أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (Bloomberg)

تعتبر مشكلة النفايات البلاستيكية حول العالم، الشغل الشاغل للكثير من الدول، لاسيما الصين. فالسلطات هناك تحاول تقليص استخدام النفايات هذه، من خلال فرض العديد من الإجراءات من بينها إجبار تجار التجزئة على فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتي لا يمكن تحللها، في حين حظرت مقاطعة جيلين مثل هذه الحقائب. كذلك، فإنّ جزيرة هاينان المدارية تخطّط لفرض حظر أوسع نطاقاً على هذه الأكياس اعتباراً من العام 2020.

ووفقاً لأحد التحليلات، فإنّ الإنتاج الصيني للبلاستيك القابل للتحلل الحيوي سيتضاعف بحلول عام 2022. ويعود تاريخ المواد البلاستيكية القابلة للتحلل إلى عام 1975، عندما اكتشفت مجموعة من العلماء اليابانيين البكتيريا التي تستهلك النايلون. وعادة ما تكون هذه المواد البلاستيكية القابلة للتحلل أغلى من البلاستيك التقليدي.

غير أن السؤال الأبرز على هذا الصعيد يكمن في مدى مساهمة هذا النوع من البلاستيك في تحسين البيئة. يشير الخبراء إلى أنّ المنتج الذي يتم تسويقه على أنه “قابل للتحلل الحيوي” قد لا ينهار إلا في بيئات محددة للغاية لا تصادفها في العالم الطبيعي. هذا الأمر قد يزيد من مخاطر تراكم هذه النفايات ليتم التخلص منها في مدافن النفايات، وإذ تمّ ذلك فإنّ نقص الأوكسجين سيضمن أن تتحلل ببطء مثل المواد البلاستيكية العادية.

والأسوأ من ذلك أنه بسبب الاختلافات في الكيمياء، لا يمكن إعادة تدوير المواد البلاستيكية القابلة للتحلل مع المواد البلاستيكية العادية، وهذا يعني أنه يجب فصلهم.

وبالنسبة للحكومة الصينية، فإن مزايا تشجيع التحول إلى المواد البلاستيكية القابلة للتحلل واضحة، فهي على الأقل تضع عبء إدارة الكميات المتزايدة من النفايات البلاستيكية على الشركات المصنعة. لكن في الوقت الحالي، ستكون الحكومة أكثر حكمة في التركيز على خفض استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الفردي بالكامل.

ويتمثل أحد الخيارات التي ستلجأ إليها السلطات هناك في تشجيع الشركات المصنعة على إنشاء حقائب مصممة للاستخدامات المتعددة، ورفع رسوم على الحقائب التي لا تنفع إلا لغرض واحدٍ.

ومع هذا، فإنّه من الضروري أن توقف الصين تسرب المواد البلاستيكية وغيرها من النفايات من مدافن النفايات دون المستوى المطلوب إلى الأنهار، وفي نهاية المطاف إلى المحيط. سيتطلب ذلك من الحكومة تطوير أنظمة إعادة التدوير، وتحديث مدافن النفايات والمحارق والقيام بحملات تثقيفية عامة. كل ذلك، لن يكون رخيصاً أو سريعاً أو سهلاً، لكن أمر لا بدّ منه في ظل تدهور البيئات الصينية ومحيطات العالم.

مصدر الصورة: The Inertia

للمزيد:

اكتشافات أثرية تعود إلى القرن الأول الميلادي في أم القيوين