أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)

رغم الدمار الذي تعرضت له الحضارة العراقية على يد داعش، هذه الحضارة ذات الشهرة العالمية، تحتوي على كنوز تم العبث بها على يد عناصر داعش، ورغم الخسائر التي ألحقها بهذه الحضارة، الا أنه لم يستطع ابادة أحاسيس شباب وشابات العراق، اللواتي اغتصبن بفضاعة من طرف عتاصره ولم يستطع بالتأكيد قتل الحب. 

من ضمن قصص الحب التي تحتضنها أرض العراق، في زمن داعش ، قصة حب سكن قلب فتاة ايزيدية "فيان ميرزا"، كانت قد وقعت فريسة للمخربين، وقعت مسبقا فريسة لاستعباد الجنسي الأعنف والأشد وحشية.

تعود قصة الحب القوية، الى أول مرة رمقت عيني فيان ذات الـ20 ربيعاً، شاباً " علي" يكبرها بعامين، هذا الشاب هو مقاتل في وحدات حماية سنجار "شنكال"، حاول جاهدا من تحريرها من بطش عناصر "داعش" بأعجوبة كبيرة. 

ذاك الفتى علي، هو مقاتل في وحدات حماية سنجار "شنكال"، تقدم لخطوبة فيان، بعد أن ساهم في تحريرها من بطش عناصر "داعش"، وبعد أن تلقت العلاج النفسي والجسدي في ألمانيا، ضمن برنامج لإنقاذ العراقيات الإيزيديات الناجيات من السبي.

أما قصة "فيان" مع وحشية داعش فتعود الى أب /اغسطس من السنة الماضية، حينما اقتادها المجرمون من قرية حردان التابعة لناحية سنون في شمال جبل سنجار، رفقة اخوتها خناف، حيث تعرضت للسبي كجارية، وأدخلت الإسلام عنوة على يد عناصر "داعش". 

يقول الشاب علي أن "حبيبته فيان تم نقلها إلى الرقة في سوريا، وبعد سبعة أيام تمت اعادتها إلى شمال العراق، تحديداً إلى الموصل مقر التنظيم البارز، لتنضم مع نحو 500 فتاة وامرأة جميعهنَّ سبايا، احتجزن لوليمة اغتصاب لقادة التنظيم".

أما خلال احتجازهن فقد خطرت على بال فيان حيلة، حيث قالت لعناصر داعش أنها متزوجة ولها طفل صغير مفقود، ليدرئ عنها الاغتصاب، وبمعجزة نجت بعد أن تم تصديقها بصعوبة، وبعد خمسة أيام من التنقل بين أوكار "داعش"، نُقلت السبية إلى تل بنات، القرية التابعة لسنجار، لتبقى 20 يوماً مع شقيقتها وأبناء وفتيات عمها.

وبعد التنقل في سجون داعش، تمكنت فيان مع 25 من المختطفين معها من الهرب، حيث استخدم "علي" وقتها رصاص الـ"دوشكا" لإنارة طريق الوصول إلى جبل سنجار أمام حبيبته التي وصلت إلى إقليم كردستان العراق.

وحينما تم الوصول الى بر الأمان، ارتبطا رسميا، وبهذا الارتباط تغلب علي وفيان على العادات والمعتقدات  في المجتمع العراقي الذي تشوب نظراته السوء تجاه المختطفة أو المغتصبة، فغالباً ما يتم قتلهنَّ بدافع "درء العار"، ليسجل الحبيبان أقوى قصة حب على جبين التاريخ الذي شهد إبادة المكون الإيزيدي وسبي النساء والفتيات.