أخبار الآن | بيروت – لبنان (REUTERS)

 

كانت ليا نوربتليان تحاول نفض غبار التعب بعد يوم شاق وعصيب بالتمشية في الشوارع، لكنها كانت تقع فريسة للإحباط الذي يحاصرها عندما تقع عيناها على تلال القمامة على جوانب الطرق.

وبعد أن كانت تجمع متطوعة ما يمكنها جمعه من القمامة وتنظف ما يمكنها تنظيفه، قررت المرأة اللبنانية البالغة من العمر 35 عاما التوجه مباشرة إلى شركة إدارة النفايات، وهناك علمت بحاجتهم لموظفين فتقدمت بطلب للحصول على عمل.

ويخوض لبنان معركة كورونا بينما تخيم فوق الرؤوس ظلال أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وأصيب نظامه المالي بالشلل منذ العام الماضي، وفقدت الليرة 80 بالمئة من قيمتها وفرضت البنوك قيودا شديدة على السحب.

وقالت نوربتليان إنها سعت بنفسها للمواجهة وتحدت فكرة أن عمل اللبنانيين، وخاصة النساء، في إدارة النفايات يقع ضمن المحظورات.

وترغب المرأة الشابة أيضا في تشجيع الآخرين على العمل في وظائف مماثلة، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وتتقاضى ليا 40 ألف ليرة لبنانية يوميا، وهو ما كان يعادل 26 دولارا قبل انهيار العملة وأصبح يساوي الآن حوالي خمسة دولارات فقط بحسب السعر المتداول بالسوق السوداء.

وأدى انهيار الليرة إلى نزوح كثير من العمال الأجانب من البلاد على مدى الأشهر القلائل الماضية، لكن ليا نوربتليان تقول إن على اللبنانيين أن ينظروا إلى الأمر بعين أخرى ومن منظور مختلف، باعتباره فرصة للعمل داعية أبناء بلدها للحفاظ على الجمال الطبيعي للبنان.