الحكومة الروسية تقلل من تأثير الإحصاءات الخاصة بكورونا

الحديث في روسيا عن عدد القتلى بسبب فيروس كورونا قليل جداً، والبيانات الكاملة التي كشفت زيادة الوفيات ليست سرية، لكن لم يسلط الضوء عليها مطلقاً، كما أن الإحصاء الأولي الذي تنشره الحكومة الروسية كل يوم يقلل بشكل كبير من التأثير.

تقرير جديد نشره موقع “بي بي سي قال فيه إن الزيادة في وفيات كورونا التي حصلت في الخريف، بلغت 2388 شخصاً في مدينة بيرم الروسية، وفقاً لوكالة الإحصاء الحكومية “روستات“. وأضاف التقرير أن البيانات كشفت زيادة نسبة الوفيات في بيرم فوق المعدل المتوقع، وفقا لوكالة الإحصاء، فيما أحصت حكومة المدينة 1869 وفاة فقط بالوباء.

ونقلت “بي بي سي” عن أليكسي راكشا، وهو خبير ديموغرافي قوله: “أنا لا أنظر حتى إلى هذه الأرقام”، مشيراً إلى أن البيانات اليومية في روسيا “تم تسويتها وتقريبها وخفضها” لتبدو أفضل، في المقابل نفى المسؤولون الروس ذلك دائماً.

وعمل أليكسي في وكالة الإحصاء الرسمية “روستات” لمدة ست سنوات، وقال إنه أُجبر على المغادرة الصيف الماضي لكونه صريحاً جداً بشأن الحقائق المتعلقة بكورونا. وأضاف أن أرقام “روستات” ضرورية لتقييم التكلفة الحقيقية للوباء، ومثل العديد من الخبراء، يستخدم معدل الوفيات الزائد كأفضل مؤشر.

يجادل راكشا قائلاً: “إذا توقفت روسيا عند 500 ألف حالة وفاة زائدة، فسيكون ذلك سيناريو جيداً”. ويقدر راكشا أن العدد الحالي للوفيات يزيد عن 450 ألفاً وهو ما يشكل قفزة هائلة في الوفيات من 94267 حالة وفاة نُشرت على الإنترنت يوم الجمعة من قبل مقر كوفيد في روسيا. وأضاف “مع ذلك، نادراً ما يتم الاستشهاد بهذا الرقم (942267) الأقل من قبل المسؤولين”.

فمنطق الحكومة الروسية أثناء الجائحة هو أنه “يمكنك الاختيار بين الاقتصاد وحياة الناس (معظمهم من كبار السن) والدولة الروسية اختارت الاقتصاد. لن يقولوا ذلك، لكنه واضح”.

مقاومة الإغلاق

على صعيد روسيا ككل رفع الإغلاق ومعظم القيود جزئياً في حزيران (يونيو) 2020، للسماح بإجراء استفتاء من شأنه أن يمكّن فلاديمير بوتين من البقاء في السلطة. وفي مدينة بيرم، بدأ نظام الرعاية الصحية يتداعى في الخريف.

في أوائل كانون الأول (اكتوبر) من العام الماضي، نشر ممرض اسمه أرتيوم بوريسكين يعمل على سيارة اسعاف مقطع فيديو يظهر طوابير من سيارات الإسعاف أمام المستشفى التي يعمل بها، وقال إنه اضطر لترك المرضى المصابين بفيروس كورونا في بيوتهم لعدم وجود أسرة كافية في المستشفيات، وأن بعض المرضى اضطروا لانتظار سيارة الإسعاف لمدة تراوحت بين ساعتين و 20 ساعة.

وقال أرتيوم: “أعتقد أن الإجراءات المتخذة لم تكن كافية لتقليل عدد الحالات الجديدة”، مشيراً إلى أن الحكومة قاومت فرض إغلاق ثان “لأنه كان عليها حينها أن تدفع للناس” للبقاء في منازلهم. وأضاف “كان يجب أن تكون القيود أكثر صرامة. أعتقد أن ذلك  كان سيقلل عدد الإصابات والوفيات”.

وبناء على البيانات المتاحة، فمعدل الإصابات منخفض في جميع أنحاء روسيا في الوقت الراهن، ربما لأن الكثير من الناس أصيبوا بالفعل بالفيروس. وبحسب أليكسي راكشا فإن ما يصل إلى ثلث السكان قد يكونون مصابين، بناءً على بيانات الوفيات الزائدة.

لكن الرواية الرسمية لروسيا التي تم نقلها إلى الناس، هي أن الحكومة تعاملت مع هذا الوباء بشكل أفضل من معظم الدول وأن البلاد في طريقها إلى التعافي، فيما يتم إخفاء الأرقام المحرجة المتعلقة بأعداد الوفيات، إذ لا يتم سرد قصص الموتى.

وسجلت روسيا 9632 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و11279 حالة شفاء، و392 حالة وفاة، خلال الساعات الـ24 الماضية.