أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (البيان)

بجميل العبارة وأصدقها، لخّص الرسام البريطاني المعاصر ديفيد هوكني أكبر المؤلفات المكرسة لفن الرسم على الإطلاق، حين قال: "إنها سيرة ذاتية مصورة أبدع لوحاتها شخص تعشق أنامله فن الرسم".

أقرأ أيضا:  "السينما مفتاح الحلم" شعار المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته العشرين

وقد أثمر تعاون هوكني، الذي يعدّ أبرز الرسامين الطليعيين في بريطانيا، مع دار نشر عريقة مؤلفاً ضخماً عبارة عن رحلة استطلاع بصرية غنية بالألوان، يوازي وزنها البالغ 35 كيلوغراماً ثقل مضمون غابت عنه النصوص ومقالات المؤرخين الفنيين المسهبة وشروحاتهم الرنانة، تشجيعاً للمتلقي على الاعتماد أكثر على حاسة النظر بديلاً، حيث يؤمن هوكني بأن "اللوحات ينبغي أن تتحدث عن نفسها"

حماسة هوكني

وتجلت حماسة هوكني لإنجاز المشروع بضلوعه في كافة مراحل الإنتاج، بدءاً من اختيار ما يزيد على 450 عملاً فنياً لإدراجها في المؤلف، والإشراف على التصميمات والتدقيق في الألوان. وتمخض الجهد عن مؤلف يبلغ من الضخامة ما يحتّم إرفاقه بمنضدة لحمل الكتب قابلة للتعديل، ويوازي وزنه وزن أريكة.

ومن الملفت أن الكتاب بالكاد يحتوي أية نصوص خلا صفحةٍ تحتضن 15 جملة مكتوبة بخط يد هوكني نفسه، استهلها بالقول: "لا يجدر بكتاب من هذا النوع أن يغزوه كثر الكلام…"

أقرأ أيضا: فيلم "مملكة متحدة" يفتتح مهرجان لندن السينمائي الدولي في دورته الستين

وينظر الرسام إلى مؤلف: "ديفيد هوكني: كتاب أكبر" على أنه "معرض" يمكن التجول بين لوحاته في أي وقت كان، ويقول: "أنت تنظر إليه بشكل مختلف لأن النسخ المطابقة أكبر حجماً بكثير".

يجسّد الكتاب خلاصة تعاون مع الناشر الألماني بينيديكت تاشن، وسيتم إطلاقه في حفل رسمي خلال فعاليات معرض فرانكفورت للكتاب قريبا، بحضور هوكني.

وتصل كلفة نسخة الكتاب إلى 1750 جنيها استرلينيا يستحقها كتاب لوحات ليس عاديا، بل نسخه محدودة تضم عشرة آلاف كتاب مرقم وممهور بتوقيع الرسام مصحوب بمنضدة خاصة. ويغطي المؤلف عند فتحه وفرد صفحاته المثنية مساحة تصل إلى مترين.

كما أن وزنه يصل إلى 35 كيلوغراماً مضافةً إلى 15 أخرى مخصصة لمنضدة من تصميم مارك نيوسن ذات ثلاث أرجل من الألمنيوم مطلية بألوان الأحمر والأصفر والأزرق، المفضلة لدى هوكني، ومنصة مصنوعة من مادة الأكرليك لحمل الكتاب. ويرافق المؤلف جزء آخر يضم حوالي ألف لوحة وصورة للرسام لم يسبق عرضها. ويحتاج العمل عند الانتهاء من توضيب أجزائه في صناديق لثلاثة أشخاص لحمله.

أقرأ أيضا: عمر خيرت يفتتح العروض العربية في أوبرا دبي

وقد وصفه هوكني بالقول: "أعتقد أن الكتابين محصلة 62 عاماً من العمل. وأنا راضٍ جداً عنهما". ويعود تاريخ الأعمال المعروضة في الكتاب إلى العام 1953، حين كان هوكني في السادسة عشرة من العمر ولا يزال طالباً في كلية برادفورد للفنون.

ويتضمن إنجازاته لفترة الستينات التي تصور مشهد الحراك الثقافي الفني الجامع في لندن، وإيقاع حياته على مسابح لوس أنجليس في السبعينات، إضافة إلى سلسلة أعماله الأحدث من اللوحات ورسومات الآيباد، ومناظر يوركشير الطبيعية.

ملصقات تجريدية

ويحفل الكتاب كذلك بالصور والصور المركبة وملصقات تجريدية من الفن التصويري وتصاميم مسرحية وأعمال فنية مأخوذة عن مقاطع فيديو مصورة بعدة كاميرات تعكس شغفاً لا متناهٍ بعالم التجربة والاختبار.

أقرأ أيضا: موسيقيون من انحاء العالم يجتمعون في مهرجان "موسيقات" بتونس