أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نضال عمرية)

لعبة تقودك إلى الموت، يبدو الأمر خياليًا بعض الشيء، لكنه بات واقعًا مريرًا، خلّف كثيرًا من الضحايا، الذين أقدموا على الانتحار شنقًا استجابة لأوامر «الحوت الأزرق».

فبين عشية وضحاها انتشرت اللعبة التي تعرف ايضا باسم “تحدي الموت” لتسيطر على اهتمام العالم أجمع، نتيجة لسقوط عدد كبير من الضحايا بسببها في بلدان مختلفة من العالم اخرها انتحار ابن برلماني سابق في مصر.
ملاعب رملية وكرة قديمة ومجموعة اطفال سعداء جل همهم وضع الكرة داخل الشباك… اخوة يلتفون حول جدتهم ينصتون بشغف لحكايات وقصص قديمة تحمل بين طياتها عبرة وعظة ونصح.

هي صور اعتدنا ان نراها في كل بيت وشارع …ربما كان ذلك بالامس القريب قبل ان تقرع تكنولوجيا الالعاب الكترونية ابوابنا وتداهم بيوتنا وترسو في عقول اطفالنا.

كالنار في الهشيم.. استحوذت هذه الالعاب على عقول الأطفال والمراهقين وأصبحوا يفضّلون الجلوس أمامها ساعات طويلة في مرحلة أشبه بالإدمان، الامور لم تتوقف عند هذا الحد فحسب..بل  ازدادت سوءا عندما ادت بعض هذه الالعاب إلى الانتحار من خلال تعليمات افتراضية سلبت عقولهم .

فمن لعبة “البوكيمون” التي جرت المراهقين إلى مواقع خطيرة… إلى لعبة “الحوت الأزرق” التي ينتهي معها المراهق في اليوم الخمسين من ممارستها إلى الانتحار ..اذ تسببت في قتل 130 طفلاً ومراهقًا في روسيا وحدها.

“الحوت الأزرق” أحدثت ضجة عالمية وعربية واسعة، وأثارت مؤخرًا جدلاً واسعًا في مصر، بعد تسجيل أول حالة انتحار فعلية نتيجة ممارستها، إثر الحديث عن تسببها في  انتحار نجل برلماني سابق.

تحمل لعبة الموت هذه على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و16 عامًا، وبعد أن يقوم اللاعب بالتسجيل لخوض التحدى، يُطلب منه رسم حوت ازرق على ذراعه بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل فى اللعبة فعلًا، ويتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التى تعتبر جزءا من طقوس اللعبة.

وفي حال رفض المشارك إكمال مهمته، فسيقوم المسؤول بنشر ومشاركة شيء شخصي للغاية أو حساس للغاية عبر الإنترنت من حساباتهم.

هو تلوث من نوع آخر يحيط بهم كل يوم،يتعاملون معه ويلمسونه ويحتاجون إليه، تلوث لا نراه. اضراره تنبثق في صمت على هيئة سيل غير مرئي عبر أسلاك كهربائية، تمتد داخل الجدران التي تحيط بنا ونجلس بينها ونستند إليها وننام بجوارها.

اقرأ أيضا: 
لعبة الحوت الأزرق تتسبب في انتحار ابن برلماني مصري سابق