بعد وارادت قياسية.. الصين تضيق على استيراد الفحم من روسيا

أعادت الصين رسوم الاستيراد على الفحم اعتبارا من بداية العام، وهي خطوة قد تهدد المصدرين الروس الذين يعتمدون على أكبر سوق في العالم لتسويق الفحم.

وتمت إزالة الرسوم الجمركية في مايو 2022 للحماية من مخاطر العرض بعد أن أدى غزو موسكو لأوكرانيا إلى اضطراب أسواق الطاقة العالمية.

ساعد ذلك في تمهيد الطريق أمام واردات قياسية العام الماضي من الفحم الروسي، بعد المقاطعة العالمية لروسيا.

لكن بسبب هذه الكميات الضخمة التي وصلت الصين، قررت السلطات الصينية تحويل سياستها إلى حماية شركات التعدين الصينية من عواقب التخمة بعد أن ارتفع الإنتاج المحلي أيضًا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.

الفحم

تخمة في السوق الصيني

قال سو هويبنج، المحلل في جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية: “لا يمكن لأي دولة أخرى أن تستقبل مثل هذه الإمدادات الكبيرة، حيث يجب أن يقوم المصدرون بخفض الأسعار واستيعاب التكلفة الضريبية الإضافية”.

وانخفضت مبيعات الفحم الشهرية الروسية إلى الصين منذ أن بلغت ذروتها بأكثر من 10 ملايين طن في يونيو/حزيران، حيث أصبحت شحناتها أقل قدرة على المنافسة، وهي ديناميكية ستزداد سوءًا مع إعادة فرض الضرائب.

وفي الوقت نفسه، فإن المنافسين مثل أستراليا وإندونيسيا يتمتعون بالحماية من الرسوم بسبب اتفاقيات التجارة الحرة المبرمة مع بكين.

ما يزيد الطين بلة أن موسكو فرضت ضريبة على مبيعاتها الخارجية للمساعدة في تمويل حربها، مما يجعلها لا تستطيع المنافسة مع الدول الأخرى.

الرسوم الصينية

عادت الرسوم الصينية، التي تفرضها على مجموعة مختارة من الدول مثل روسيا ومنغوليا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، إلى معدل 6% على الفحم المستخدم في توليد الطاقة والتدفئة و3% على فحم الكوك الذي تستخدمه مصانع الصلب.

أما الفحم القادم من الدول الأخرى التي لا تتمتع بوضع تفضيلي فسيتم فرض ضريبة عليه بنسبة 20%.

الحظر على روسيا

في أغسطس 2022، دخلت خطة الاتحاد الأوروبي لحظر استيراد الفحم الحجري من روسيا بشكل نهائي، حيز التنفيذ، ضمن ضغوط توسيع دائرة العقوبات لتشمل قطاع الطاقة الحيوي الروسي، وإجبار موسكو على إيقاف هجومها على أوكرانيا.

الفحم

أتى ذلك بعدما أمهلت دول الاتحاد، الشركات العاملة في الدول الـ27، أربعة أشهر لتعويض الفحم الروسي، بداية من أبريل 2022، ليبدأ تطبيق القرار اعتبارًا من أغسطس 2022.

وفي يوليو 2022، أعلنت وزارة التجارة البريطانية فرض حظر على واردات الفحم الروسي اعتبارًا من 10 أغسطس.

وتمتلك روسيا 15% من الاحتياطي العالمي للفحم حسب التقرير السنوي لشركة “بريتيش بتروليوم” حول الطاقة، وتشكّل إمدادات الفحم الروسي 45% من واردات الاتحاد الأوروبي مع اعتماد بعض الدول عليه بشكل خاص؛ مثل ألمانيا وبولندا اللتين تستخدمانه لإنتاج الكهرباء.

ومع ذلك تشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الفحم لا يزال أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في العالم حتى الآن، إذ يوفر نحو 38 في المائة من الحاجة العالمية للكهرباء، متفوقًا عن الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة.

وصدرت روسيا 238 مليون طن من الفحم في العام 2021، مع توجيه 90 مليون طن من هذا الحجم إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.