شهدت العروض الثلاثة الأولى للملحمة الفنية التاريخية “عناقيد الضياء” على مسرح المجاز في 30 و 31 مارس الماضي، والأول من الجاري، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وحضوراً من عديد الشخصيات الفنية والإعلامية والثقافية، لمشاهدة العمل الأضخم عالمياً حول الإسلام، والذي يجمع بين فن المسرح والموسيقى والمؤثرات السمعية والبصرية، وتنظمه الشارقة في إطار احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، فيما يشهد مسرح المجاز عرضين آخرين للعمل اليوم وغداً.

وأكد الحضور إعجابهم بالعرض الذي يروي تاريخ الإسلام، منذ ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، وعبّروا عن دهشتهم بالإضاءة والموسيقى الفريدتين اللتين أضفتا على العمل المزيد من الإبهار والتميز والفرادة، وأشادوا بأصوات الفنانين الأربعة الكبار، حسين الجسمي، ولطفي بوشناق، وعلي الحجار، ومحمد عساف، والانتقال عبر الزمن في مشاهد متنوعة عديدة.

رحلة مفعمة بالجمال

ووصف الفنان البحريني خالد الشيخ رحلته في إنجاز العمل، بأنها رحلة مفعمة بالجمال والمحبة والتعاون والتقدير، بدءاً من وضع التصورات الأولى للألحان، وحتى لحظات العمل على تركيب الأصوات وتسجيل الأوركسترا. وأشار إلى أن غاية العمل بالدرجة الأولى كانت صناعة الجمال الفني، المسرحي والموسيقي.

وأشار الفنان التونسي لطفي بوشناق إلى أن التاريخ لن ينسى هذا العمل الملحمي الذي يجسد صورة الإسلام الحقيقية بكل ما ينطوي عليه من حب وتسامح وعدل وخير لجميع الخلق، وأعرب عن أمنيته أن يتم عرض هذا العمل خارج حدود الوطن العربي، كي يسهم في التعريف برسالة الإسلام الحقيقية إزاء كل محاولات التشويه التي يتعرض لها. وأشاد الصحافي الفلسطيني عبدالباري عطوان بالعمل الذي اعتبره عالمياً واستثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، وأكد أنه شاهد عروضاً فنية ومسرحية كثيرة في دول مختلفة، إلا أن “عناقيد الضياء” كان العمل الأكثر إبهاراً بكافة تفاصيله.

ملحمة فنية

وأعربت الإعلامية بروين حبيب عن سعادتها بأن يكون “عناقيد الضياء” هو العمل الذي تدشن من خلاله الشارقة احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، فعمل بهذا المستوى الرفيع وغير المسبوق عربياً وعالمياً يعكس ريادة المشروع الثقافي للشارقة، التي ظلت على الدوام موطن الكتاب والشعراء والفنانين والمثقفين.

وأكدت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة القيمة الفنية الكبيرة التي يحملها “عناقيد الضياء”، باعتباره أضخم عمل فني يشهده العالم العربي، والذي نجح في الدمج ما بين الموسيقى والألحان وبين المسرح والتمثيل في عمل شديد الأهمية، يتناول سيرة الرسول الكريم محمد عليه السلام، وفي نفس الوقت يدشن احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية.

قيم إنسانية

وأعرب الفنان اللبناني وليد توفيق عن سعادته بإقامة هذا العمل في إمارة الشارقة التي تضع نصب عينها الفن والثقافة، وتسعى من خلالهما إلى تقديم فعاليات ونشاطات مميزة ومؤثرة. وأشار إلى أن “عناقيد الضياء” يبرز قيماً إنسانياً عظيمة أهمها العدل والمحبة والتسامح والكرم، وهي قيم طالما ميزت الإسلام.

خدمة جليلة

قال الفنان السعودي عبدالرب إدريس إن هذا العمل المبهر يقدم خدمة جليلة للإسلام، تبرز دوره في إنقاذ الإنسانية من الجهل والظلم والجور، ونقلها إلى العدل والتسامح والضياء، وفي نفس الوقت يؤكد قدرة الفنانين العرب على مواكبة التقنيات الحديثة في مجال المؤثرات البصرية والسمعية وتوظيفها في أعمال فنية مميزة تبرز التاريخ العربي والإسلامي في محطاته الأنصع والأجمل، مشيداً باهتمام إمارة الشارقة ودعمها للفنانين والمثقفين ورعاية أعمالهم الإبداعية في مختلف المجالات.

الفنانة الأردنية مكادي نحاس وجدت في ملحمة “عناقيد الضياء” العمل الفني الأكثر إبهاراً وجمالاً، فهو على حد تعبيرها متكامل في جميع مكوناته، ابتداءً من المسرح الذي يحتضنه، مروراً بالتقنيات البصرية، وأصوات المغنين، وأداء الممثلين، وانتهاءً بلمسة خالد الشيخ التي كانت واضحة في نسيج العمل الموسيقي بأكمله، وأكدت بأن هذه الاحتفالية تعكس هوية الشارقة ومشروعها الحضاري، وتعبّر في الوقت نفسه عن رسالة الإسلام، باعتبارها رسالة سلام وتنوير ودعوة للعلم والثقافة المعرفة.

 

ضرورة ملحة

قالت الإعلامية اللبنانية ميشال سرور إن عمل “عناقيد الضياء” يمثل ضرورة وحاجة ملحة، ليس فقط على المستوى الفني والتقني الذي تمت صياغته باقتدار كبير، إنما بوصفه ضرورة تؤكد جوهر وماهية الدين الإسلامي العظيم، وأضافت: “لقد كان العمل مبهراً في كافة جوانبه وبكل المقاييس، من استخدام التقنيات الحديثة، إلى استخدام الأضواء، إلى تواجد مجموعة من كبار المغنين العرب الذين أثروا العمل بأصواتهم، إلى الموسيقى التي غمرت عذوبتها المكان كله”.