات عن الدمى وتنظم معارض منتظمة.

وزار مشروعهارحلة إلى عالم الدمىأكثر من 100 مدينة وتأمل في استئنافه قريبًا.