أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (سيدتي) 

ملامح هند الفايز الجميلة والصلبة تشي بها، فهي المرأة القوية التي وقفت؛ لتعيد إلى أذهاننا الكثير من نماذج النساء العربيات اللاتي صنعن فارقاً في التاريخ، وظلت مواقفهن وأقوالهن محفورة في وجدان وتراث تاريخنا العربي، هكذا صار يتردد في صدى الوجدان عبارة (اقعدي يا هند)، لتخبرنا عن صورة تلك المرأة الجبارة، والمقاتلة الشرسة التي رفضت الانسحاب أو التراجع، وأبت الرضوخ لأي محاولة لتهميشها أو المسّ بمكانتها، وأصرت على مواصلة حربها ضد تهميش المرأة سياسياً؛ لتحولها بذكاء شديد إلى خبر يشغل العالم، ويستوقفه بقوة؛ ليعيد النظر في تفاصيل الدور السياسي للمرأة، ويعري النظرة الفوقية غير المعلنة لأعداء ومعارضي الكوتة النسائية.

لهذه الأسباب اجتاحت "وقفة هند" العالم!

لم تقتصر أخبار المشادة الكلامية، التي دارت ما بين كل من النائب هند الفايز والنائب يحيى السعود تحت قبة البرلمان الأردني على صفحات الإعلام والتواصل الأردنية، بل تحولت عبارة (اقعدي يا هند) خلال عدة أيام إلى كناية معروفة، ارتبطت بقصة محفورة في الذاكرة، كتلك القصص التي ارتبطت بها الأقوال العربية الشهيرة؛ لتتناقلها وسائل الإعلام العربية والعالمية على صفحاتها الجادة والهزلية، فتارة يحوِّلها مثقفو العالم العربي إلى كناية ومنفذ لتحليل وضع المرأة في العالم العربي، وتارة يتفنن ناشطو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في تركيب الأغاني والفيديوهات الطريفة، التي تعلق على الحادثة بأسلوب شبابي ساخر، يعبر عن وجهة نظر هذه الفئة؛ حتى تناولت مجموعة قنوات بي بي سي البريطانية خبراً مصوراً عن سر انتشار هاشتاغ ضخم في الأردن والبلدان العربية، يحمل عنوان "اقعدي يا هند".

حكاية "اقعدي يا هند" 

لهذه الأسباب اجتاحت "وقفة هند" العالم!

يوضح الفيديو والأخبار التي انتشرت حول العالم أن النائب يحيى السعود كان قد طلب من زميلته هند الفايز أن تجلس أثناء مداخلتها، وقام بتكرار الطلب أكثر من مرة، ثم ردّه بلعن اليوم الذي دخلت فيه الكوتة النسائية إلى البرلمان، عندما تجاهلت طلبه، وتطورت الحادثة؛ لتنتهي بانسحاب النساء من الجلسة بعد رفض السعود الاعتذار لهند، وأما عن تتمة الحكاية التي تتابعها الأخبار، فتبين أن السعود على ما يبدو قد صحى بعد أيام، لكنه لم يعد يعرف كيف يمكنه لملمة الموقف؛ فتارة يدعي أن الأمر كان مزحة لا تستدعي كل هذا الاهتمام، وتارة يحاول الالتفاف بطرق عدة.

من هي هند؟ 

وصلت هند حاكم الفايز (46 عاماً) قبة البرلماني الأردني عام 2013م كعضو عن كتلة التجمع الديمقراطي، بعد فشلها في جولتين سابقتين، وهي تنحدر من عشيرة أردنية عريقة، درست في جامعة اليرموك علم حاسوب- فرع مالية، تخرجت عام 1991م، ثم عملت مهندسة أنظمة مع شركة IPM، وخلال عملها ذهبت إلى بريطانيا، وحصلت على دورات في التسويق.

ما المقصود "بالكوتة"

"الكوتة"، تعبير لاتيني، يعني نظاماً انتخابياً، يهدف إلى ضمان حقوق الأقليات في الانتخابات العامة للوصول إلى السلطة السياسية. والكوتة تشكّل تدخلاً إيجابياً؛ لتحقيق المساواة والتقليل من التمييز بين فئات المجتمع المختلفة، وخصوصاً بين الرجال والنساء. تقضي «الكوتة النسائية» بتخصيص عدد محدد من المقاعد في الهيئات التشريعية للنساء؛ أي في المجالس النيابية، بحيث لا يجوز أن يقل عدد المقاعد التي تشغلها النساء عن النسبة المقررة قانوناً، أي أن هناك حصة نسائية محددة لابد من شغلها من قبل النساء.

وتؤكد الدراسات والأبحاث أن أكثر من ثمانين دولة تعتمد هذا النظام على امتداد دول العالم، في كل من أفريقيا، وأميركا اللاتينية، وأوروبا، وآسيا. 

"جوجل": الأردن يشهد طفرة في البحث عن هند فايز

أعلن محرك البحث جوجل أن الأردنيين تنامى بحثهم عن اسم النائب هند الفايز خلال الأيام الماضية بنسبة 1500%، بعد أن شهد مجلس النواب مشادة كلامية بين النائب الفايز والنائب السعود.

 

لهذه الأسباب اجتاحت "وقفة هند" العالم!